«إخوان ليبيا»: سيف الإسلام القذافى أخرجهم من السجون فانقلبوا على والده

«إخوان ليبيا»: سيف الإسلام القذافى أخرجهم من السجون فانقلبوا على والده
- إخوان ليبيا
- إعادة هيكلة
- اتصال هاتفى
- الإسلام السياسى
- الانتخابات الجديدة
- التيار الإسلامى
- الجماعات المسلحة
- الجماعة الإسلامية
- الجيش الليبى
- أبابيل
- إخوان ليبيا
- إعادة هيكلة
- اتصال هاتفى
- الإسلام السياسى
- الانتخابات الجديدة
- التيار الإسلامى
- الجماعات المسلحة
- الجماعة الإسلامية
- الجيش الليبى
- أبابيل
لم يقتصر وجود جماعة الإخوان وبروز تيار الإسلام السياسى فى ليبيا على مرحلة ما بعد الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافى فى 2011، بل يعود لما قبل ذلك، خاصة أن سيف الإسلام القذافى هو من منح الإسلاميين قُبلة الحياة فى ليبيا.
ويعود تاريخ جماعة الإخوان بليبيا إلى 1949، بينما ظهر أول هيكل تنظيمى لها فى 1968، لكن تم تجميد الجماعة مع ثورة الفاتح التى قادها معمر القذافى عام 1969، وظل نشاط الجماعة مجمداً، إلا أنها فى عام 1980 أحيت نشاطها من الولايات المتحدة الأمريكية بإنشاء الجمعية الإسلامية الليبية وأصدرت مجلة لها، وفى 1982 عاد بعض قادة الجماعة الذين درسوا فى الخارج لإعادة تأسيس التنظيم داخل ليبيا، لكن كان مصيرهم السجون. ثم أتى عام 1999 الذى شهد عودة أخرى للجماعة فى ليبيا ودخلوا فى حوار مع نظام القذافى، حتى أتت الفترة ما بين 2005 و2006 وتعززت ولادة جديدة لتنظيم الإخوان فى ليبيا، فى إطار مبادرات قادها سيف الإسلام، نجل العقيد الليبى بهدف تحييد المعارضة، خاصة المجموعات الإسلامية، ما أثار كثيراً من الشكوك حول دوافع الجماعة من الانتفاضة ضد النظام فى ليبيا عام 2011، لكن أحد قادة الجماعة زعم أن جماعته لم تخطط للإطاحة بالنظام، وفى الوقت ذاته لم تعمل لمصلحة النظام أيضاً، وأصبحت بعض الشخصيات القيادية فى الجماعة جزءاً من المجلس الوطنى الانتقالى الذى تشكل للتعبير عن «ثورة 17 فبراير» وأدار البلاد فى مرحلة لاحقة، لتتم إعادة هيكلة التنظيم وتأسيس حزب جديد يحمل اسم «العدالة والبناء» على غرار الجماعة الأم فى مصر بتأسيس حزب الحرية والعدالة أيضاً فى 2011 بعد الإطاحة بنظام حسنى مبارك.
«الإخوان لديهم قدرة على إدارة صراعات متعددة الأبعاد»، هكذا علق العميد سمير راغب، مدير المؤسسة العربية للدراسات، على حالة الإخوان وتيار الإسلام السياسى فى ليبيا. وقال فى اتصال هاتفى لـ«الوطن»: «الإخوان لم يكونوا الطيف الأكثر تأثيراً فى ليبيا، مقارنة بجماعات أخرى مثل الجماعة الإسلامية، لكنهم يمتلكون القدرة على إدارة صراعات متعدد الأبعاد فى العمل السياسى والحزبى والمجتمع المدنى».
محلل ليبى: الإخوان اعتبروا إسقاط "العقيد" حرباً بين الكفر والإيمان.. وقطر طلبت منهم حل الجيش والشرطة مثلما فعل الاحتلال الأمريكى فى العراق
وأضاف: «حتى جماعة الإخوان لم تكن هى المعنية بالأساس بمبادرات أو مراجعات سيف الإسلام القذافى، والذى كان معنياً بها أكثر هو تنظيم السلفية الجهادية أو السلفية المدخلية ومعظمهم كان فى الشرق ودرنة وبنغازى، ولكن الإخوان فى أى حراك يحدث يسيطرون على كل طيف الإسلام السياسى والراديكالى ويقومون بعملية التوجيه لهم، خاصة مع وجود فروع لهم فى عدة دول». وتابع: «باقى الفصائل مجرد امتدادات لها، وسيف الإسلام القذافى نجح فى احتواء هذه العناصر وأخرجهم من السجون، وكان لديه مشروع تقدمى لكن الأحداث سبقته، فالإخوان بعد ما سُمى بالربيع العربى لم تكن أحلامهم المشاركة إنما المغالبة فى كل مكان، وهمهم تركز فى المعيشة بعيداً عن المعتقلات وأن يكون لهم وجود فى البرلمان والمجتمع المدنى ليس أكثر من ذلك».
وأضاف: «لكن بعد الفوضى التى حدثت عاد الإخوان لحلمهم الأصلى، حلم التمكين والحكم، هذا حلمهم منذ بدء الجماعة، والذى تم تأجيله من وقت لآخر، الحكم فى ليبيا كما كان فى مصر وتونس، بدعم دولى للجماعة ضد القذافى وجرى تدمير الجيش الليبى». وقال «راغب»: «الإخوان اعتمدوا على الجماعات الأخرى كالجماعة المقاتلة التى تُعتبر جناحاً مسلحاً لهم، ثم اعتمدوا على جماعات المصالح مثل قادة بعض الميليشيات منهم هيثم التاجورى وصلاح بادى وعبدالحكيم بلحاج».
وتابع: «لم يكن لهم وجود فى مدن ليبيا بقوة، وإنما اعتمدوا على جماعات المصالح التى تريد المال والتى تريد الحصول على جزء من عائدات النفط، والإخوان عندما لجأوا إلى الصندوق الانتخابى تكشّف أنهم بلا شعبية فى ليبيا». ووصف «راغب» ابتعاد الإخوان عن «سيف القذافى» بـ«الخيانة»، وقال إن «الإخوان خانوا الجميع وليس سيف الإسلام القذافى فقط، بدليل أنهم فى مصر عام 2011 كان لديهم اتفاق مع الأمن بعدم المشاركة فى الاحتجاجات، لكن عناصرهم كانت وسط الاحتجاجات وضد الأمن، عندما وجدوا أن الشباب سيطر على ميدان التحرير، هكذا هم الإخوان، برجماتيون لدرجة الانتهازية، لا يحترمون عهوداً أو تعهدات، لكن فقط تحترم الجماعة الأمر الواقع، وتستغله إذا كان لصالحها، وقد تتضامن مع ألد أعدائها وتلقى بحلفائها إلى السجون».
رئيس "العربية للدراسات": "الإسلام السياسى" خان الجميع بعد 2011 وعاد إلى حلم "تمكين الجماعة".. و"الإخوان" اعتمدوا على الجماعات المسلحة للوصول إلى أهدافهم
التيار الإسلامى فى ليبيا يبدو متكتلاً موحداً من مختلف التيارات، وقد ظهر ذلك عام 2014 عندما أجريت انتخابات مجلس النواب وأتت النتائج فى غير صالحهم وفقدوا هيمنتهم على المجلس، فقرروا الانقلاب على نتائج الانتخابات ورفضوا الاعتراف بها، ثم سيطروا على العاصمة «طرابلس» مستعينين بقوة الميليشيات الموالية لهم وشكلوا حكومة رافضة لشرعية الانتخابات الجديدة وتمسكوا بالبرلمان المنتهية ولايته الذى سيطروا عليه، رغم أنهم لم يكونوا أصحاب الأكثرية.
واعتبر المحلل السياسى الليبى وأستاذ القانون الدكتور محمد الزبيدى، فى اتصال لـ«الوطن»، أن «الإخوان جماعة وافدة على ليبيا». وأضاف أن «الجماعة عادت مع أحداث 2011 وتحالفت مع كل الجماعات المسلحة وحلف شمال الأطلنطى (ناتو)، واعتبرت أن التحرك ضد القذافى هو قتال بين الكفر والإيمان، قتال بين نظام معمر القذافى الكافر والمسلمين المؤمنين، وصوروا التحالف مع (الناتو) على أنه تحالف مشروع دينياً، وقال أحد قادتهم إن الرسول لو كان موجوداً الآن لوقف مع حلف شمال الأطلنطى، والبعض وصف طائرات الناتو بالطير الأبابيل».
وأكمل «الزبيدى» قائلاً: «الإخوان كانوا جزءاً من منظومة نظام القذافى وتبوأوا مراكز حساسة بعد المراجعات التى حدثت عام 2009، وأوقفوا استعمال السلاح، لكن ما أن حانت لهم الفرصة انقلبوا على ذلك فى 2011». وقال «الزبيدى»: «بعد سقوط نظام القذافى والدولة تدخلت المخابرات القطرية، وكانت تدير العملية السياسية لهم، وأشارت عليهم بحل الجيش، كما فعل الاحتلال الأمريكى فى العراق، لأن وجود الجيش والشرطة سيكون عائقاً أمام الإخوان، ولتمكين وجودهم فى السلطة حلوا الجيش والشرطة بالفعل».
وتابع المحلل السياسى الليبى: «عندما أُجريت انتخابات 2012 لم يحصلوا على أصوات تُذكر فى مواجهة العلمانيين، فتحالفوا مع مجموعة من القوائم الفردية ليسيطروا على البرلمان إلى جانب قانون مثل قانون العزل السياسى الذى أزاح منافسيهم من المشهد واستولوا هم على السلطة فى الفترة من 2012 وحتى 2014». وقال «الزبيدى»: «فى هذه الفترة عيّنوا أتباعهم فى مختلف الوزارات فى المناصب الخلفية على وجه الخصوص، لأخونة جميع مؤسسات ومناصب الدولة، وعندما جاءت انتخابات 2014 وصفوها بغزوة الصناديق، لكنهم فشلوا فى ذلك وسقطوا فى الانتخابات، فلجأوا إلى صناديق الذخيرة، ورفعوا شعار تحرير ليبيا من العلمانيين، فأحرقوا المؤسسات وخزانات النفط واقتحموا المدن، وأفتى لهم مفتيهم الصادق الغريانى بذلك».