بريد الوطن| العذاب الأليم فى عيد اليتيم

بريد الوطن| العذاب الأليم فى عيد اليتيم
عذبتنى نار اليتم على لهيبها فى سن مبكرة، وأتفهم جيداً مشاعر الأيتام فى هذه السن، وكيف كنت أعانى وأتمزق من نظرات وكلمات الشفقة التى رغم رقتها ومحاولة قائلها مداراة شفقته، إلا أنها كانت على قلبى أقسى من طعنات السيوف ووخزات الخناجر، جراحها لم تمت وإن كانت غافية ولكن يأتى ما يسمونه عيد اليتيم ليوقظها من جديد كل عام، وعلى ما أعتقد أن حالى لسان حال من كواهم اليتم بناره خاصة فى سن صغيرة، فلا أحد يتخيل أن اليتيم يكون سعيداً وهو يشعر بأن المجتمع يشير إليه فى هذا اليوم وكأنه عامل عاملة، متعمداً أن يذكره بيتمه الذى يريد أن يهرب منه أو يتناساه، لكن المجتمع يساهم بقصد أو دون فى جرح، لا.. «جرح» كلمة بسيطة تعجز عن وصف مأساته، لكن عن ذبح مشاعره، نعم إنه عيد حقاً، لكن لمن يتربحون من وراء اليتيم ويتخذون منه «سبوبة» و«نحتاية»، فهو لهم عيد كبير يكون فيه اليتيم هو أضحيتهم، فيتم ذبح مشاعره علناً بمنتهى البرود، ويتم تفريقها على أصحاب دور الرعاية وبعض النجوم العاشقين للفشخرة والظهور، ساعدوا اليتيم معنوياً ونفسياً قبل مادياً، فهو يحتاج حضنكم قبل أموالكم، ساعدوه دون صخب وأعياد واستغلال له من دور الرعايا والنجوم، فملعونة الأموال والنجومية التى تجنونها على حساب مشاعر إنسان، فما بالكم إن كان يتيماً.
مصطفى سيد عبدالسلام - الدلاتون - منوفية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com