لما تعمل نفسك مسيحي وتنزل ساعة الفطار.. تجربة وثقها محمد وصديقه: "تمر وعصير وكلنا واحد"

كتب: سلوى الزغبي

لما تعمل نفسك مسيحي وتنزل ساعة الفطار.. تجربة وثقها محمد وصديقه: "تمر وعصير وكلنا واحد"

لما تعمل نفسك مسيحي وتنزل ساعة الفطار.. تجربة وثقها محمد وصديقه: "تمر وعصير وكلنا واحد"

"بس أنا مسيحي.. وماله اقف افطر رمضان كريم"، ليست حوارًا في عمل درامي أو سينمائي ولا جزء من رواية يحبكها مؤلفها، إنما رد تلقائي صادر من أفواه المصريين الواقفين على الطرق الرئيسية يتسارعون لإفطار المارين بالشارع وقائدي السيارات وأي راكب تأخرت عودته إلى منزله وبلغ آذان المغرب في طريقه، غير عابىء بعبارة "أنا مسيحي" التي يرددها أحدهم حتى لا يأخذ "تمر" أو "عصير"، ليكون الرد هو إجباره على تناوله ففي النهاية "كلنا واحد".

دقيقتان، عمر الفيديو الذي لم يحضّر القائمين عليه "اسكريبت"، ولكنهما شابان مسلمان قررا توثيق ما يمكن سماعه في رواية شاب قبطي عن موقف تعرض له، أو آخر سرده على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ليبحثا عن الصورة التي تستهوي الجميع وادّعيا أنها مسيحيان، وتجولا في مناطق شعبية في أول أيام شهر رمضان وقت آذان المغرب؛ حيث يعتاد كثيرون الوقوف عند الشوارع الرئيسية لإفطار المارين حتى يعودوا إلى منازلهم لتناول وجبتهم الأساسية، ليحاولا إثناء هؤلاء عن إعطائهما تمر أو عصائر بدعوة أنهما ليسا مسلميّن، ليأتيهما رد تلقائي دون لحظة تفكير بأن ليس هناك داعي لذكر ذلك ولن يفرق في الأمر شيء ويجبراهما على أخذ الطعام منهم.

محمد المرشدي، صانع أفلام تسجيلية، روادته الفكرة في أثناء جلوسه مع صديقه "عبدالرحمن عبدالله" قبل حلول شهر رمضان بنحو يومين، ليناقشه في رد فعله لو كان يسير في الشارع لإطعام صائم وأخبره شخص أنه مسيحي فكان رده "يا عم رمضان كريم، هضربك يعني لأ هديك تفطر، وبعدين لينا صحاب مسيحيين بيراعوا شعورنا ومبيفطروش في نهار رمضان"، وبمجرد إنهاء رده تبادرت إلى ذهنه فكرة ليشجع "المرشدي" على خوض التجربة.

"الناس عايزة تشوف وتسمع وتحس دايما"، لذا كان إصرار "المرشدي" على توثيق التجربة عن طريق التصوير، ليكمل في حديثه لـ"الوطن"، أنهما في أول يومين من شهر رمضان استقلا "الموتوسيكل" الخاص بصديقه "عبدالرحمن" وثبتا به كاميرا صغيرة الحجم، وأحيانا يستعينا بـ"تصوير الهاتف"، وتوجها إلى مناطق شعبية في محافظة الجيزة وهي "الكُنيسة، والمنيب، والقصبجي"، وكانا هناك قبل الإفطار مباشرة "أول رد فعل من شاب خدناه كان بيشدنا وتعالوا افطروا بعد ما قولناله اننا مسيحيين"، لتتوالى ردود الأفعال الإيجابية "كل مرة نصوّر مع حد ننبهر أكتر".

في اليومين الثالث والرابع قررا خوض التجربة بالسيارة في مكان مختلف، فكانا معزومين على الإفطار في بنها وقررا خوض التجربة على طريق بنها الزراعي، لتكون المشاهد المصورة بالسيارة موثقة في المكان الأول بالقرب من منطقة طوخ، والثاني في الطريق من الهرم إلى شبرامنت، وكانا ينتوان التوجه إلى مناطق مختلفة مثل التجمع الخامس والمعادي وأكتوبر لرصد الآخرين الذين يوزعون "الكنافة بالنويتلا" وغيرها من المأكولات لرصد أن الحالة لا ترتبط بطبقة معينة ولكنه شعور أصيل داخل المصريين إلا أن طول مدة الفيديو حالت دون ذلك، ليجد "المرشدي" بأنه يملك 4 دقائق وهذا عدد كبير بالنسبة لجمهور الفيديو على "السوشيال ميديا" ليختصره في دقيقتين فقط.

"ولا رد فعل سبلي واحد قابلناه"، ذلك ما أكده صانع الفيديو الذي شاركه الآلاف عبر "فيس بوك" قبل أن تمضي 15 ساعة على طرحه، ليذكر صانع الفيديو أحد ردود الأفعال المميزة والتي لم يسعفهما الوقت لرصدها في الفيديو، حيث مرا على مائدة رحمن ودخلا على أنهما قبطيان وأخبرا المسؤول عنها أنهما ليسا ملسمين ولكنهما جائعين، ليكون رد الفعل باصطحابهما إلى مقعدين مع كلمات مثل "يا عم خش.. رمضان كريم، أقعدوا كلوا"، وبين انغماس الجميع في الطعام كان يسأل عنهما الرجل ويقول "المسيحي اللي هناك فاطر كويس"، ليخبراه في النهاية بأنهما مسلمين "انبسطوا وقالولنا طب هنقولكم إيه!".


مواضيع متعلقة