رئيس "بحوث الصحراء": الساحل الشمالي الغربي يشهد أكبر معدل سقوط أمطار

كتب: محمد أبو عمرة

رئيس "بحوث الصحراء": الساحل الشمالي الغربي يشهد أكبر معدل سقوط أمطار

رئيس "بحوث الصحراء": الساحل الشمالي الغربي يشهد أكبر معدل سقوط أمطار

قال الدكتور نعيم مصلحي رئيس مركز بحوث الصحراء، إنّ منطقة الساحل الشمالي الغربي تعتمد على الزراعة المطرية بشكل كلي، عن طريق حصاد مياه الأمطار بجميع الوسائل الممكنة، لتوفير احتياجات النباتات النامية من المياه.

وأوضح رئيس مركز بحوث الصحراء، أنّ هذه المنطقة بصفة عامة تتصف بموارد طبيعية محدودة، فمعدلات الأمطار منخفضة وشديدة التباين، إلا في بعض المواسم التي تتزايد بها معدلات سقوط الأمطار، وقصر الفترات بين الأيام المطيرة كما حدث في موسم 2015/2016 والموسم الحالي 2018/2019، وكنتيجة لزيادة معدلات سقوط الأمطار تزداد الرقعة الزراعية من القمح والشعير وتزدهر وتنمو المراعي الطبيعية في منطقة الساحل الشمالي الغربي، بما يوفر مرعى لأغنام البرقي والماعز والإبل، وتزداد إنتاجية التين والزيتون اللذان يعتبرا بمثابة المورد الاقتصادي الدائم لكثير من سكان المنطقة.

على جانب آخر، تحدّث المهندس محمود الأمير مدير مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح، عن معرفة تأثير زيادة معدلات سقوط الأمطار على زيادة المساحة المنزرعة من القمح والشعير في منطقة الساحل الشمالي الغربي، تم الاعتماد على بيانات سقوط الأمطار من محطة أرصاد مطروح لموسمي 2017/2018 و2018/2019، فضلا عن وحدة قياس كمية الأمطار بمركز البحوث التطبيقية بمركز التنمية المستدامة لموارد مطروح التابع مركز بحوث الصحراء.

وأشار مدير مركز التنمية المستدامة لموارد مطروح، إلى مقارنة معدلات سقوط الأمطار بين الموسمين المطريين 2017/2018 و2018/2019، والتي تشير إلى بدء موسم الأمطار في 2017/2018 في 3/11/2017 بمعدل سقوط 9.75 مم، وانتهي الموسم في 17/2/2018 بمعل سقوط 3.00 مم، بينما موسم 2018/2019 بدأ في 9/11/2018 بمعدل 2.00 مم وانتهي في 31/3/2018 بمعدل سقوط 7 مم، ومتوقع سقوط أمطار أخرى في هذا الموسم.

وتابع الأمير، أنّ عدد الأيام المطرية في موسم 2017/2018 كانت 15 يوماـ بينما في موسم 2018/2019 كانت 33 يوما، والفترة بين الأيام المطيرة واسعة في موسم 2017/2018 بينما في موسم 2018/2019 كانت متقاربة.

وأوضح الدكتور عبدالصمد عبدالستار مدير وحدة النظم الجغرافية بمركز التنمية المستدامة لموارد مطروح، أنّ معدل سقوط مياه الأمطار وصل في موسم 2017/2018 (مقاسة كارتفاع) إلى 79مم/سنة، بينما في موسم 2018/2019 وصل إلى 155.8 مم/سنة، وأظهرت وحدة قياس معدل سقوط الأمطار بمركز البحوث التطبيقية، أنّ معدل سقوط الأمطار في الموسم الحالي وصل إلى 173.93 مم/سنة.

ولفت مدير وحدة النظم الجغرافية، إلى أنّ معرفة تأثير الزيادة الملحوظة للمعدل الكلي لسقوط الأمطار وقصر الفترة بين الأيام المطيرة بموسم 2018/2019 مقارنة بموسم 2017/2018، تم تحميل صور القمر الصناعي الأوروبي (سنتنال 2 أ Sentinel 2 A) التي تغطي المنطقة من فوكه شرقا حتى السلوم غربا خلال شهر مارس 2018 ومارس 2019، أي تقريبا نهاية الموسم لتحديد الغطاء النباتي لهذه المنطقة في الموسمين السابق ذكرهما.

وتابع عبدالستار: "أجرينا التراكيب اللونية للحزم الضوئية المكونة لهذه الصور، خاصة التركيبة اللونية الكاذبة "حزمة الأشعة القريبة من الحمراء، حزمة الأشعة الحمراء، وحزمة الاشعة الزرقاء"، لما لهذه التركيبة من خاصية ممتازة في إظهار الغطاء النباتي باللون الأحمر وتميزه عن الأنواع الأخرى من الأغطية الأرضية، وكذلك تم إجراء دليل تباين الغطاء النباتي NDVI لتحديد مناطق المراعي ومناطق زرعة الشعير والقمح والمناطق الصخرية والمسطحات المائية، وتبيّن زيادة مساحة الغطاء النباتي في موسم 2018/2019 مقارنة بمساحته موسم 2017/2018، إذ تظهر تركيبة الألوان الكاذبة اتساع الرقعة الحمراء اللون في موسم 2018/2019 عن 2017/2018.

وأوضح مدير وحدة النظم الجغرافية، أنّ مساحة الرقعة الحمراء في موسم 2018/2019 تتباين من منطقة لأخرى، إذ وجد أنّ المنطقة غرب مدينة مرسى مطروح حتى سيدي براني، تتميز بزيادة مساحة الغطاء النباتي عن كل من منطقة شرق مدينة مرسي مطروح حتى فوكه شرقا ومنطقة غرب سيدي براني إلى السلوم غربا.

وأكد عبدالستار، أنّه يمكن تمييز مناطق زراعة القمح والشعير عن غيرها من الزراعات الأخرى، والمراعي بنمط الزراعة، إذ أنّ مناطق زراعة القمح والشعير ذات حدود مميزة نتيجة عمليات الحرث للمناطق المزروعة، وأرضها ذا طبوغرافيا مستوية وشبه مستوية وبعيده عن أراضي المجاري المائية، بينما مناطق المراعي الطبيعية لا تتسم بوجود حدود مميزة ولكنها منتشرة، فضلا عن موقعها المميز، إذ تحتل المنطقة الجنوبية ذات القطاع الأرضي الضحل ووجود الغطاء الصخري والحجري في معظم أراضيها، وللتأكد من صحة المعلومات المشتقة من صور الاقمار الصناعية تم عمل زيارة ميدانية للتعرف على نوعية الغطاء الأرضي وتسجيل البيانات على جهاز GPS، وتبيّن أنّ دقة استخلاص البيانات تتراوح من 85% إلى 90%.

وقال مدير وحدة النظم الجغرافية، إنّه باستخدام دليل تباين الغطاء النباتي NDVI تبيّن أنّ المساحة المنزرعة بالشعير والقمح في منطقة الساحل الشمالي الغربي تصل إلى 200 ألف فدان تزيد قليل أو تنقص قليلا، ويعتقد أنّ مساحة الشعير تغطي المساحة الأكبر من المساحة المحددة.


مواضيع متعلقة