بروفايل| مقتدى الصدر الفوضى مستمرة
![بروفايل| مقتدى الصدر الفوضى مستمرة](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/204276_660_204.jpg)
جاء صوت الهتاف من بعيد، ثم علا فجأة.. «مقتدى.. مقتدى»، أثار الهتاف انتباه الرئيس العراقى الراحل صدام حسين لحظة تنفيذ حكم الإعدام عليه مع شروق شمس عام 2006، لم يبدِ التوتر ولا الخوف على «صدام»، الهتاف هو الأمر الوحيد الذى اجتذب انتباهه ودفعه للخروج عن صمته، فقد كان إشارة إلى حضور الزعيم الشيعى مقتدى الصدر، وهو يخفى وجهه بقناع.. لوح «صدام» بيده وقال: «هل تعتقدون أنكم تقومون بعمل رجولى؟».
كان الزعيم الشيعى العراقى، مقتدى الصدر، أحد أبرز الداعين لإعدام «صدام» منذ القبض عليه فى خريف 2003، فالشائعات تقول إن الرئيس العراقى الراحل هو صاحب قرار اغتيال أبيه محمد محمد صادق الصدر عام 1999، ورغم ذلك، كان اغتيال والده سبباً لشهرته.
كشف انهيار الحكم البعثى لنظام «صدام» عن مركز قوته الذى تأسس على مجموعة من المنظمات الخيرية الشيعية التى أنشأها والده، واستغل الغزو الأمريكى، فخرج أنصاره ومؤيدوه فى شوارع العاصمة العراقية، وفى الأحياء الشيعية لتوزيع الطعام وتوفير الرعاية الصحية فى الأسابيع الأولى من سقوط «صدام» ودخول القوات الأمريكية، فاستطاع بنجاح السيطرة على المؤسسات الحكومية، وكان أول قراراته تغيير اسم «مدينة صدام» إلى «مدينة الصدر».
حاول «الصدر» اجتذاب أكبر عدد ممكن من العراقيين لتأييده، فاستغل خطب الجمعة التى كان يعقدها على غرار والده، فى الحشد لإنشاء أول ميليشيا شيعية عراقية فى البلاد عام 2003، تحت اسم «جيش المهدى»، وبحجة حماية السلطات الشيعية فى مدينة «النجف»، وأسس صحيفة كانت هى بداية الصدام الرسمى بينه وبين القوات الأمريكية بعد منع صدورها لمدة 60 يوماً، والتصدى لقواته بشكل عنيف.
سرعان ما ظهر الوجه الحقيقى لـ«جيش المهدى»، فالاشتباكات التى وقعت بينه، وبين القوات العراقية فى أغسطس من عام 2007، كشفت عن مدى دموية وفوضى قوات «الصدر»، فاتهم حينها بـ«إحداث الفوضى وقتل المواطنين»، وفر إلى إيران خشية القبض عليه، وبعد مرور عامين تصالح مع رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى بعد أن شن الأخير حرباً ضد «جيش المهدى»، وكان الصلح يقضى بحل الميليشيا الشيعية، فأصدر قرار حلها فى 2008.
بعد حل الميليشيا، أسس «الصدر» ما يسمى بـ«التيار الصدرى»، وانخرط فى العمل السياسى، وشارك فى حكومة «المالكى» عام 2010، وحصل على عدة حقائب وزارية، إلا أن مظاهرات 2013 التى خرجت ضد رئيس الوزراء، كانت سبباً فى خلاف جديد، فـ «الصدر» دعا إلى تأييد الاحتجاجات ما دامت سلمية. وفى خطوة لم تتضح خلفياتها أو تداعياتها على الوضع السياسى الداخلى بعد، خاصة أنها تأتى بعد معارضته لاقتحام «الأنبار» بعد سيطرة «داعش» عليها. أصدر «الصدر» بياناً أمس الأول، يعلن فيه انسحابه من الحياة السياسية، بدعوى «إنهاء معاناة الشعب»، مهدداً من يدعو لخلاف ذلك بـ«المساءلة الشرعية والقانونية».