أزمة الليرة التركية.. أمير قطر و"إخوان ليبيا" يتحركون لإنقاذ "أردوغان"

كتب: محمد حسن عامر

أزمة الليرة التركية.. أمير قطر و"إخوان ليبيا" يتحركون لإنقاذ "أردوغان"

أزمة الليرة التركية.. أمير قطر و"إخوان ليبيا" يتحركون لإنقاذ "أردوغان"

لم تمض سوى ساعات قليلة على اتهامات وسائل إعلام تركية موالية للحكومة إلى قطر بالتخاذل فى دعم تركيا بأزمة الليرة، حتى سارع أمير قطر بإجراء اتصال هاتفي بالرئيس التركي، ليعلن توجهه إلى تركيا في زيارة بدأت اليوم وعلق المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، على زيارة أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، إلى تركيا، مؤكدا أنها «تظهر وقوف الدوحة إلى جانب بلاده».

وقال المتحدث: «لا نرغب في قطع العلاقات مع أمريكا لكن من حقنا الرد على أي موقف سلبي ضدنا، ننتظر حل المشاكل العالقة بأسرع وقت ممكن، ولذلك يتوجب على الولايات المتحدة احترام عمل القضاء في تركيا».

وأعلنت الرئاسة التركية أن أمير قطر في زيارة عمل إلى تركيا يجرى خلالها مباحثات رسمية مع الرئيس رجب طيب أردوغان.

وكانت صحيفة «تقويم» التركية الموالية لـ«أردوغان»، قالت، في تقرير أمس الأول، إن حالة من الإحباط تسود المجتمع التركي حاليا بسبب «الصمت القطري» تجاه الأزمة التي تعصف بالاقتصاد التركي جراء قرار العقوبات الأمريكية ضد «أنقرة»، في الوقت الذي قالت الصحيفة إن تركيا وقفت مع «الدوحة» ضد دول الخليج.

وفقدت العملة التركية نحو 40% من قيمتها منذ بداية العام، وهو ما يرجع بشكل كبير إلى المخاوف المتعلقة بتأثير الرئيس التركي على الاقتصاد ودعواته المتكررة إلى خفض أسعار الفائدة في مواجهة ارتفاع التضخم، فضلا عن الخلاف مع الولايات المتحدة التي فرضت عقوبات اقتصادية على تركيا على خلفية احتجاز «أنقرة» القس الأمريكي أندرو برانسون بتهم تجسس وإرهاب.

وبالتزامن مع تحركات أمير قطر، قالت مصادر ليبية مطلعة، لـ«الوطن»، إن القيادى الإخواني البارز في ليبيا على الصلابي أطلق حملة لبيع الدينار الليبى مقابل الدولار وإرسال تلك الأموال إلى تركيا لدعم الليرة التي تواجه انهيارا تاريخيا.

وأضافت المصادر أن «تحرك الصلابي يأتي في إطار تنسيق بين التنظيمات الإخوانية أو التنظيمات القريبة منها في المنطقة لإنقاذ الليرة»، ولفتت المصادر إلى أن هناك احتمالات بأن يكون هناك وفد من جماعة الإخوان الليبية سافر إلى «إسطنبول» لإجراء اجتماع هناك بهذا الخصوص، وأن هناك مخاوف على الأموال الليبية الموجودة في تركيا أن يجري التحايل عليها وتحويلها من الدولار إلى الليرة.

يأتي هذا مع إعلان محكمة مدينة «إزمير» التركية، اليوم، رفضها طلب استئناف للإفراج عن «برانسون» من الإقامة الجبرية، مؤكدة أن «برانسون» سيبقى قيد الإقامة الجبرية، حسب ما أفاد التليفزيون الرسمي.

وقال مسئول في «البيت الأبيض»، بحسب ما نقلت وكالة أنباء «رويترز» مساء أمس الأول، إن الولايات المتحدة تحذر تركيا بأنها ستفرض عليها مزيدا من العقوبات الاقتصادية إذا رفضت إطلاق سراح القس «برانسون».

وأضاف: «ستظل الإدارة حازمة للغاية في هذا الشأن. الرئيس ملتزم 100% بإعادة القس برانسون إلى الوطن وإذا لم نشهد أي تحركات خلال بضعة أيام أو أسبوع فقد يتم اتخاذ المزيد من الإجراءات». وذكر المسؤول أن الإجراءات الإضافية قد تأتي في صورة عقوبات اقتصادية، وقال: «سوف يستمر الضغط إذا لم نحصل على نتائج».

وضاعف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرسوم الجمركية على واردات الألومنيوم والصلب التركية، الجمعة الماضي، بعد أيام من فرض «واشنطن» عقوبات على وزيري العدل والداخلية التركيين، بداعى عدم الإفراج عن القس «برانسون»، الذي توجه «أنقرة» اتهامات له بدعم محاولة الانقلاب العسكري التي وقعت في منتصف يوليو 2016 واعتقلته في نوفمبر من نفس العام.

تصريحات المسؤول الأمريكي أتت بعد تصريحات للمتحدثة باسم الخارجية الأمريكية سارة سنادرز قالت فيها إن «الرئيس ترامب مستاء جدا من عدم إطلاق سراح القس وباقي موظفي السفارة الأمريكيين، وأن واشنطن ستواصل مطالبة تركيا بفعل الأمر الصائب». إلا أن تركيا بالمقابل، أعلنت، اليوم، زيادة الرسوم الجمركية على عدد من المنتجات المستوردة من الولايات المتحدة، وأصبحت الرسوم المفروضة على عدد كبير من المنتجات مثل السيارات السياحية التي باتت رسوم استيرادها تبلغ 120%، وبعض المشروبات الكحولية والتبغ والأرز وبعض مساحيق التجميل. وكتب نائب الرئيس التركي فؤاد أوكتاي، في تغريدة أن «رسوم استيراد بعض المنتجات رفعت في إطار المعاملة بالمثل ردا على الهجمات المتعمدة للإدارة الأمريكية على اقتصادنا».


مواضيع متعلقة