نيويورك تايمز: المواجهة مع إيران تعتمد على من يسيطر داخل طهران وواشنطن

كتب: عبدالله إدريس

نيويورك تايمز: المواجهة مع إيران تعتمد على من يسيطر داخل طهران وواشنطن

نيويورك تايمز: المواجهة مع إيران تعتمد على من يسيطر داخل طهران وواشنطن

ذكرت صحيفة "ذا نيويورك تايمز" الأمريكية، أنَّ المواجهة المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، قد يعتمد التصعيد فيها على من يسيطر داخل واشنطن وطهران، موضحة "في الوقت الذي قد تواجه فيه إيران الولايات المتحدة في خليج عمان، قد لا يكون الخطر في البحر فحسب، بل في طهران وواشنطن، حيث يستغل المتشددون الإيرانيون والأمريكيون في الوقت الراهن هذه الفرصة لتحقيق مكاسب سياسية، حيث إن الهجمات التي وقعت هذا الأسبوع على ناقلتين في الخليج، وعزاها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو على الفور إلى إيران، تشجع المتشددين في كلا البلدين على تصعيد التوتر".

وأضافت الصحيفة الأمريكية، في تقريرها، "وزير الخارجية مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بلوتون، يقودان سياسة الضغط الأقصى ضد إيران من البيت الأبيض، ومنذ أكثر من عام، دفع الحرس الثوري الإيراني قيادة طهران للتخلي عن قيود الاتفاق النووي الذي كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد انسحب منه بالفعل، ولكن بمجرد تصعيد واشنطن للضغط على إيران من خلال استهداف النفط وإيرادات الحرس الثوري، بدأ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي تفاوض على الاتفاق النووي وحث على مواصلة الالتزام بشروطه، يشكو من الإرهاب الاقتصادي الأمريكي".

وصرح جيرمي شابيرو مدير الأبحاث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ومسؤول سابق في وزارة الخارجية، قائلًا "إنه نوع من التفاعل السام بين المتشددين في كلا الجانبين لأنهم ولأسباب سياسية داخلية، يريدون توترات أكبر بين البلدين"، وأضاف "لديهم حافز لإحداث هذا التوتر، على الأقل، لأنه سيساعدهم في سياساتهم الداخلية ويمكنك أن ترى ذلك على كلا الجانبين".

وقالت الصحيفة الأمريكية، في تقريرها: "في واشنطن، يقوي نفوذ الصقور في الإدارة الأمريكية، الذين ربما يحاولون حث ترامب على اتخاذ إجراءات أكثر قوة مع إضعاف مزاعم منتقديه، بمن فيهم معظم الديمقراطيين، الذين يقولون إن سياية الرئيس باراك أوباما مع طهران كان تعمل بكفاءة".

وأشارت الصحيفة الأمريكية، في تقريرها، إلى أن بولتون التقى يوم الجمعة الماضي، ولمدة 3 ساعات كاملة في البيت الأبيض مع القائم بأعمال وزير الدفاع، باتريك شاناهان، والجنرال جوزيف ف. دنفورد جونيور، رئيس هيئة الأركان المشتركة، لمناقشة هجمات الناقلات ومقترح للبنتاجون لإرسال ما يصل إلى 6 آلاف جندي إضافي إلى منطقة الخليج، بما في ذلك السفن الحربية والطائرات المقاتلة، والسؤال المطروح الآن هو ما إذا كان التصعيد هو السائد، أم أن غريزة التراجع عن المواجهة المباشرة من جانب ترامب وأولئك الذين يرون في إيران نوعًا من التسوية مع الغرب على أنه السبيل الوحيد للخروج من عزلة البلاد بدأت تنطلق".

وأشارات الصحيفة الأمريكية، في تقريرها، إلى أنَّ فريق الأمن القومي الذي سيطر على الـ15 الأشهر الأولى لرئاسة ترامب، ومن بينهم مستشار الأمن القومي، الجنرال إتش آر مكماستر؛ ووزير الخارجية، ريكس دبليو تيلرسون؛ ووزير الدفاع، جيم ماتيس، وهؤلاء بالإجماع على الرأي القائل بأنه ينبغي للرئيس الأمريكي توسيع الصفقة بدلاً من الإنسحاب منها، وبمجرد إجبار تيلرسون وماكماستر على التنحي، انسحب ترامب من الصفقة، ووضع خلفاؤهم نظام عقوبات وصفه بومبيو بأنه يهدف إلى خفض إيرادات النفط الإيرانية إلى الصفر، ولمدة عام كامل، بدا أن الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته جواد ظريف يكبحون جماح الفصائل الإيرانية المتشددة، وأكدوا أنه من الأفضل البقاء ضمن حدود الاتفاق النووي، حتى لو كانت الولايات المتحدة تنتهك التزاماتها بتعليق العقوبات بدلاً من التحريض على الأزمة، وبدا الأوروبيون إلى جانب إيران، معلنين أن ترامب ارتكب خطأً فادحًا بالتخلي عن اتفاق إيران، فعلى الأقل خلال السنوات العشر المقبلة، سيمنع هذا الإتفاق إيران من إنتاج الوقود لصنع سلاح نووي".

وفي مقابلة أجريت معه في نيويورك في أواخر أبريل الماضي، قال "ظريف"، إنه كان يقاتل صراعًا بيروقراطيًا على الجبهة الخلفية في إيران للحفاظ على الاتفاق كل يوم، وفي الشهر الماضي، أصبح من الواضح أن روحاني وظريف، اللذين كثيراً ما يتم إدانتهما داخل إيران من قبل التيار المتشدد لكونهما دبلوماسيين جدًا مع الولايات المتحدة، بدا يفقدان هذه الحجة الداخلية، وتحت الضغط لشرح السبب في أن الصفقة التي وعد بها ستساعد في رفع العقوبات الاقتصادية لم تسفر إلا عن عقوبات أشد، وأعلن روحاني أن إيران ستبدأ في عدم الإلتزام بالصفقة النووية، وتخفيف القيود المفروضة عليها كل 60 يومًا ما لم يجد الأوروبيون وسيلة للتعويض عن العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة، وفي حين أنها خطوة بطيئة أكثر من كونها خطوة جذرية، فقد أشارت أيضًا إلى لحظة جديدة من المواجهة بين إيران والغرب وفرصة للحرس الثوري، الذي صنفه بومبيو كمنظمة إرهابية، لإظهار عضلاته.

ويقول خبراء إيرانيون، إنَّ نقطة التحول للحرس الثوري الإيراني بدأت في أبريل عندما فرضت إدارة ترامب عقوبات اقتصادية جديدة تهدف إلى محاولة القضاء على قدرة إيران على بيع النفط في أي مكان في العالم، ومن الواضح أن الخطاب في إيران قد تم إشعاله.

ويقول علي أنصاري مدير معهد الدراسات الإيرانية بجامعة سانت أندروز في اسكتلندا، إنَّ "الجميع يقول إن هذه حرب اقتصادية كاملة، وكانت علامة الاستفهام بالنسبة لبقية الأشخاص، هي هل سيكون الرد على الحرب الاقتصادية بحربا فعلية؟ ويبدو أن هذا هو السؤال بالنسبة لترامب، الذي يحب قعقعة السيوف ولكنه يتردد غالبًا عندما يشعر أن مستشاريه الأكثر تشددًا يدفعونه نحو الصراع في منطقة من العالم حيث وعد بإعادة القوات الأمريكية إلى الوطن، في مايو، عندما أشارت عناوين الصحف إلى أن الدولتين كانتا تتجهان نحو صدام لا مفر منه، أشار ترامب إلى أن الوقت قد حان لكبح جماح هؤلاء المتشددين".

واختتمت الصحيفة الأمريكية، تقريرها بالقول، "في الأسابيع الأخيرة، نفى ترامب وبومبيو نيتهم الإطاحة بالحكومة الإيرانية، قائلين إنهما يريدان تغيير السلوك وليس تغيير القيادة، وكذلك فإن الحوافز المتضاربة لملوك الخليج العربي المتحالف مع الولايات المتحدة تزيد من تعقيد الأمور، فلدى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة مصلحة راسخة في توترات واشنطن مع طهران، فالعداء المشترك يجمع التحالف الأمريكي مع حكام الخليج العربي، وقد تكون زيادة حدة هذه التوترات مفيدة بشكل خاص لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وهو يحاول تجاوز رد الفعل العنيف في واشنطن بشأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، وفي أول تعليقاته العلنية حول هذه الحادثة، أخبر ولي العهد صحيفة الشرق الأوسط يوم السبت أن المملكة العربية السعودية لا تريد الحرب لكنها لن تتردد في التعامل مع أي تهديد، ومع ذلك، يقول الدبلوماسيون، إن لدى السعوديين والإماراتيين سبب وجيه للأمل في ألا تتوقف التهديدات المتصاعدة عن إطلاق النار، حيث يدرك حكام كلا البلدين تمامًا أنهم على خط النار في أي صراع عسكري بين الولايات المتحدة وإيران".


مواضيع متعلقة