كيف أنقذ السيد البدوي الشعراوي بعد رحيله بـ600 عام؟.. لله في خلقه شؤون

كتب: أحمد حامد دياب

كيف أنقذ السيد البدوي الشعراوي بعد رحيله بـ600 عام؟.. لله في خلقه شؤون

كيف أنقذ السيد البدوي الشعراوي بعد رحيله بـ600 عام؟.. لله في خلقه شؤون

حلت، أمس، ذكرى وفاة فضيلة الشيخ، محمد متولي الشعراوي، الحادية والعشرون، الذي يعتبر واحدًا من علامات تفسير القرآن الكريم في الوطن العربي والعالم.

هو ابن قرية "دقادوس" بمحافظة الدقهلية، والرجل الذي لقبه الكثيرون بـ"إمام الدعاة"، حيث يعد من أشهر مفسري معاني القرآن الكريم في العصر الحديث، فقد عمل على تفسير القرآن بطرق مبسطة وعامية مما جعله يستطيع الوصول لشريحة أكبر من المسلمين في جميع أنحاء العالم العربي.

وللشيخ الشعراوي العديد من القصص والمواقف التي ذكرت في الكتب والبرامج التليفزيونية، لما كان لذلك الرجل من تأثير شديد ومحبة في قلوب الجميع، ومن تلك القصص ما ذكره الكاتب الصحفي سعيد أبوالعنين في كتابه "أنا من سلالة أهل البيت"، عن حب الشعراوي للسيد البدوي.

وبحسب "أبوالعنين" في كتابه: يقول الشيخ الشعرواي: "حدثت هذه الحكاية سنة 1948 كنت في بلدنا دقادوس وكان والدي أعطاني ريال فضة أخذته وأنا في طريقي للسفر إلى القاهرة، ونزلت في محطة بنها لآخذ القطار إلى القاهرة، وفي المحطة وضعت يدي في جيبي فلم أجد (الريال الفضة)، وأحسست بالضيق.. فلم يكن معي غيره، ووقفت حزينا، ماذا أفعل؟ كانت معي (قفة) بها (زوادة) الطعام، ووضعتها إلى جانبي، ووقفت أتلفت حولي في ضيق وقلق بحثا عن إنقاذ، ولمحت رجلًا بعمامة حمراء وهو قادم من بعيد.. وقلت لنفسي لعل هذا الرجل الأحمدي ينقذني! فالعمامة الحمراء يرتديها عادة شيوخ وأتباع الطريقة الأحمدية، طريقة سيدي أحمد البدوي".

وتابع الشعرواي: "أنا من المحبين لسيدي أحمد البدوي وتاريخه تاريخ طويل ومجيد، وكنت أتصور أن الرجل سوف يبطئ من خطواته، عندما يتطلع إلىّ ويرى حالي لكنه مر من أمامي ولم يلتفت لي وازداد ضيقي وقلقي وحزني"، ووجدتني أقول لنفسي: "إيه يا سيدي أحمد! أنا كنت باحسب إنك باعت لي نجدة! "وقبل أن أتمها لمحت على الأرض في وسط الطريق ريال فضة! فأسرعت وأخذته وفرحت كثيرًا واتجهت إلى القطار وركبته إلى القاهرة".

ويمضى الشيخ في روايته فيقول: "ونسيت هذه المسألة بعد ذلك ومرت الأيام وبعد سنتين من هذه الحكاية سافرت للعمل في مكة المكرمة أستاذا بكلية الشريعة سافرت سنة 1950 وفي نهاية السنة الدراسية جئت لأقضي الإجازة في مصر كانت معي أمي في السعودية وجاءت معي في الإجازة ووصلنا مصر، وركبنا كما هي العادة إلى بنها على أن نأخذ مواصلة من بنها إلى بلدنا دقادوس وفي محطة بنها وقفت مع أمي نستريح قليلًا، وفجأة لمحت الرجل الأحمدي صاحب العمامة الحمراء، وتذكرت حكاية الريال الفضة، كان الرجل يقف بعيدا، واستأذنت من أمي وأسرعت إليه، وكان قد بدأ يبتعد وأخذت يده لأقبّلها وهو مشغول عني ووضعت يدي في جيبي أخرجت عشرة جنيهات، وهي مبلغ كبير في ذلك الوقت، وقدمتها له".

ويكمل "الشعراوي": "فوجئت به يبعد يدي عنه دون أن ينظر إلىّ ويقول: أنا عايز الريال الفضة بتاعي، وانصرف.. واندهشت!".

ويصف الكاتب الصحفي سعيد أبوالعنين في حواره: "يضحك الشيخ الشعراوي من قلبه وهو يقول معلقًا بطريقته وكأن الرجل لا يزال أمامه: "يخرب عقلك هو إنت بتاع الريال الفضة"، ويضيف في دهشة: حاجات عجيبة!". 


مواضيع متعلقة