مداح النبي.. الشيخ حسن خليفة: الحسد أعمانى.. والإنشاد منحة ربانية

مداح النبي.. الشيخ حسن خليفة: الحسد أعمانى.. والإنشاد منحة ربانية
اشتهر فى صباه بصوته العذب بين أبناء المدينة، ولد فى أكتوبر عام 1943، بمركز إيتاى البارود محافظة البحيرة، وفقد بصره فى عمر 7 أشهر، لكنه درس فى المعهد الدينى بمدينة دمنهور وتعلم على أيدى كبار علماء الأزهر الشريف.. المنشد الدينى الشيخ حسن خليفة يؤكد لـ«الوطن»، أنه بدأ عمله خطيباً ومقيم شعائر فى الأوقاف بالإسكندرية فى ظل فقده لنعمة النظر، ويقول إن الإنشاد موهبة ولدت معه منذ نشأته، وبدأ ممارسته فعلياً فى سن الـ20 ربيعاً ولكن فجأة، وبدون مقدمات، قرر اعتزاله.. وإلى نص الحوار:
متى اعتزلت الإنشاد؟ وما أسباب اعتزالك؟
- اعتزلت الإنشاد عند بلوغى سن الـ61 أى منذ 15 سنة، وبعد 41 سنة من الاستمتاع بالعمل منشداً ومقرئاً محترفاً تابعاً للأوقاف، أما قرار الاعتزال فاتخذته بعد تفكير كبير، وبعد شعورى بأن سنى أثرت على قوة صوتى، وأصبح أدائى وقدرتى على تحقيق متعة المستمعين والجمهور ضعيفاً، فكان واجباً علىّ الاعتزال، للحفاظ على عمر من العطاء وتاريخى المحفور على جدران المساجد بمدح الرسول.
ضعف صوتك أثر على مهنتك، فهل فقدان البصر أثر على مسيرتك بوجه عام؟
- قصة فقدان بصرى إن حكيتها فلن يستوعبها أحد، ولكن أحب أرويها، حيث إنى فقدت بصرى نظراً لجمال عينىَّ، فرأتنى إحدى أقاربى فى عمر 7 أشهر، وكانت المرة الأولى بالنسبة لها أن ترانى، ودققت نظرها إلى عينىّ وهى توجه لى كلمات تبعث على الحسد، ففقدت بصرى، ولكن لم يؤثر على تصميمى فى التعلم الدراسى والدينى غير سبب واحد «مبقتش أشوف ألوان الدنيا».
أين بدأت الإنشاد وأين انتهيت؟
- بدأت ممارسة الإنشاد فى المساجد والاحتفالات الدينية والليالى الرمضانية، ووسط الأهل والأصدقاء أثناء دراستى، حتى تخرجت فى المعهد الدينى وبدأت العمل بشكل رسمى فى إذاعة الإسكندرية مقرئاً ومنشد تواشيح دينية، مروراً بعملى إماماً ومؤذناً بمسجد «يحيى» بمنطقة زيزينيا 21 سنة، وفى مسجد «سيدى جابر الشيخ» بمنطقة سيدى جابر 10 سنوات، وبمسجد «على بن أبى طالب» بمنطقة سموحة 3 سنوات، وحالياً أعمل إماماً لصلاتى المغرب والعشاء بمسجد «رشدى»، والإنشاد بالنسبة لى لم يكن مجرد مهنة، ولكنه كان وما زال غذاء لروحى وعقلى، يدخلنى فى عالم آخر ملىء بالروحانيات، وبالأخص خلال شهر رمضان، الذى يتميز بطابع وسحر خاص من العادات والعبادات والروحانيات السامية، والمنشدون فى الإسكندرية عددهم كبير جداً ولا يمكن حصرهم، فهى ليست مهنة تُسجل، على قدر ما هى موهبة تُمنح من الله، ومن حسن الحظ أنها يتمتع بها الكثير من الأئمة فى الإسكندرية.
متى تبدأ حلقات الذكر والإنشاد فى رمضان؟
- الإنشاد فى رمضان شىء مقدس وعادة لا يمكن الاستغناء عنها فى عدد من المساجد الكبرى، مثل مسجد أبى العباس المرسى، ومسجد الإمام البُصيرى، ومسجد سيدى خضر الأنصارى، بمنطقة بحرى التابعة لحى الجمرك، ومسجد «القائد إبراهيم» بمنطقة محطة الرمل، مسجد «سيدى جابر الشيخ» ومسجد «المندرة» بحرى، ومسجد «سيدى بشر»، ومسجد «العصفورى» بالرمل، ومسجد «النهضة» بأبى قير، ومسجد «الحديد والصلب» بمنطقة العجمى، ومسجد «العتيق» ببرج العرب، ومسجد «على الدين» بالعامرية، وكان يبدأ الإنشاد فى رمضان من بعد الإفطار مباشرة وحتى قبل صلاة الفجر بدقائق، أما حالياً فقد تأخر موعد الإنشاد فى شهر رمضان، ليبدأ من بعد صلاة التراويح، لبعد صلاة الفجر، وأحياناً يستمر للساعات الأولى من شروق الشمس.
هل اقتصرت حلقات الإنشاد بالنسبة لك على الإسكندرية فقط؟
- إطلاقاً.. سافرت محافظات كثيرة مثل البحيرة والمنوفية والقاهرة وعدد من محافظات الصعيد، ولكن الإنشاد فى الإسكندرية له طابع راق خاص، لما يشتهر به أهلها من حبهم للتصوف، وبالرغم من أنى سافرت لكثير من المحافظات، إلا إنى لم أجد فيهم محبيين للإنشاد والتواشيح ومدح الرسول مثلما وجدت فى الإسكندرية.
كثرت التواشيح على الساحة الإنشادية فى الوقت الحالى.. فما أكثر التواشيح التى تُطلب من المنشدين؟
- الإنشاد من 30 سنة كان أفضل بكثير من الآن، وقيمته كانت كبيرة، وروحانياته كانت سامية وعالية الشأن، بالإضافة إلى أن محبيه كان عددهم لا حصر له، إنما الآن الأمر مختلف ولا يمكن مقارنته بالماضى، ومحبو المديح يفضلون المقرئ صاحب الصوت العذب والمنخفض، بالإضافة إلى إجادته كثرة عبارات مدح الرسول، لأنها أكثر التواشيح التى تطلب فى المساجد والليالى الدينية.