رئيس لجنة «الآفات الزراعية»: الزراعة تخسر ثلث الإنتاج بدون «مبيدات»

كتب: أجرى الحوار: محمد أبوعمرة

رئيس لجنة «الآفات الزراعية»: الزراعة تخسر ثلث الإنتاج بدون «مبيدات»

رئيس لجنة «الآفات الزراعية»: الزراعة تخسر ثلث الإنتاج بدون «مبيدات»

قال الدكتور محمد عبدالمجيد، رئيس لجنة مبيدات الآفات الزراعية: «إن وزارة الزراعة من خلال لجنة مبيدات الآفات الزراعية تسعى إلى إنشاء قاعدة زراعية متطورة ومتقدمة يتم فيها تطبيق منظومة القواعد الرقمية وقواعد البيانات الشاملة لجميع المزارعين فى مصر»، وأوضح فى حواره لـ«الوطن» أن اللجنة تعمل على تأهيل مطبقى المبيدات على الوسائل الحديثة لمكافحة المبيدات، من خلال تحول الإرشاد الزراعى التقليدى إلى إرشاد زراعى إلكترونى، وهو ما يحقق الإدارة المستدامة لمكافحة الآفات الزراعية وسرعة توفير المعلومات وإتاحتها ودقتها فى مدة زمنية محدودة وتكاليف أقل.

هل لدى اللجنة استراتيجية لاستخدام التكنولوجيا الحديثة فى الزراعة؟

- تسعى الوزارة من خلال لجنة مبيدات الآفات الزراعية إلى إنشاء قاعدة زراعية متطورة ومتقدمة، يتم فيها تطبيق منظومة القواعد الرقمية وقواعد البيانات الشاملة لجميع المزارعين فى مصر، وكذا لجميع المساحات والأراضى الزراعية وأنواع المحاصيل الزراعية، وتأمين الحماية الآلية والإلكترونية والمميكنة لكل مقومات المنظومة الرقمية، والعمل على بناء كارت الفلاح الذكى، والسعى نحو إعادة بناء وهيكلة جميع إدارات الإرشاد الزراعى، كما أن تأهيل وتفعيل مهام المهندس والمرشد الزراعى وفقاً للمتطلبات العصرية أصبح ضرورة ملحة، وهو ما نعمل عليه فى الوقت الحالى.

د. محمد عبدالمجيد لـ"الوطن": الدليل الإرشادى يحقق جودة وسلامة المحاصيل

هل هناك توصيات فنية تقدمها اللجنة لتعريف المزارعين بطرق المكافحة الحديثة؟

- تعمل اللجنة على إتاحة التوصيات المعتمدة لمكافحة الآفات الزراعية لدى المزارعين، من خلال إصدارات سنوية تضم كافة المعلومات الخاصة بالمبيدات الموصى باستخدامها ومعدلات وتوقيتات الاستخدام وفترات ما قبل الحصاد والحدود القصوى للقيم المسموح بوجودها على المنتج الغذائى، وهذه الإصدارات بجانب البرامج التدريبية لكل أطراف منظومة المبيدات، وكذا تأهيل مطبقى المبيدات الذين بلغ عددهم ما يقرب من 7 آلاف مطبق، وكل هذه الوسائل من خلال تحول الإرشاد الزراعى التقليدى إلى إرشاد زراعى إلكترونى سوف يحقق الإدارة المستدامة لمكافحة الآفات الزراعية، إضافة إلى أن الإرشاد الزراعى عبر الإنترنت يعمل على سرعة توفير المعلومات وإتاحتها ودقتها فى مدة زمنية محدودة وتكاليف أقل.

وما الفرق بين الإرشاد الزراعى الإلكترونى والتقليدى؟

- الطرق الإرشادية الإلكترونية تعتمد على تطبيق وتوظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة لتصل بسهولة ويسر إلى المناطق الريفية النائية، فالاستخدام الإرشادى الموجه للمزارع عبر شبكة الإنترنت يحقق تأثيراً مباشراً على الإنتاج الزراعى، من خلال توفير المعلومات الصحيحة فى الوقت المناسب، وقد لا تستطيع طرق الإرشاد التقليدية تحقيق ذلك.

دربنا 7 آلاف مطبق مبيدات على الاستخدام الأمثل لها.. وعمليات التهريب تراجعت بنسبة 50%

وما الهدف من دليل مبيدات الآفات الزراعية على أجهزة التليفون المحمول؟

- يأتى الدليل بهدف تحقيق جودة وسلامة المنتج الغذائى وبناء نظم وبرامج علمية تطبيقية تتسم بالتكامل والقدرة على التعامل مع كافة متغيرات النظام البيئى، والتطبيق يرتكز على الاستفادة القصوى من كافة الوسائل الطبيعية والحيوية المتاحة وترشيد استخدام المكافحة الكيميائية، من خلال منظور بيئى واقتصادى واجتماعى، مع الأخذ فى الاعتبار ضرورة حسن اختيار المبيد والجرعة الموصى باستخدامها والتوقيت الأمثل للتطبيق، حفاظاً على صحة الإنسان المصرى وسلامة البيئة وزيادة القدرة التنافسية لتصدير منتجات زراعية نظيفة، وذلك من خلال الالتزام بالحدود القصوى المسموح بها عالمياً لمتبقيات المبيدات الكيميائية على المنتجات الزراعية.

وهل يمكن الاستغناء عن المبيدات نهائياً فى الزراعة؟

- يستهلك القطاع الزراعى 85% من إجمالى الاستهلاك الكلى من مبيدات الآفات، ودون استخدامها قد تصل خسائر الإنتاج الزراعى إلى ما يزيد على ثلث الإنتاج العالمى من المحاصيل الزراعية والمنتجات الغذائية، ويبلغ إجمالى قيمة المبيدات فى التجارة العالمية 62.5 مليار دولار، ومن المنتظر أن تزداد لتصل إلى 95 مليار دولار بحلول عام 2025، ومبيدات الآفات من أوضح صور الإبداع والابتكار الإنسانى، وتغطى عدة أوجه للملكية الفكرية فى جميع مراحل إنتاجها، بدءاً من إعداد الدراسات وتجميع المعلومات والبيانات وحتى عمليات تصنيع وإنتاج المادة الفعالة والمواد المساعدة الأخرى وحتى إنتاج المستحضر التجارى، وأحياناً بصورة مختلفة عبارة عن مساحيق، وبصور متعددة لتحقيق أقصى فاعلية، وأقل أضرار بيئية وانتقالاً لتصميم البطاقة الاستدلالية والعلامة التجارية.

ما خطوات تصنيع مبيد زراعى؟

- تبلغ تكلفة ابتكار واختراع المادة الفعالة لمبيد جديد ما يزيد على 300 مليون يورو، وهناك جهد علمى وتقنى هائل فى البحث والتطوير والاختبار والتقييم يصل إلى 10 سنوات، ومن أجل التصريح بتداول مبيد جديد، يجب عمل ملف تسجيل كامل بالمواصفات والمكونات والتأثيرات والسمية والسلامة والفاعلية، وملف تسجيل المبيد هو استثمار بملايين الدولارات وتتم حماية ملف التسجيل لمدة 10 سنوات فى أوروبا وأمريكا، بحيث لا يستطيع أى منتج آخر استخدامه لتحقيق مكاسب تجارية.

ما المدة التى تحتاجها الشركات لتسجيل أى مركب جديد؟

- تحتاج أى شركة لفترة تصل لعامين لتسجيل أى مركب علمى لطرحه كمنتج تجارى فى الأسواق المصرية، وهى الفترة التى تتم فيها كافة الاختبارات المعملية والتقييم الحقلى لهذا المركب.

ما كمية المبيدات المغشوشة فى الأسواق؟

- تراجعت عمليات تهريب المبيدات فى الوقت الحالى بنسبة 50%، بعد تدمير الأنفاق الموجودة فى الجانب الشرقى من البلاد، ومواجهة تلك الظاهرة تقع على عاتق الجميع، فعلى المزارع عدم شراء هذه المبيدات المهربة لأنها قد تؤدى لتدمير المحصول، أو التسبب فى مشاكل بالتربة، وفيما يخص مواجهة الظاهرة فهناك تعاون على أعلى مستوى فيما بين جميع الجهات الحكومية لمواجهة هذه الظاهرة.

كم عدد المركبات المسجلة لدى لجنة المبيدات والمتداولة فى الأسواق؟

- سجلت الشركات العاملة فى السوق المصرية 1150 مركباً تجارياً، تم طرحها وهو عدد كبير، إلا أن هذه المركبات تضمن التنوع أمام المزارعين والتنافس فيما بين الشركات العاملة.

كيف تتم توعية الفلاحين بكيفية استخدام المبيدات ومواجهة ظاهرة غش المبيدات؟

- نقوم بتدريب شباب الخريجين من أجل تطبيق مفهوم الاستخدام المسئول للمبيدات، وذلك بتدريب 50 ألف شاب على مستوى الجمهورية، ويهدف البرنامج إلى تنفيذ برنامج الاستخدام الآمن للمبيدات، وتطبيقه فى المزارع والحقول بمختلف المحافظات، من أجل القضاء على الرش العشوائى.


مواضيع متعلقة