مثقفون يدافعون عن أتيليه القاهرة في وجه "التضامن": نافذة على الفن

كتب: إلهام زيدان

مثقفون يدافعون عن أتيليه القاهرة في وجه "التضامن": نافذة على الفن

مثقفون يدافعون عن أتيليه القاهرة في وجه "التضامن": نافذة على الفن

عبر الأدباء والفنانون التشكيليون والمسرحيون، عن تضامنهم مع مجلس إدارة أتيليه القاهرة فى أزمته الأخيرة مع وزارة التضامن الاجتماعي، والتى رفعت دعوى قضائية تطالب بحل الأتيليه.

وأعرب المثقفون عن رغبتهم فى الحفاظ على هذا الكيان الثقافي الذي ارتبط لديهم بالأحداث الثقافية المؤثرة، بل اعتبره البعض جزءًا من تاريخ الوطن وقطعة من تاريخهم النفسي، وفى التقرير التالي تحدث لـ "الوطن" 5 من مثقفي مصر عن علاقاتهم بالأتيليه:

 دوارة: نافذة على الفن والثقافة

قال الدكتور عمرو دوارة، المؤرخ المسرحي أنه من خلال الأتيليه تابعت عددًا كبيرًا من معارض الفن التشكيليى، وخاصة أن كبار الفنانين كانوا يحرصون على تقديم أحدث إنتاجاتهم من خلاله، وخاصة أنه كان يضم على الأقل 4 قاعات، فالمكان كان نافذة لنا على الفن.والمكان يعد بيتًا للثقافة بشكل عام والمسرح بشكل خاص، ومؤخرًا كان عندي ندوة عن الثقافة المسرحية من خلال المهرجانات العربية، وعلاقاتنا كمصريين بهذه المهرجانات، حتى أن عددًا من الضيوف العرب يحضرون هذه الفعاليات وآخر ضيف عربي كان يحرص على زيارة الأتيليه هو الكاتب التونسي الكبير عز الدين مدني وهو رمز ثقافي كبير.

أشار "دوارة" عدد كبير من المثقفين المهتمين بالمسرح هم أعضاء في الأتيليه منهم: زوسر مرزوق، مهندس الديكور، وسلوى بكر المخرجة المسرحية، وفوزية مهران، الناقدة والمؤلفة المسرحية الكبيرة وغيرهم. وأضاف "دوارة" أنه فى يوم من الأيام دافعنا عن مقهى "ريش" وهو مكان خاص، فمن الضروري الحفاظ على الأتيليه وإذا كان هناك بعض التجاوزات أو الخلافات مع المالك يتم تسويتها بالشكل القانوني الذي يحفظ وجود الأتيليه.

 الخميسي: قطعة من نفسي

أما الدكتور القاص أحمد الخميسي، فقال:"علاقتي بالأتيليه قديمة وترجع إلى 1970، وهو مكان عزيز علي ّ جدًا ويمثل قطعة من نفسي، ومن تاريخي وتشكيلي وتكويني، وحتى الحديقة الصغيرة الموجودة بالأتيليه هي قطعة من الحديقة النفسية التي بداخلي، وأذكر أنى شهدت حضور عدد من الندوات وناقشت بعض أعمالي، الأتيليه متنفس ثقافي لوسط البلد".وتابع أنه يبدو من الوضع الحالي أن هناك مشكلة ما، لكن أيا كانت المشكلة والطرف صاحب الحق، هو ما يعنيني الحفاظ على الأتيليه، باعتباره بؤرة ثقافية تاريخية، وأتمنى أن يظل فى أيدي المثقفين المصريين.

 عراق: أكرم ركن فى قلبي

من جانبه، قال الروائى ناصر عراق أنه  يحتل أكرم ركن في قلبي، فأنا أرتاده منذه عام 1979، عندما التحقت بكلية الفنون الجميلة بالزمالك، بوصفه (عاصمة) الفنون والآداب بوسط القاهرة، ففيه رأيت أمل دنقل للمرة الأولى والأخيرة عام 1981، وفي حديقته الصغيرة استمتعت بالجلوس إلى كبار مثقفينا، أمثال أحمد عبد المعطي حجازي ومحمد عفيفي مطر وسيد القمني وفاروق عبد القادر وغيرهم، كذلك سعدت بالحوارات المطولة مع فنانينا التشكيليين المتفردين أمثال عبد الهادي الوشاحي ومحمود بقشيش وعزالدين نجيب وجميل شفيق وغيرهم.

وتابع:"التقيت فيه مع صلاح أبوسيف وفريد شوقي ويحيى شاهين وحمدي أحمد ويحيى الفخراني في جلسة نادرة، وفي الأتيليه أيضا أقمت أول معرض خاص للوحاتي عام 1994 بعنوان ملامح وأحوال، وباعتباري عضوًا في (أتيليه القاهرة) أطالب بضرورة الحفاظ على وجوده وتطوير أدائه ليظل بؤرة ضوء ثقافية وفنية تشع على الدوام من قرن إلى آخر".

 نجيب: بيتي الثاني

وتحدث الفنان التشكيلي والناقد عز الدين نجيب عن عضويته بمجلس إدارته لمدة 20 سنة، من (1975- 1995)، وقال:"أغلب هذه الفترة كنت سكرتيرًا عامًا، وفى السنة الأخيرة كنت الرئيس المنتخب للأتيليه، فكنت في قلب القيادة أمارس عدة أنشطة، وكان المكان بيتي الثاني أقضى فيه وقتًا يقترب من الوقت الذى أقضيه فى مرسمي، كما أقمت العديد من المعارض الخاصة بقاعاته، معربًا عن تمنيات أن يتبنى المثقفون موقفًا جماعيا، مع الأخذ في الاعتبار مدى قانونية الموقف من خلال مستشارين قانونيين، حتى لا يتم الوقوع في تصرف غير قانوني.

وأوضح: "الأتيليه لم يكن مجرد منتدى ثقافي، لكنه كان جبهة ثقافية ولم يكن يتوقف عن اتخاذ المواقف الداعمة للمبدع وحرية التعبير للمثقفين، وقد وقف إلى جواري حين تعرضت للسجن بسبب قضايا الرأي فى السبعينات"، مشيرًا إلى أنه كان يضم خلاصة المبدعين منهم الفنانين: إنجي أفلاطون، محمود بقشيش، راتب صديق، والذى كان يمثل صخرة أمام أي عدوان على الحريات.

 موسى: مكان مستقل وحيادي

من ناحيته، قال الكاتب صبحي موسى إنه في ظل غياب المراكز الثقافية، فالأتيليه هو المكان الحيادي، الذى لا يتبع دار نشر خاصة أو حزب سياسي، فهو بيت المثقفين والفنانين، لذلك نتعامل معه باطمئنان، وكنت أحرص على حضور أنشطته الثقافية التى يحضرها مصريون وعرب بشكل مستديم من التسعينات، وكنت وقتها أعمل بالصحافة.

وأضاف أن من أبرز الأنشطة التي حضرتها بعد صدور كتاب الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي "القصيدة الخرساء" الذي يهاجم فيه قصيدة النثر، بعد أن بدر لديه رغبة في الاعتذار للشعراء، فتم تنظيم ندوة له تكفل بها الشاعر حلمي سالم، وكانت جلسة مهمة للغاية. لافتًا: "كنا نقابل فيه عشرات الوجوه التى تعد رموزا في الثقافة المصرية منهم النحات الكبير صبحي جرجس، الكاتب إبراهيم منصور، الروائي خيري شلبي، الكاتب إبراهيم أصلان، والكاتب محمد مستجاب.

وناشد "صبحي" وزارة التضامن الاجتماعي، بالخروج ببيان واضح وموثق، بوجهة نظرها، تجنبًا لتصاعد الأمور من قبل المثقفين والرأي العام، فمهمة الوزارة رعاية الجمعيات الأهلية، إلا إذا كان لديها من الأسباب القوية التي تجعلها تسعى لحل هذه الأماكن، فحل الأتيليه ليس انتصارا للوزيرة.

وينظر القضاء حاليا دعوى من وزارة التضامن الاجتماعي ومحافظة القاهرة بحل الأتيليه الكائن في وسط القاهرة،، كما سعت الوزارة لغلقه بسبب مطالبة ورثة ليندا كوهينكا مالكة المبنى بمقره. ويعتبر أتيليه القاهرة مكان تاريخي أنشأه الفنان محمد ناجي مع بدايات ثورة يوليو في مارس 1953.


مواضيع متعلقة