«الطفل لعلوم المياه»: أشكال لـ«بديل الهاتف والمتاهة وكرة ناسا»

كتب: مارينا رؤوف

«الطفل لعلوم المياه»: أشكال لـ«بديل الهاتف والمتاهة وكرة ناسا»

«الطفل لعلوم المياه»: أشكال لـ«بديل الهاتف والمتاهة وكرة ناسا»

وسط مبانى وحدائق القناطر الخيرية التى بناها محمد على بطابع معمارى فريد عام 1843 لتكون متنزهاً للمواطنين والسائحين، وداخل حديقة تبلغ مساحتها 8 أفدنة تحتوى على أشجار نادرة ومعمرة، يقع متحف «الطفل لعلوم المياه»، التابع لوزارة الموارد المائية والرى، ويعتمد المتحف على أسلوب علمى لاطلاع الزوار على المعادلات الرياضية والفيزيائية والميكانيكية بشكل تفاعلى وعملى، ويضم 128 مكوناً لنماذج تعليمية خاصة بالمياه وبعض النظريات الرياضية والفيزيائية، ويعد أول متحف تعليمى فى الشرق الأوسط يهدف إلى تبسيط بعض النظريات الرياضية والفيزيائية الخاصة بالمياه وبعض العلوم الأخرى من خلال الاستعانة بالتقنيات الحديثة والمتطورة التى تحاكى الطبيعة فى شكل ألعاب ومجسمات يستوعبها الأطفال فى مختلف المراحل العمرية، ما ينمى قدرتهم على الابتكار والإبداع.

وفى جولة «الوطن» بالمتحف لمشاهدة ورصد هذه الألعاب والتقنيات، وجدنا داخل الحديقة، وقبل الوصول إلى مبنى المتحف، كرة كبيرة مصنوعة من الجرانيت تزن 4.5 طن وسط الحديقة موضوعة على حجر كبير، تم صنعها خصيصاً للمتحف فى وكالة «ناسا» الأمريكية، وتتحرك عن طريق المياه لتمثل وتوضح نظرية الاحتكاك وبوجود عامل مساعد وهو المياه، وبالتجول أكثر داخل الحديقة تجد نافورة راقصة تتدفق منها المياه ولكن ليس بشكل عادى حيث هناك مكان مخصص بالقفز عليه تتدفق المياه من النافورة بقوة تتناسب مع قوة القفزة.

أول متحف تعليمى فى الشرق.. ويضم 128 مكوناً لنماذج تعليمية خاصة بالماء

وعلى بعد خطوات يوجد مجسم لشكل جهاز كان يستخدم بدلاً من الهاتف ومنه أتت فكرة الهاتف، وكذلك لعبة المتاهة والتى يسعى الزوار للخروج منها دون اللجوء إلى أحد المساعدين، الذى يقف فى برج عالٍ ليدلهم على الطريق وهى الفكرة التى أتى منها إنشاء الفنار لإرشاد السفن إلى الطريق الصحيح للوصول إلى الشاطئ، وكذلك وجود آلة الطنبور التى ترفع المياه من ترعة إلى أخرى داخل الحديقة والتى تهدف إلى التفاعل معها لمعرفة طرق الرى القديمة وتشغيلها، وكذلك مجسم يعمل بالماء لتحريك توربين يولد الطاقة لتوضيح كيفية توليد الكهرباء عن طريق المياه باستخدام السدود.

وداخل المتحف يوجد عدد كبير من الأجهزة التى تعمل بشكل تفاعلى من قبَل الزوار، حيث يوجد جهاز يوضح كيفية استخدام الحركة لتوليد الكهرباء، حيث يجلس طفل على جهاز يشبه الدراجة ومن خلال تحريكه لها وتدوير للبدال تتولد طاقة تقوم بتشغيل مروحة صغيرة موضوعة أعلى الدراجة وكذلك إضاءة الأنوار الموجودة على العجلة من خلال حركته عليها، وفى أسطوانة زجاجية كبيرة تخرج منها أصوات للرياح وبه يتم توضيح كيفية تكوين الأعاصير التى تحدث فى الجو وأصواتها ومراحل تكوينها، وكذلك الدوامات التى تحدث فى البحار.

وفى أحد جوانب المتحف يوجد كرسى تم ربطه بحبل كبير، حيث يجلس زائر على الكرسى ويسحب الحبل إلى أسفل ما يجعل الكرسى الجالس عليه يرتفع إلى فوق وهو ما يوضح طريقة عمل الأسانسير بشكل بسيط ويمكن توصيلها للأطفال بكل سهولة لمعرفة كيف يحمل الأسانسير عدداً من الأشخاص إلى الأعلى من خلال العمل بنظريات الوزن وتوزيع الأحمال والروافع، وكذلك توضيح نظرية ألوان الطيف الذى ينتج من خلال اجتماع الضوء مع المياه.

وأشار أحد المسئولين بالمتحف إلى وجود عدد كبير من الأجهزة تم تصنيعها خصيصاً للمتحف فى أمريكا وتم تركيبها بواسطة مهندسين أجانب، وقال إن المتحف يهدف لاطلاع الأطفال والكبار على النظريات الفيزيائية والمائية والميكانيكية من خلال التفاعل مع هذه النظريات ومشاهدتها عن قرب وتبسيطها، لافتاً إلى أنه يتم تطوير وصيانة المتحف بشكل دائم، ويستقبل حالياً العديد من الزوار.


مواضيع متعلقة