رمضان في الكتب| "أمير الرحالة" يحكي عن الـ"ديش بارتي" في دمشق

رمضان في الكتب| "أمير الرحالة" يحكي عن الـ"ديش بارتي" في دمشق
- أهل دمشق
- ابن بطوطة
- دمشق
- الإفطار
- رمضان في الكتب
- ديش بارتي
- تحفة النظار
- أهل دمشق
- ابن بطوطة
- دمشق
- الإفطار
- رمضان في الكتب
- ديش بارتي
- تحفة النظار
في اليوم السابع من رمضان 626هـ، 7 أغسطس 1326م، وصل محمد بن عبد الله بن محمد اللواتي الطنجي المعروف بـ"ابن بطوطة" إلى دمشق، إحدى أهم محطات رحلته التي استمرت لـ27 عاما، توقيت نزوله مكنه من رصد أجواء شهر البركة في "الفيحاء" ومعايشة كرم أهلها عن قرب.
يؤكد الرحالة المغربي في كتابه "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، المعروف باسم "رحلة ابن بطوطة"، المنشور عن دار إحياء العلوم ببيروت بتقديم وتحقيق الشيخ محمد عبدالمنعم العريان، ومراجعة وإعداد فهارس مصطفى القصاص: "ومن فضائل أهل دمشق أنه لا يفطر أحد منهم في ليالي رمضان وحده البته".
يروي تجربته الشخصية مع "درة الشام": "ولما وردت دمشق وقعت بيني وبين نور الدين السخاوي، مدرس المالكية، صحبة، فرغب أن أفطر عنده في ليالي رمضان، فحضرت عنده 4 ليالي، ثم أصابتني الحمى فغبت عنه، فبعث في طلبي، فاعتذرت بالمرض، فلم يسعني عذرا، فرجعت إليه وبت عنده، فلما أردت الانصراف بالغد منعني من ذلك: وقالي لي: (احسب داري كأنها دارك أو دار أبيك أو أخيك)، وأمر بإحضار طبيب وأن يصنع لي بداره كل ما يشتهيه الطبيب من دواء أو غذاء، وأقمت كذلك عنده إلى يوم العيد"، ويتابع أنه لما نفد ما لديه من مال أكرمه "السخاوي" وأعطاه مالا وزادا لاستكمال رحلته.
ومن عادات المدينة التي سمتها ألواح تحتمس الثالث، القرن الـ15 ق.م، بـ"تيمساك"، أن "من كان من الأمراء والقضاة والكبراء، يدعو أصحابه والفقراء يفطرون عنده، ومن كان من التجار وكبار السوقة، و(السوقة هم الرعية) صنع مثل ذلك".
ويثمن ابن بطوطة في كتابه الذي كلفه سلطان مراكش، أبو عنان المريني، بتدوينه، أن "لا أحد يأكل وحده البته في دمشق".
ويورد من عادات عاصمة الخلافة الأموية، خلال رمضان، ما يشبه كثيرا حفلات الـ"ديش بارتي" في عصرنا، يقول: "ومن كان من الضعفاء والبادية فإنه يجتمعون كل ليلة في دار أحدهم أو مسجد، ويأتي كل أحد بما عنده فيفطرون جميعا".