"أبو الحجاج الأقصري" مولد صوفي بطقوس فرعونية
![دورة سيدى ابو الحجاج](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/17843859921555767287.jpg)
دورة سيدى ابو الحجاج
"مجسم لمركب كبير وشباب يحملون السيوف والعصي يركبون خيولا ويرتدون الملابس الفرعونية، وأطفال يركبون جمالا تحمل التوابيت المغطاة بالأقمشة المزركشة ومتصوفة يرتدون الملابس البيضاء ويحملون الأعلام الخضراء"، ليس هذا وصفا لفيلم قديم بل واقعا عاشته مدينة الأقصر، السبت، احتفالا بمولد سيدي أبو الحجاج الأقصري القطب الصوفي الكبير الذي يقع مقامه أعلى معبد الأقصر وترتفع مئذنته القديمة، لتعلو المسلات الفرعونية الضخمة داخل المعبد.
وشارك أكثر من ربع مليون شخص، بينهم مئات السائحين في دورة المولد، اليوم، حيث ضاقت شوارع وميادين الأقصر بهم.
ورغم أن المصريين يحتفلون بمئات الموالد لآل البيت ولأقطاب الصوفية إلا أن مولد أبوالحجاج الأقصري، الذي يحضره نحو 500 ألف شخص، يشهد طقوسا وفعاليات لا تجدها في أى مكان آخر ويمتد تاريخها لآلاف السنين وقبل قدوم سيدي أبو الحجاج من بغداد إلى الأقصر.
يقول الباحث عبد المنعم عبد العظيم مدير مركز دراسات تراث الصعيد، إن الطقوس التي تتم خلال الاحتفال بمولد سيدي أبو الحجاج، فرعونية بحتة، وكانت تنظم كل عام في الدولة الفرعونية ويطلق عليها عيد الإله "آمون" أو عيد " الأوبت"، وفي هذا العيد كان يخرج تمثال الإله "آمون"، من مقصورة بمعبد الأقصر في احتفال مهيب مرة كل عام في سفينته المقدسة وخلفه تماثيل موت وخونسوا، وباقي تماثيل ثالوث طيبة، فيطوف أرجاء المدينة حتى يصل لمعبد الكرنك، وهناك تجرى بعض الطقوس الفرعونية قبل العودة مرة أخرى لمعبد الأقصر عبر ضفاف النيل.
"مشهد اليوم في الأقصر هو نفس المشهد قديما"، يضيف عبدالعظيم، حيث كان يقف الناس يهللون ويهتفون، ويساعدون في دفع المراكب المقدسة بسعادة، ويرقصون ويرتلون الأناشيد وهو ما يحدث في مولد أبو الحجاج هذه الأيام إذ يجر المئات من المشاركين في الاحتفال، مركبا عملاقة، ويطوفون بها شوارع المدينة التاريخية، تتبعهم عربات كارو تحمل أصحاب المهن المختلفة يرتدون ملابس عملهم، فتجد أن الجزار يرتدي ملابس ملطخة بالدماء ويحمل السواطير والسكاكين، والنجار يحمل المنشار، وكل يمارس عمله فوق هذه العربة في كرنفال شعبي ومشهد تمثيلي يجذب الكثير من السائحين.
وأبو الحجاج الأقصري، هو يوسف بن عبدالرحيم بن يوسف بن عيسى الزاهد، المعروف بأبوالحجاج الأقصر، ولد ببغداد أوائل القرن السادس الهجري وتوفي بالأقصر سنة 642 هـجرية، ويرجع نسبه إلى الإمام الحسين بن علي.
وكان المستشار مصطفى الهم محافظ الأقصر، شارك في مراسم انطلاق فعاليات احتفالية "دورة" مولد سيدي أبو الحجاج الأقصري من أمام مسجده بساحة معبد الأقصر، بحضور نائب المحافظ محمد عبد القادر خيري، ومدير أمن الأقصر اللواء طارق علام، وحضور الآلاف من المواطنين ورموز الأسرة الحجاجية، والعديد من القيادات التنفيذية والأمنية.
وقام محافظ الأقصر، برفع لجام وجر الجمل الرئيسي الذي يتقدم الدورة إيذانا ببدء الدورة في إجراء تقليدي يتبع في كل عام.
وهنأ محافظ الأقصر المواطنين بمولد القطب الكبير سيدي أبو الحجاج، مضيفًا أن سيدي أبو الحجاج أقام مدرسة في التوحيد والتصوف والزهد، وتوفاه الله، بعد أن ترك تراثا غنيا وأصبح مسجده قبلة لكل أهل المحافظة ومحبيه ومريديه.