ميرزا دنايي منقذ 1100 إيزيدي من داعش: الإنسانية ليست مجرد كلمة (حوار)

ميرزا دنايي منقذ 1100 إيزيدي من داعش: الإنسانية ليست مجرد كلمة (حوار)
- الإيزيديين
- العرق
- داعش
- نادية مراد
- لمياء حجي بشار
- لمياء بشار
- الإرهاب العالمي
- الرئيس عبدالفتاح السيسي
- الرئيس السيسي
- الإيزيديين
- العرق
- داعش
- نادية مراد
- لمياء حجي بشار
- لمياء بشار
- الإرهاب العالمي
- الرئيس عبدالفتاح السيسي
- الرئيس السيسي
الإنسانية ليست مجرد كلمة عند ذلك الرجل الذي اتخذها منهجا يسير عليه أينما مضى، فأكبر عملية إرهابية نفذت في العراق بعد سقوط نظام صدام حسين، والتي تسببت في إزهاق 310 أرواح بريئة وخلفت وراءها 1000 مصاب بين مبتور ومشوَّه وآلاف غيرهم فقدوا الأمل في الحياة والبشر، لم تمر مرور الكرام على الدكتور ميرزا ديناي، الرجل الذي كان يعيش كبقية الشعب العراقي، في بلد تحول إلى ساحة صارع بين الجيش الأمريكي الذي تدخل لإسقاط نظام، وبين طوائف متناحرة وبين هواجس نبتت بذرتها داخل ملايين من سكان أرض الرافدين.
"البداية كانت عام 2007 أي قبل ظهور تنظيم داعش الإرهابي بستة أعوام، أتذكر تلك الحادثة جيدا، لقد انفجرت شاحنات مفخخة بأسواق قرى سنجار في العراق، وحينما وجدت عددا كبيرا من الأطفال بين المتضررين قررت مساعدتهم وأنهيت إجراءات سفرهم لألمانيا حتى يتلقوا علاجهم هناك، ومن هذا التوقيت اتخذت قرارا اعتبرته الأهم في حياتي، وهو تأسيس منظمة (الجسر الجوي العراقي- الألماني)، لمساعدة كل أطفال العراق من جميع الطوائف وليس الإيزيديين فقط، وأعمل هذا بشكل تطوعي من الألف للياء"، حسب حديث ميرزا دنايي لـ"الوطن".
بعد سنوات ظهر تنظيم "داعش" الإرهابي، وتكررت جرائمه ضد الإيزيديين، حتى التقى ميرزا أول فتاتين هربتا من السبي، وشرحتا له جميع الممارسات المشينة ضدهما والتي لا تمت للإنسانية بأي صلة، ليتوقف في منتصف الحديث ويتساءل "لماذا الصمت على هذه الإهانة للمرأة التي كرمتها جميع الأديان؟".
ويقول ميرزا: "توجهت على الفور لألمانيا والتقيت بشخصيات ومسؤولين على مستوى المحليات والحكومة الألمانية ووافقت إحدى الولايات الألمانية على طلبي لنقل 1100 من ضحايا الإرهاب بينهم نادية مراد ولمياء بشار التي قمنا بعلاجها".
في الوقت الذي بدأ فيه ميرزا بوضع البرنامج التجريبي في أواخر عام 2014، كان هناك تدفق مستمر من اليزيديين الذين فروا من الأسر الداعشي وتكبدوا عنفا جسديا ونفسيا غير مسبوق، ورحلة هروب محفوفة بالمخاطر، وأصبح بعض النساء حوامل نتيجة للاغتصاب، وآخرون كانوا في حالة ذهول شديد بسبب ما عانوه من انتحار أقاربهم.
بعد عودته إلى دهوك في العراق، حيث افتتح ميرزا مكتب لبرنامجه، وشرع في البحث عن مسافرين محتملين، وسرعان ما انتشرت جملة "الدكتور ميرزا يستطيع أن ينقلك إلى ألمانيا"، ومع حالة اليأس في المنطقة حينها، لم يمضِ وقت طويل قبل أن تبدأ عروض الرشوة بالتدفق، وزعم بعض المسجلين أنهم ضحايا داعش.
ويقول: "كانت هناك طرق مختلفة حاول الناس من خلالها الدخول في هذا المشروع، لكنها لم تكن ناجحة، لأننا كنا حذرين للغاية، ولأن المجتمع الإيزيدي صغير للغاية، الجميع يعرفون بعضهم البعض، لذلك ليس من السهل الكذب".
ساعد ميرزا بهدوء في تتبع وفحص ونقل أكثر من 1100 ناجٍ من تنظيم داعش الإرهابي
وبحلول أوائل عام 2016 ساعد ميرزا بهدوء في تتبع وفحص ونقل أكثر من 1100 من الناجين من الأسر لدى تنظيم داعش الإرهابي معظمهم من النساء اللائي تم إبقاؤهن كـ"عبيد جنس"، وأطفالهن إلى ألمانيا، حيث كانت بداية برنامج الإنقاذ واللجوء غير المسبوق من أزمة لم يسبق لها مثيل وهي "إبادة الإيزيديين على أيدي داعش".
دفاع الشعب المصري والدولة المصرية عن الوسطية الدينية
وعن لقاءات لمياء بشار ونادية مراد بالرئيس عبدالفتاح السيسي في مصر، يقول "التقى الرئيس السيسي بنادية مراد عقب خطابها في مجلس الأمن، وأراد توصيل رسالة أن العالم الإسلامي يعارض الفكر المتطرف، وخاصة أن مصر طالها الإرهاب، لكن الشعب المصري والدولة المصرية يدافعون عن الوسطية الدينية، وتبنى الرئيس قضيتها وأعلن تضامنه العلني معها".
ويضيف ميرزا: "عندما التقى الرئيس السيسي لمياء بشار أبكته وتفاعل معها، وقام بإدانة الممارسات الوحشية لداعش تجاه الإيزيديين في منتدى شباب العالم في نسخته الأولى، وأعلن تضامنه أيضا مع قضية الإيزيديين وما لاقوه من وحشية وهمجية من قبل المتطرفين".
السيسي الرئيس العربي الوحيد الذي أعلن اعتراف دولته بجرائم التنظيم الإرهابي ضد الإيزيديين
ويؤكد أن الرئيس عبدالفتاح السيسي هو الرئيس العربي الوحيد الذي أعلن اعتراف دولته بجرائم التنظيم الإرهابي ضد الإيزيديين، فمصر تمتلك ثقلا أكثر من أي مكان في العالم، منوها إلى الحماس المصري للدفاع عن قضية أقلية مسالمة تعيش في الشرق الأوسط بسلام.
ويتابع: "موقف مصر تجاه الإيزيديين يستحق الشكر وتطرق الرئيس السيسي لها تفاعل مع الشارع الإيزيدي وأثر إيجابيا على كل شخص في المجتمع، فمصر لديها تقبل تاريخي وفلسفة الحكم في تطبيق الإنسانية وأول بلد في العالم يتجه نحو تقبل الآخر منذ فجر التاريخ".
ويوضح ميرزا إن كل إنسان من الـ1100 يمتلك داخله قصة خاصة به، ولمياء ونادية أعتبرهما مثل بناتي، وعندما أبدت لمياء رغبتها في الخروج للعالم وتوجيه رسالة بشأن الممارسات الوحشية التي يمارسها تنظيم داعش الإرهابي، وبالفعل منذ عرضها فكرتها للمرة الأولى نسقت لها لإلقاء خطاب في البرلمان الأوروبي واسترجعت قصتها و محاولاتها المتكررة للهروب والتي بلغت 4 مرات من براثن الدواعش وكانت بحاجة إلى فرصة لذلك، وفي السادس والعشرين من أكتوبر 2016 منحها الاتحاد الأوروبي جائزة ساخاروف لحرية الفكر رفقة الناشطة نادية مراد حيث اعتبرت لمياء رمزا للمرأة المكافحة من أجل التحرر والحياة ما جعلها تلهم العالم.
أما نادية مراد فقد رشحتها الحكومة العراقية في يناير عام 2016 لجائزة نوبل للسلام، وفي سبتمبر 2016، عينتها الأمم المتحدة سفيرة للنوايا الحسنة لمكافحة المخدرات والجريمة، وفي عام 2016، حصلت على جائزة فاتسلاف هافيل لحقوق الإنسان من مجلس أوروبا، وفي الخامس من أكتوبر 2018 أعلن عن فوزها بجائزة نوبل للسلام بالمشاركة مع الطبيب الكونجولي دينيس موكويجي.