"طبول حرب الخليج الرابعة".. توقعات بتدخلات أمريكية لتأمين مضيق هرمز

كتب: إيمان هلب

"طبول حرب الخليج الرابعة".. توقعات بتدخلات أمريكية لتأمين مضيق هرمز

"طبول حرب الخليج الرابعة".. توقعات بتدخلات أمريكية لتأمين مضيق هرمز

أثار ما تشهده منطقة الخليج من توترات متصاعدة بسبب الصراع "الإيراني - الخليجي"، العديد من التخوفات والتساؤلات حول إمكانية نشوب حرب ناقلات نفط جديدة بمنطقة الخليح، خاصة بعد تعرض ناقلتي نفط في خليج عمان لأعمال تخريبية، يوم الخميس الماضي، في حادث هو الثاني من نوعه في غضون شهر، بعد أيامٍ من قمم مكة الثلاث (الخليجية والعربية والاسلامية)، والتي حاولت خلالها المملكة العربية السعودية حشد المجتمع الدولي لمواجهة السلوك الإيراني المزعزع للاستقرار الأمني في الشرق الأوسط.

ورصدت مجلة (الإيكونوميست) البريطانية حادث ناقلتي النفط التي تعرضتا لأعمال تخريبية في خليج عمان، وقالت: "إن الصقور على الجانبين الأمريكي والإيراني ينفخون في نيران الحرب.. وخُمس إنتاج العالم من النفط يمر عبر مضيق هرمز".

وحول التعزيزات العسكرية الأمريكية مؤخرا في المنطقة، نقلت المجلة عن الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، مايكل سينج، القول إن "ثمة حاجة لإظهار التصميم على ضرورة تأمين مضيق هرمز نظرا لما تمثله حرية مرور النفط من أهمية كبرى للاقتصاد العالمي".

من جانبه قال المحلل السياسي الدكتور طه علي، لـ"الوطن"، "تحمل العملية الأخيرة مجموعةً من الرسائل الداخلية والخارجية، حيث أراد النظام الإيراني أن يقول لشعبه أنه قادر على مواجهة الولايات المتحدة"، لافتا إلى أن النظام الإيراني يعمل على حشد الرأي العام الداخلي خلفه بعيدا عن الإنشغال بالأزمة التي يعاني منها الاقتصاد الإيراني، وسلسلة الفضائح التي تعرض لها عددٌ من رموز النظام أخيرا، منوها إلى سعى إيران لممارسة المزيد من الضغط على المجتمع الدولي لضرورة التحرك بشكلٍ أكثر جدية في مواجهة التصعيد الأمريكي ضدها، فرغم الوساطة التي يقودها رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، إلا أن طهران تعمل على جرِ المزيد من الأطراف الدولية إلى نطاق الأزمة من أجل الضغط على واشنطن.

وأضاف، "المنطقة التي وقعت فيها الأحداث تقع في المياه الدولي التي تقع تحت الحماية الفعلية للأسطول الخامس الأمريكي المرابط على بعد 400 ميل من خليج عمان، ما يمثل إحراج للبحرية الأمريكية".

وعن مستقبل الأمن الإقليمي، يقول "طه"، "إن الأمر مرهون بعدة اعتبارات أهمها تقديرات الولايات المتحدة لمدى المخاطر التي تتعرض لها مصالحها بالمنطقة، الأمر الذي يعني تحريك واشنطن المزيد من القطع الحربية في المياه الإقليمية للضغط على طهران لتهذيب سلوكها المزعزع للاستقرار"، لافتا إلى أن إيران لن تتوقف عن تصرفاتها بهدف مواجهة الضغوط الأمريكية بضغوط مماثلة لتحقيق مكاسبة تفاوضية، حيث تدرك طهران صعوبة موقف الرئيس ترامب بالداخل الأمريكي.

كما أشار إلى أن الوضح الحالي في منطفة الخليج ينطوي على توقعاتٍ بالمزيد من التأثيرات السلبية لتلك الأحداث التي لا تمثل سوى بداية في حلقة من التصعيد، حيث بات المجتمع الدولي مطالبا بالتدخل السريع لمواجهة تدهور الأوضاع في المنطقة، وتابع: "دول الخليج من المتوقع أن تتخذ المزيد من الإجراءات الرادعة في مواجهة الحوثيين، وقد تكثف قواتها في اليمن الذراع التخريبي للإيرانيين في المنطقة".

وكانت ناقلتا نفط سعوديتين تعرضتا إلى هجوم تخريبي قبالة شاطئ الإمارات، في الشهر الماضى، وأدان وزير الطاقة السعودي خالد الفالح تعرض الناقلتين لهجوم تخريبي قرب المياه الاقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وقال، "إن الناقلتين كانتا في طريقهما لعبور الخليج في المياه الاقتصادية لدولة الإمارات العربية قرب إمارة الفجيرة"، وكانت الخارجية الإماراتية قد أعلنت أن 4 سفن تجارية تعرضت لأعمال تخريب قرب مياهها الإقليمية.

وشهدت منطقة الخليج العربي ثلاثة حروب، أولها حرب الخليج الأولى التي نشبت بين العراق وإيران واستمرت لـ8 سنوات (من 1980 حتى 1988)، والثانية تحرير الكويت عام 1990، وشنّتها قوات التحالف المكونة من 34 دولة بإذن من الأمم المتحدة لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي، والحرب الثالثة هي الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، والتي أدت إلى احتلال العراق عسكريا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ومساعدة بريطانيا وأستراليا.


مواضيع متعلقة