بعد الجولة الأولى.. رئاسة أوكرانيا بين ممثل كوميدي و"ملك الشيكولاتة"

01:37 ص | الاثنين 01 أبريل 2019

بعد خمس سنوات من الإطاحة بالرئيس الأوكراني فيكتور يانكوفيتش، من منصبه في فبراير 2014، أصبح مصير أوكرانيا معلقًا بين الرئيس الحالي بيترو بوروشينكو، الملقب بـ"ملك الشيكولاتة"، والممثل الكوميدي المشهور في البلاد فلاديمير زيلينسكي، بعدما أظهرت المؤشرات الأولية التي شهدتها البلاد، أمس الأحد، تقدم المرشحين ووصولهما إلى الجولة الثانية.

بيترو بوروشينكو، الذي فاز في أول انتخابات رئاسية في أوكرانيا عام 2014، عقب الإطاحة بيانكوفيتش، أحد أغنى عشرة أشخاص في البلد الذي يفصل روسيا عن شرق أوروبا، وهو من أصحاب الثروات الذي قدم دعمه للتظاهرات المؤيدة لأوروبا في أوكرانيا منذ خمسة أعوام، وكان وزيرا للاقتصاد في حكومة الرئيس يانوكوفيتش، ووزيرا للخارجية، ورئيسا للبنك المركزي في عهد فيكتور يوتشينكو الموالي للغرب.

ومن خلال توزيع الشوكولاتة، التي تنتجها مصانعه وشركاته، وتوجيه الانتقادات إلى الفساد في أوكرانيا، أصبح "بوروشنكو" أحد ركائز التظاهرات في ساحة الميدان، وبعد إعلان ترشحه في الانتخابات عام 2014، قال إن "الزمن الذي كان فيه رجال السياسة يكذبون على الشعب ولى".

بدأ "بوروشنكو" الذي ينحدر من بلجراد في الجنوب ببيع حبوب الكاكاو، ثم اشترى عددا من مصانع السكاكر التي ضمها بعد ذلك في مصنع "روشن" العملاق في أوروبا الشرقية، والذي ينتج سنويا 450 ألف طن من الشوكولاتة، كما يفيد موقعه على شبكة الإنترنت.

ويمتلك أيضا شركة لصنع السيارات والحافلات، وأخرى لبناء السفن، وشبكة قناة 5 التلفزيونية التي كانت في طليعة الشبكات المؤيدة للاحتجاجات على فيكتور يانكوفيتش، وقدرت مجلة فوربس ثروته في عام 2014، بـ 1,3 مليار دولار، تأثرت خلال الأزمة مع روسيا التي منعت استيراد شوكولاتة "روشن" الشعبية، في خضم التفاوض بين أوكرانيا والاتحاد الاوروبي الذي يعد من أبرز مؤيديه.

ودخل "بوروشنكو" المعترك السياسي في عام 1998، وشارك عام 2000 في تأسيس حزب المناطق الذي كان يترأسه فيكتور يانوكوفيتش، إلا أنه انضم بعد سنتين إلى فريق يوتشينكو المعارض، وبطل الثورة البرتقالية في 2004 التي قام فيها بدور كبير، وفي تحول جديد حصل في عام 2012، عيّنه يانكوفيتش وزيرا للاقتصاد، ثم انتخب في السنة نفسها، نائبًا في البرلمان بصفته مرشحا مستقلا.

منافس بوروشنكو، فلاديمير زيلينسكي، الممثل الكوميدي المعروف والاسم المألوف في أوكرانيا، والذي يبدو مرشحا مفضلا لنحو 15 بالمئة من الناخبين الناشطين، بحسب استطلاعات الرأي التي أجريت في شهر فبراير الماضي.

ولد فلاديمير ألكسندروفيتش زيلنسكي في 25 يناير 1978 في مدينة كريفوي روج، والده معلم وأمه ربة منزل، وعاشت عائلته زيلينسكي لبعض الوقت في منغوليا، وكان فلاديمير يجيد المنغولية بطلاقة، ودرس بعد عودته لبلادة في مدرسة تعلم اللغة الإنجليزية، وشارك في العروض المسرحية وكان يعزف على الجيتار في المدرسة.

بدأ نشاطه السياسي في ديسمبر 2017 حيث أعلن عن تسجيل حزب جديد في أوكرانيا باسم "خادم الشعب"، وأكد حينها أنه "ليس مشروعًا سياسيًا حتى الآن، ولكن نقطة قانونية"، وأعلن ترشحه للرئاسة في شهر يناير الماضي.

"زيلينيسكي" أثار الروس في عام 2016، حيث اندلعت احتجاجات بموسكو في شهر فبراير، ضد أحد الأفلام التي قام ببطولتها مرشح الرئاسة الأوكرانية، والذي وصفه القوميون الروس المتشددون بالمعادي لروسيا.

أثار ذلك غضب حركة "التحرير الوطني" فلاديمير زيلينسكي الذي لعب الدور الرئيسي في الفيلم يدعم بلاده في صراعها مع روسيا ويرفض احتلال روسيا باستمرار لشبه جزيرة القرم الأوكرانية، والدور الروسي في الصراع الذي تشهده منطقة الدونباس.