مجلس الأمن يناقش أزمتها اليوم.. ماذا يحدث في فنزويلا؟

مجلس الأمن يناقش أزمتها اليوم.. ماذا يحدث في فنزويلا؟
- فنزويلا
- مجلس الأمن
- الأزمة في فنزويلا
- انقلاب فنزويلا
- نيكولاس مادورو
- فنزويلا
- مجلس الأمن
- الأزمة في فنزويلا
- انقلاب فنزويلا
- نيكولاس مادورو
يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم للمرة الأولى بدعوة من الأوروبيين، جلسة مغلقة لبحث الأزمة في فنزويلا، إذ تسعى المعارضة للتقارب مع الجيش الأمريكي، بعد فشل محاولاتها في انقلاب الجيش الفنزويلي ضد الرئيس نيكولاس مادورو، حسب ما ما أفاد موقع "فرانس 24" نقلا عن دبلوماسيون.
وقال الدبلوماسيون إنّ أعضاء المجلس سيستمعون خلال الجلسة إلى إحاطة عن الوضع الحالي في فنزويلا، يقدمها مساعدة الأمين العام للأمم المتّحدة للشؤون السياسية الأمريكية روزماري ديكاريو، ومساعده للشؤون الإنسانية البريطاني مارك لوكوك.
ماذا يحدث في فنزويلا؟
تشهد فنزويلا أسوأ أزمة سياسية عرفتها البلاد منذ تولي الرئيس نيكولاس مادورو الحكم في أبريل 2013 خلفا للرئيس الاشتراكي هوجو تشافيز بعد وفاته.
ترجع موجة الاحتجاجات الشعبية التي تقودها المعارضة الفنزويلية، إلى يناير 2014، إثر مقتل الممثلة وملكة جمال فنزويلا السابقة مونيكا سبير وصديقها في حادث سطو مسلح، ما أثار غضب المواطنين الذين خرجوا إلى الشوارع للتنديد بارتفاع مستوى أحداث العنف في البلاد.
ونقلا عن "فرانس 24"، فإنّ الواقعة كانت الفتيل الذي أشعل المظاهرات، تلاها أحداث آخرى كمحاولة اغتصاب طالب في حرم الجامعة، أججت مشاعر الغضب لدى الفنزويليين في ظل وضع اقتصادي وسياسي معقد، إذ تعاني الدولة من أزمة اقتصادية خانقة ترجع إلى سياسات ضبط الأسعار التي اتخذها الرئيس مادورو، بعد الانخفاض الحاد لأسعار النفط، المصدر الرئيسي للبلاد من العملة الصعبة.
تطور الأزمة وإعلان حالة طوارئ اقتصادية
أعلن رئيس البلاد حالة طوارئ اقتصادية في يناير 2016، لتصبح حالة طوارئ شاملة من أجل التصدي لما اعتبره "تهديدات من الخارج"، وبموجب فرض هذه الحالة يحق للحكومة أنّ تضع يدها على ممتلكات للقطاع الخاص لضمان توفير المواد الأساسية للمواطنين، الأمر الذي اعتبرته المعارضة يزيد تدهور النظام الدستوري الديمقراطي ويمهد لعمليات تأميم جديدة، ودعت الشعب والجيش إلى العصيان.
ومنذ هذا الوقت تعاني البلاد من نقص في المواد الأساسية، وتجاوز التضخم فيها نسبة 740% لعام 2017، وهي النسبة الأعلى في العالم، وزاد تفاقم الصراع بعد طرح مادورو تعديل الدستور في مايو من العام ذاته، وأدخل البلاد في دوامة صراع مفتوح.
انقسام الشارع الفنزويلي
الأحداث السابقة أدت إلى انقسام الشارع الفنزويلي بين مؤيد ومعارض لحكم الرئيس نيكولاس مادورو، وسياسات الدولة المتبعة لإدارة شؤون البلاد، فهناك من يعتبر أنّ مادورو هو الامتداد الطبيعي للرئيس الراحل هوجو تشافيز وسياساته الاشتراكية، بينما يرى الجانب الآخر أنّه يريد إنهاء حكم الحزب الاشتراكي الموحد الذي دام لمدة 18 عاما، ويطالبون بسياسات ليبرالية.
وفي العام 2017 شكّل الطلبة قوة الدفع الأولى للمظاهرات التي اندلعت في البلاد، إذ احتجوا على وضعهم المعيشي والأمني الرديء، وانضمت إليهم الأحزاب المعارضة.
ورفعت المعارضة سقف مطالبها وطالبت بتنحي أو خلع الرئيس، ودعت لعقد انتخابات رئاسية مبكرة، لمحاربة الفساد والجريمة المنظمة في البلاد.
ورغم طلب المعارضة بتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة، استطاع الرئيس مادورو الالتفاف على المطلب، ودعا إلى انتخابات لتشكيل "جمعية تأسيسية" من 545 عضوا، لتحل مكان البرلمان الفنزويلي الذي تسيطر عليه المعارضة منذ 2015، لتمرير مشروع قرار تعديل الدستور الذي اقترحه، بينما قاطعت أحزاب المعارضة التصويت، وأعلنت رفضها نتائج الانتخابات واعتبرتها تزويرا دستوريا وأكبر خطأ تاريخي يرتكبه مادورو، ودعت إلى استمرار الاحتجاجات ضد إنشاء الجمعية التأسيسية.
زيادة أعداد سكان فنزويلا المهاجرين إلى الدول القريبة
مع تفاقم الأوضاع في فنزويلا، تزايدت أعداد المواطنين، بمن فيهم السكان الأصليون، الفارين إلى البرازيل وكولومبيا طلبا للمساعدة الإنسانية والحماية، وفي العام 2018 طلب 117 ألف فنزويلي اللجوء إلى دول آخرى وهو عدد يفوق العام السابق، وفقا لتقرير مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
يأتي هذا الوضع وسط نقص الغذاء والأدوية على نطاق واسع في فنزويلا، على خلفية زيادة معدلات التضخم والاضطرابات السياسية والعنف في البلاد.
محاولة انقلاب في فنزويلا
في مطلع مايو الحالي، أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إفشال محاولة انتفاضة عسكرية، نفذتها ضده مجموعة صغيرة من العسكر المؤيدين لخصمه زعيم المعارضة "خوان جوايدو"، متوعدا المتورطين في هذه المحاولة الانقلابية بملاحقات جزائية.
وفي خطاب عبر التليفزيون والراديو الرسمي للدولة، وجّه "مادورو" التهنئة للقوات المسلحة في فنزويلا لـ"إفشالها المجموعة الصغيرة التي كانت تعتزم إشاعة العنف من خلال هذه المناوشات الانقلابية".
موقف أمريكا من محاولة الانقلاب
أعلنت أمريكا دعمها لمحاولة الانقلاب العسكري التي يقودها زعيم المعارضة في فنزويلا، خوان جوايدو.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في تغريدة: "أعلن الرئيس المؤقت خوان جوايدو، بداية عملية التحرير، تدعم الحكومة الأمريكية بشكل كامل سعي الشعب الفنزويلي لنيل الحرية والديمقراطية، ولا يمكن هزيمة الديمقراطية".
فيما دعا مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، الجيش الفنزويلي للوقوف إلى جانب الشعب في هذه العملية وحمايته، مؤكدا أنّ واشنطن تقف إلى جانب مطالب الفنزويليين.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دعا كوبا إلى التوقّف عن دعم حليفتها الاشتراكية فنزويلا، مهددا بفرض حصار كامل وشامل عليها، إضافة إلى عقوبات على أعلى مستوى.
وفي أبريل الماضي، دعا نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس مجلس الأمن الدولي إلى الاعتراف بـ"غوايدو" رئيسا لفنزويلا والمطالبة بتنحّي مادورو.