بعد وصفه انهيار الليرة بـ«المؤامرة»: «أردوغان» يبدأ حملة اعتقالات.. والبنك المركزى يتدخل

كتب: محمد حسن عامر، ووكالات

بعد وصفه انهيار الليرة بـ«المؤامرة»: «أردوغان» يبدأ حملة اعتقالات.. والبنك المركزى يتدخل

بعد وصفه انهيار الليرة بـ«المؤامرة»: «أردوغان» يبدأ حملة اعتقالات.. والبنك المركزى يتدخل

تواصل أزمة انهيار الليرة التركية أمام الدولار تداعياتها، فبعد ساعات من حديث الرئيس التركى رجب طيب أردوغان عن ما وصفه بـ«مؤامرة سياسية» ضد بلاده، أعلن مكتب المدعى العام فى «إسطنبول» بدء تحقيق مع أشخاص يشتبه فى تورطهم بأعمال تهدد الأمن والاقتصاد التركى، بالتزامن مع تدخل من البنك المركزى لإنقاذ العملة الوطنية. وزعم مكتب المدعى العام التركى، فى بيان نقلته وكالة أنباء «رويترز»، أن هجوماً اقتصادياً يستهدف البلاد، وتعهد المدعى العام باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق جميع وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية وحسابات مواقع التواصل الاجتماعى التى يراها تخدم الغرض من هذا الهجوم، وتسجل فيه الليرة التركية أدنى مستوى لها أمام الدولار منذ عام 2001، فى أحدث حلقة من مسلسل انهيار العملة، الذى يعزوه خبراء بشكل رئيسى إلى سياسات الرئيس التركى، وتفجر مع إجراءات عقابية اتخذها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على خلفية احتجاز «أنقرة» القس الأمريكى أندرو برانسون بتهم إرهاب وتجسس فى نوفمبر 2016 بعد نحو 4 أشهر من الانقلاب العسكرى الفاشل. وسجلت العملة التركية 7.24 ليرة للدولار الواحد، وفق «رويترز»، نتيجة مخاوف المستثمرين المتعلقة بمحاولة «أردوغان» التدخل فى الشأن الاقتصادى، وتفاقم الأزمة بين «أنقرة وواشنطن». وفى مساعٍ لإنقاذ الليرة، اتخذ البنك المركزى التركى، أمس، حزمة إجراءات شملت تخفيض نسب متطلبات احتياطى الليرة 250 نقطة أساس لجميع فترات الاستحقاق، واعتماد استخدام اليورو كعملة لمقابلة احتياطات الليرة إلى جانب الدولار. وتراهن السلطات التركية على الإجراءات الجديدة لأجل تحقيق انتعاش طفيف فى الليرة أمام الدولار، وسط استياء واسع فى الشارع من الانهيار المتواصل. وذكر البنك المركزى فى بيان أنه «سيراقب عن كثب عمل الأسواق وتطور الأسعار، وسيتخذ كل التدابير الضرورية لضمان الاستقرار المالى عند الحاجة». وتعهد البيان بتوفير السيولة التى تحتاجها البنوك وأكد أنه سيراقب الأسعار عن كثب لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للحفاظ على الاستقرار. وكان وزير المالية التركى برات البيرق أعلن أن بلاده أعدت خطة عمل وستبدأ مؤسساتها فى اتخاذ الإجراءات الضرورية، لتهدئة مخاوف الأسواق المالية، بعد هبوط الليرة الكبير.

«أردوغان يحارب فى معركة خاسرة مع ترامب»، هذا ما كتبته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أمس، فى تقرير لها حول إجراءات الرئيس التركى لمواجهة انخفاض الليرة، وسط استياء من الرئيس الأمريكى، لتعامل «أنقرة» مع القس «برانسون» كرهينة تريد الإفراج عنه مقابل الإفراج عن المصرفى التركى المسجون فى أمريكا هاكان أتيلا.

{long_qoute_1}

«ربما يلجأ الرئيس التركى إلى قطر لدعم اقتصاد بلاده»، هذا ما كشفته صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، فى تقرير أمس، كأحد البدائل أمام «أردوغان»، حيث قالت الصحيفة إنه «على الرغم من تمسك أردوغان بموقفه فى ظل الهبوط الحاد الذى تشهده الليرة التركية أمام الدولار، إلا أنه سيرضخ للمطالب الأمريكية فى نهاية المطاف وسيضطر للإفراج عن القس الأمريكى»، موضحة أن أسباب ذلك تعود إلى أن «الاقتصاد التركى لن يتحمل العقوبات الاقتصادية التى فرضها ترامب الأسبوع الماضى، والتى ستؤدى إلى خروج المستثمرين الأجانب من السوق التركية». وتابعت الصحيفة: «سيلجأ أردوغان إلى حليفه الرئيسى فى المنطقة، وهى إمارة قطر، للبحث عن دعم اقتصادى فى تلك الأزمة، بل إنه سيضطر إلى تخفيف حدة العلاقات مع دول حلف شمال الأطلسى (الناتو)، الذى يعتبر ذا أهمية استراتيجية للغرب».


مواضيع متعلقة