بطرس الأكبر.. إمبراطور روسي "تدخل في شؤون أوكرانيا" بعد وفاته بـ3 قرون

كتب: ماريان سعيد

بطرس الأكبر.. إمبراطور روسي "تدخل في شؤون أوكرانيا" بعد وفاته بـ3 قرون

بطرس الأكبر.. إمبراطور روسي "تدخل في شؤون أوكرانيا" بعد وفاته بـ3 قرون

سلمت ألمانيا فرمانًا صادرًا عن الإمبراطور الروسي بطرس الأكبر لأوكرانيا، ينص على "إلحاق مطرانية كييف ببطريركية موسكو"، الأمر الذي اعتبره فرانتس كلينتسيفيتش عضو لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي، تدخلا سافرا في الشؤون السياسة الداخلية لأوكرانيا.

والفرمان الذي أثار الجدل بعد قرون من كتابته يعود لعصر بطرس الأول الذي حكم روسيا في عام 1682، المولود في الكرملين عام 1672 وهو ابن القيصر الروسي  آلكسي ميخايلوفيتش.

ويعد بطرس الأكبر أحد أعظم حكام روسيا على مدار تاريخها، لما له من دور في الإصلاحات في الإدارة والمالية والصناعة والمجتمع، كما أسس جيشا حديثا، وبنى إسطولا بحريا عظيما لروسيا، فضلا عن انتهاجه سياسة ثقافية جديدة للدولة حيث عمل على تغيير أذواق الروس وتعريفهم بالتراث الثقافي الأوروبي.

وكانت سياسة بطرس الأكبر تجاه الكنيسة تختلف عما سبقه من حكام، بعدما ألغى "البطريركية" جاعلا الكنيسة الروسية الأرثوذكسية إحدى مؤسسات الدولة يدير شؤونها مجلس مكون من مراتب دينية عليا، وهو الأمر الذي لاقى العديد من الآراء الرافضة آنذاك.

وعلى الصعيد العسكري أدت الانتصارات المحققة على القوات التركية والسويدية، في عصره إلى توسع حدود الدولة الروسية وتوطيد مواقع روسيا في المحافل الدولية، كما أبعد البطريركية وأخضعها لسلطة الدولة المركزية، وبعد انتصاره على القوات السويدية أعلن عن قيام الإمبراطورية الروسية.

وانتهج بطرس الأكبر سياسة ثقافية جديدة للدولة، وأراد تغيير أذواق الشعب الروسي كما أراد تعريفهم بالتراث الثقافي الأوروبي، فأرسل الطلبة الروس إلى الجامعات الأوربية للدراسة، فكان من قادة الانفتاح على الغرب وأوروبا، الأمر الذي مكن روسيا من أن تصبح إحدى أقوى الدول الأوروبية.

وأسس بطرس الأكبر مدينة سانت بطرسبورج، وسميت بهذا الاسم تكريمًا لبطرس الرسول حامي المدينة، وأصبحت هذه المدينة عاصمةً لروسيا على مدى أكثر من قرنين من تاريخها، وتوفي بطرس الاكبر في مدينة سانت بطرسبورج عام 1725.

ورغم أن الفرمان يعود لعام 1708 إلا أن بتسليمه لكييف؛ كتب البرلماني الروسي عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "تسليم فرمان الإمبراطور الروسي لدولة أخرى يبدو في الحالات العادية تصرفًا عديم اللباقة، ولكن في هذه الحالة يعد أيضًا تدخلا مباشرًا في الشؤون الداخلية لأوكرانيا".


مواضيع متعلقة