«أردوغان» يستنجد بـ«تميم» للهروب من «دوامة» انهيار الليرة

كتب: محمد حسن عامر، ووكالات

«أردوغان» يستنجد بـ«تميم» للهروب من «دوامة» انهيار الليرة

«أردوغان» يستنجد بـ«تميم» للهروب من «دوامة» انهيار الليرة

ذكرت وكالة أنباء «الأناضول» التركية الرسمية أن الرئيس رجب طيب أردوغان أجرى اتصالاً هاتفياً بأمير قطر تميم بن حمد آل ثانى، ناقشا خلاله العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية، فضلاً عن تأكيد عزمهما على تعزيز العلاقات الثنائية فى كافة المجالات، واتفقا على استمرار التواصل الوثيق بينهما، وكانت «فاينانشيال تايمز» البريطانية نشرت أن الرئيس التركى سيلجأ إلى قطر لمواجهة أزمة اقتصاد بلاده.

وفقدت العملة التركية نحو 40% من قيمتها منذ بداية هذا العام، بسبب مخاوف متعلقة بتأثير الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، على الاقتصاد ودعواته المتكررة إلى خفض أسعار الفائدة فى مواجهة ارتفاع التضخم، بجانب الخلاف مع الولايات المتحدة، التى فرضت عقوبات اقتصادية على تركيا على خلفية احتجاز «أنقرة» القس الأمريكى أندرو برانسون بتهم تجسس وإرهاب.

من جانبهم قال رجال أعمال أتراك، اليوم، إن هناك حاجة ماسة لسياسة نقدية أكثر تشدداً لإعادة الليرة إلى وضعها الطبيعى، بعد وصولها إلى أدنى مستوى لها منذ 17 عاماً أمام الدولار، بحسب ما نقلت قناة «سكاى نيوز» اليوم.

وناشد رجال الأعمال الأتراك، فى بيان، المسئولين فى البلاد لإعداد خارطة طريق واضحة وصريحة لعلاج التضخم الاقتصادى، مشيرين إلى أنه يجب حل النزاع الأمريكى التركى من خلال الأعراف الدبلوماسية، فى إشارة منهم إلى الأزمة بين «واشنطن وأنقرة»، فيما قال «أردوغان»، اليوم، إن «تركيا ستقاطع المنتجات الإلكترونية الأمريكية وستصنع وتصدر منتجات بجودة أفضل من التى تستوردها بالعملات الأجنبية».

{long_qoute_1}

وقالت صحيفة «بيرجون» التركية إن تأثيرات أزمة الليرة بدأت تضرب المصانع والعمال، حيث قامت مصانع النسيج فى مدينة «غازى عنتاب»، جنوب تركيا، بتسريح جماعى للعمال أو منحهم إجبارياً إجازات بدون أجر، مشيرة إلى إقدام بعض المصانع على إغلاق بعض الأقسام.

وأكد بيان صادر عن ممثلية نقابة النساجين فى منطقة تشوكوروفا فصل المئات من العمال حتى الآن بمدينة «غازى عنتاب»، بحسب صحيفة «زمان»، لافتاً إلى أنه يبدو أن تركيا ستشهد المزيد من التسريح الجماعى للعمال عقب عيد الأضحى المبارك.

وضاعف الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الرسوم الجمركية على واردات الألومنيوم والصلب التركية، الجمعة الماضى، بعد أيام من فرض «واشنطن» عقوبات على وزيرَى العدل والداخلية التركيين، بداعى عدم الإفراج عن القس «برانسون»، الذى توجه «أنقرة» له اتهامات بدعم محاولة الانقلاب العسكرى التى وقعت فى منتصف يوليو 2016 واعتقلته فى نوفمبر من نفس العام.

من جانبه علق «كيفن هاسيت»، المستشار الاقتصادى لـ«البيت الأبيض»، مساء أمس، على أزمة الليرة التركية بقوله: «نراقب الوضع المالى فى تركيا عن كثب»، وقال، فى تصريح لتليفزيون «إم إس إن بى سى»، نقله راديو «سوا» الأمريكى، إن قرار ترامب الخاص بمضاعفة الرسوم الجمركية على الصلب التركى ليس سوى جزء ضئيل من الناتج المحلى الإجمالى لتركيا، مما يعنى أن تراجع العملة التركية مؤشر على أن العديد من العوامل الأساسية للاقتصاد لا تعمل على النحو الصحيح.

من جهة أخرى، ذكر «البيت الأبيض» أن مستشاره للأمن القومى جون بولتون التقى السفير التركى لدى الولايات المتحدة لبحث احتجاز «أنقرة» للقس الأمريكى أندرو برانسون، فيما أعلن وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو أن القائم بالأعمال الأمريكى فى «أنقرة» سيزور «برانسون» فى مكان إقامته الجبرية.

فى سياق آخر تزايدت الدعوات فى تركيا إلى إغلاق قاعدة «إنجرليك» التى يستخدمها حلف شمال الأطلسى (ناتو)، وهى القاعدة الرئيسية للحلف، على خلفية تزايد توتر الأجواء الدبلوماسية والاقتصادية بين «أنقرة» و«واشنطن». وأشارت وكالة أنباء «فرانس برس»، اليوم، إلى أن قراراً كهذا قد يكلف الأتراك غالياً.

وكشفت وثائق نشرتها وسائل إعلام أمريكية الأسبوع الماضى أن مجموعة من المحامين القريبين من الحكومة التركية قدموا مذكرة إلى محكمة «أضنة»، أقرب مدينة إلى قاعدة «إنجرليك»، للمطالبة باعتقال ضباط أمريكيين، لاتهامهم بالمشاركة فى محاولة الانقلاب، أبرزهم قائد القوات الأمريكية فى الشرق الأوسط الجنرال جوزف فوتيل.

من جانبه قال المحلل السياسى التركى محمد عبدالله أوغلو، لـ«الوطن»، إن «الرئيس التركى لا يستطيع إغلاق قاعدة إنجرليك، وسيخسر كثيراً إذا اتخذ قراراً كهذا، وسيخسر حلف الناتو بكل دوله»، مضيفاً: «لا أتصور أن أنقرة باستطاعتها الابتعاد عن واشنطن، فى مرات كثيرة حدثت الخلافات ولكن تم حلها، لأن البلدين فى حاجة إلى بعضهما».


مواضيع متعلقة