نص كلمة الرئيس.. السيسي: قناة السويس مركز صناعي وتجاري ولوجستي واعد

نص كلمة الرئيس.. السيسي: قناة السويس مركز صناعي وتجاري ولوجستي واعد
- السيسي
- الرئيس الصيني
- مبادرة الحزام والطريق
- منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي
- السيسي
- الرئيس الصيني
- مبادرة الحزام والطريق
- منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي
شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي في الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، المنعقدة بالعاصمة الصينية بكين، بمشاركة عددا كبيرا من رؤساء دول وحكومات العالم.
مظاهر الترحيب وحفاوة الاستقبال بدت واضحة منذ اللحظات الأولى لوصول السيسي للصين، تلبية لدعوة الرئيس الصيني تشى جين بينج، التي شكره السيسي عليها خلال كلمته.
ترحيب حار بالرئيس
جلس الرئيس عبدالفتاح السيسي في الصف الأول ضمن رؤساء دول العالم، وكان ترتيبه الثالث في إلقاء كلمات الرؤساء، بعد كلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الكازخستاني نور سلطان نظرباييف.
ودعا مقدم المؤتمرالرئيس السيسي لإلقاء كلمته، قائلًا: "نرحب ترحيبا حارا بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وندعوه لإلقاء كلمة".
وبعدما ألقى الرئيس السيسي كلمته، أثنى مقدم المؤتمر على الجهد المصري في مبادرة الحزام والطريق مؤكدا أن مصر لديها مكانة مهمة في العالم العربي والإفريقي مضيفا، "مصر قوة مهمة في بناء الحزام والطريق ويدعم ويساهم الجانب المصري بنشاط في بناء الحزام والطريق ويمكن للجانبين تنفيذ تعاون متبادل ومنفع".
نص كلمة الرئيس
شكر الرئيس عبدالفتاح السيسي، الرئيس الصيني شي جين بينج، والشعب الصيني الصديق، على حفاوة الضيافة والاستقبال، مهنئا الرئيس الصيني بقرب الاحتفال بمرور 70 عاما على إنشاء جمهورية الصين الشعبية.
وأضاف السيسي، خلال كلمته في منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في دورته الثانية، أن مصر أول دولة عربية وأفريقية تعلن اعترافها بالصين، مؤكدا أن زيارته السادسة للبلد الصديق خلال السنوات الخمس الماضية تعد خير دليل على عمق وصلابة العلاقات بين البلدين، اللاتان تمثلان أقدم حضارتين في التاريخ الإنساني.
شراكة استراتيجية شاملة بين مصر والصين
وأشار إلى أن التعاون بين البلدين تم ترجمته بالشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والصين عام 2014، وتم تطبيقه على أرض الواقع عام 2016 من خلال برنامج تنفيذي لتعزيز تلك الشراكة، خلال السنوات الخمس التالية، على نحو يؤسس لإطار حاكم للتعاون مع شريك واع بالمصالح المشتركة بين البلدين في الإطار الثنائي في مختلف المجالات، أو على المتسوى الدولي والإقليمي بشكل عام، وارتباطا بأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص.
وأكد حرصه على تلبية دعوة الرئيس الصيني للمشاركة فى قمة منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، آخذا في الاعتبار ما تمثله المبادرة من أهمية، إذ تهدف لتعزيز التنمية الشاملة، وتحقيق تطلعات الشعوب في الاستقرار والرخاء.
اهتمام مصر بالمبادرة
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن حرصه على تلبية دعوة الرئيس الصيني تشي جين بينج، بالمشاركة في هذه القمة، ينبع من اهتمام مصر بمبادرة الحزام والطريق، وإيمانها بأن القواسم والتحديات المشتركة التي تجمعنا كدول أطراف فيها، جنبًا إلى جنب مع الرؤية التي تأسست عليها المبادرة ومحاورها ومشروعاتها، ينبغي أن تشكل أسس التعاون بين أطرافها، بقصد تحقيق تطلعات شعوبنا ومصالح دولنا تجاه الاستقرار والتنمية.
وأضاف السيسي، أنه اتساقا مع ما تقدم فإن المبادرة تتناول قطاعات ومجالات حيوية ذات أولوية بالنسبة لنا في إطار "رؤية مصر 2030" للتنمية المستدامة، مثل الارتقاء بالبنية التحتية في مجالات النقل والطاقة وتكنولوجيا المعلومات ومشروعات ربط المرافق.
وأكد أن مبادرة الحزام والطريق تتفق مع أولويات مصر التنموية من حيث تحفيز النمو الاقتصادي والتصنيع وتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي، وزيادة حركة التجارة البينية والتكامل المالي، بالإضافة إلى زيادة التواصل بين الشعوب من خلال تعزيز التبادل الثقافي.
مبادرة الحزام والطريق تتسق مع رؤية مصر
وتابع: "أهداف المبادرة تتسق مع جهودنا لإطلاق عددا من المشروعات العملاقة ذات العائد الكبير والفرص الاستثمارية المتنوعة، وفي مقدمتها محور تنمية منطقة قناة السويس القائم على إنشاء مركز صناعي وتجاري ولوجستي توفر فرص واعدة للشركات الصينية وللدول أطراف المبادرة، وغيرها من مختلف دول العالم الراغبة في الاستفادة من موقع مصر الاستراتيجي، كمركز للإنتاج وإعادة تصدير المنتجات إلى مختلف دول العالم، خاصة تلك الدول التي تربطنا بها اتفاقيات تجارة حرة، لا سيما في المنطقة العربية وأفريقيا وأوروبا".
وأردف: "وفي مسار مواز ومكمل لهذا الجهد يتم تنفيذ برنامج طموح للإصلاح الاقتصادي، يستند لحزمة من التدابير المالية والنقدية لمعالجة الاختلالات الهيكلية وضبط الموازنة العامة، وتوفير بيئة مواتية لجذب الاستثمارات الأجنبية".
وأكد السيسي أن إجراءات الإصلاح الاقتصادي انعكست في الطفرة الصاعدة للمؤشرات الكلية للاقتصاد المصري.
ولفت الرئيس السيسي إلى أن مصر طورت من قداراتها على إنتاج وتوفير الطاقة وتنويع مصادرها بشكل يؤهلها أن تصبح مركزا إقليميًا للطاقة، خاصة في ضوء ما يمثله موقعها الاستراتيجي على جانبي قناة السويس من إمكانية نقل وتخزين وتداول المنتجات البترولية والغاز، انطلاقا من كون مصر مركزا لحركة الشحن المتدفقة بين أسواق آسيا والشرق الأوسط وأوروبا.
العلاقات العربية الصينية
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن "رؤيتنا تجاه تعزيز التعاون الاقليمي ففي السياق العربي شهدت العلاقات الصينية العربية طفرة كبيرة منذ عقد القمة الأولى لمبادرة الحزام والطريق، مايو 2017".
وأضاف أن الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي عقدت ببكين في يوليو 2018.
وأوضح أنه تم اعتماد الإعلان التنفيذي العربي الصيني الخاص بمبادرة الحزام والطريق، كما أن هناك مقترحات للربط الكهربائي بين عدد من الدول العربية وبعض أطراف مبادرة الحزام والطريق جاري دراسة تنفيذها.
وقال إن الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي تضفي بعدا مهما فيما يتصل بمبادرة "الحزام والطريق".
المبادرة والعلاقة مع أفريقيا
وأضاف أن قمة منتدى التعاون الصيني الافريقي في سبتمبر 2018 أكدت حرص الصين على التنسيق مع الدول الأفريقية في القضايا المختلفة التي تناولتها القمة، لا سيما أجندة 2063 للاتحاد الأفريقي، وأجندة الأمم المتحدة 2030.
وأشار إلى أن هذه الأجندات تتلاقى مع الأولويات التي طرحتها مصر في القمة الأفريقية الأخيرة، كمحاور لتعزيز العمل الأفريقي المشترك، وتحقيق التنمية والسلم والأمن في قارتنا الأفريقية، وكذلك التكامل الاقتصادي الأفريقي والاندماج الإقليمي وتطور البنية التحتية.
ورحب السيسي بتدشين شراكات جديدة وتعزيز الشراكات القائمة في إطار مبادرة الحزام والطريق مع الصين والأطراف الأخرى للمبادرة، من أجل الإسهام في تعزيز جهود دول القارة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والارتقاء بمستوى معيشة المواطن الأفريقي.
وضرب مثلًا بتنفيذ ممر الشمال الجنوب "طريق القاهرة كيب تاون"، الذي يهدف لزيادة معدلات تدفقات التجارة والاستثمار البيني.
السيسي: نتطلع للربط الملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط
وأعرب السيسي تطلعه إلى إقامة شراكات في إطار تنفيذ مشروع الربط الملاحي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط كأحد مشروعات البنية التحتية المدرجة ضمن أولويات تجمع "الكوميسا"، بما يحققه من مصالح اقتصادية وتجارية متعددة فيما يتعلق بربط الدول الواقعة على هذا المجرى الملاحي.
وتابع: "كما اغتنم هذه الفرصة لدعوة الشركات والمؤسسات التمويلية في إطار مبادرة الحزام والطريق إلى المساهمة في مثل تلك المشروعات"، مضيفًا أن نجاحها وغيرها من المشروعات يتطلب توفير التمويل اللازم بشروط تتلائم مع ظروف الدول النامية والأقل نموا، خاصة في قارتنا الأفريقية بالشكل الذي لا يحملها أعباء إضافية، وهو ما يستوجب تضافر العمل المشترك من خلال شراكات فاعلة بين الحكومات ومؤسسات التمويل والقطاع الخاص لضمان التدفقات اللازمة لسد الفجوة التمويلية.
وأختتم الرئيس السيسي كلمته قائلًا: "في الختام أود الاعراب عن التطلع لنجاح أعمال هذا المنتدى ونقاشاته الموضوعية والخروج منه بنتائج عملية يمكن البناء عليها مستقبلًا من أجل اسهام مشروعات المبادرة في تعزيز التنمية المستدامة ومد جسور التواصل فيما بيننا".