مع الضغوط الأوروبية.. هل تتراجع تركيا عن أنشطتها في مياه قبرص؟

كتب: إيمان هلب

مع الضغوط الأوروبية.. هل تتراجع تركيا عن أنشطتها في مياه قبرص؟

مع الضغوط الأوروبية.. هل تتراجع تركيا عن أنشطتها في مياه قبرص؟

أعلن رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس، أن الاتحاد الأوروبي سيتخذ إجراءات ضد تركيا إذا لم توقف أنشطتها غير المشروعة في المنطقة الاقتصادية الخاصة لقبرص.

وقال تسيبراس، عقب قمة لرؤساء دول جنوب الاتحاد الأوروبي في مالطا، أمس، إن الاتحاد الأوروبي سينظر ويتخذ إجراءً إذا لم توقف تركيا أنشطتها غير المشروعة في المنطقة الاقتصادية الخاصة لقبرص.

وأضاف أن القمة أكدت دعمها للرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس، وأن المشكلات القائمة بين تركيا وقبرص ليست قضية ثنائية وإنما هي مشكلة أوروبية- تركية، ليثير بذلك تساؤل هل ستتراجع تركيا عن أنشطتها في قبرص؟

وفي أعقاب القمة ذاتها، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تركيا إلى وقف أنشطتها غير الشرعية في المنطقة الاقتصادية بقبرص، وقال: "أود أن أجدد التأكيد على تضامني مع قبرص ودعمي لها واحترامي لسيادتها.. وعلى تركيا التوقف.. والاتحاد الأوروبي لن يكون ضعيفا في ما يخص هذه المسألة".

من جانبه، قال خبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية الدكتور بشير عبدالفتاح، لـ"الوطن"، إن قبرص تعد لتركيا قضية مهمة للغاية لأنها تضمن لها البقاء في شرق البحر المتوسط من جهه وفي الاتحاد الأوروبي لأن قبرص منقسمة لشمال وجنوب، مؤكدا أن تركيا لن تتراجع عن أنشطتها في قبرص قبل أن تعظم من قواها في المنطقة وتحصل على بعض الامتيازات من الاتحاد الأوروبي ودول شرق المتوسط بما يخدم مصالحها.

وشدد على ضرورة اتباع آلية قانونية في الضغوط على تركيا لأنها تسعى إلى أن تكون دولة مستقلة موازية لقبرص، وتتوحد مع قبرص اليوناينية أو أن تصبح قبرص تابعة لها، مضيفا: "تركيا ستستمر في قبرص، فهب تسعى لتحقيق وجود طويل الأمد لها بقبرص من خلال قواعدها الجوية الموجودة بها، وأسلوب تركيا في قبرص هو الذي يغضب الأطراف الدولية والإقليمية".

وبالنسبة لتهديدات الإتحاد الأوروبي لتركيا في حال عدم توقفها عن أنشطتها، أوضح عبدالفتاح أن هناك مواقف خلاف بين الطرفين من قبل، فمثلا مفاوضات تركيا مع الاتحاد الأوروبي متجمدة منذ فترة، وأيضا هناك خلاف على الصعيد الاقتصادي والأمني بسبب ملاحقة تركيا للمعارضين السياسيين الأتراك في دول أوروبا.

وأشار إلى أن هناك عقوبات كثيرة قد يتخذها الاتحاد الأوروبي في حال استمرار تركيا في تلك الأنشطة، تتنوع ما بين تجميد أو إلغاء عضووية تركيا في الاتحاد، ونزع بعض الامتيازات التجارية منها، مضيفا: "يمكن لأوروبا الانضمام الى الولايات المتحدة في رفضها لصفقة إس-400 الروسية، ما يؤثر على الاقتصاد التركي الذي تدهور بالفعل".

كانت دول الاتحاد الأوروبي دعت تركيا إلى التخلي عن خططها لاستثمار حقول الغاز بالقرب من سواحل قبرص الشمالية، التي تعتبرها قبرص جزءًا من منطقتها الاقتصادية الخالصة.

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني بعد محادثات مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل الشهر الماضي: "ندعو تركيا في شكل عاجل لضبط النفس واحترام الحقوق السيادية لقبرص في منطقتها الاقتصادية الخالصة، والامتناع عن أي إجراء غير قانوني سيرد عليه الاتحاد الأوروبي في شكل مناسب وبتضامن كامل مع قبرص".


مواضيع متعلقة