"تليجراف": ليبيا باتت بلدا يستغله المتطرفون بسبب التدخلات الغربية

12:38 م | الأحد 07 أبريل 2019

وصفت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية، اليوم، التدخلات الغربية في ليبيا بأنها فشلت في مهمتها وأصبحت سبباً في الأوضاع الحالية في ليبيا، وقالت في تقرير، إن "ليبيا الآن في فوضى عارمة، وأصبحت مكاناً اقتصادياً وسياسياً يستغله المتطرفون، كما أن المعركة التي انطلقت قبل يومين من أجل السيطرة على العاصمة الليبية "طرابلس"، تزيد المشهد غموضا. وأرجعت "ذا تليجراف" في ما تشهده ليبيا حالياً، إلى فشل التدخلات الغربية في ليبيا.

وأضافت الصحيفة: "الأوروبيون كانوا حريصين على المساعدة في إسقاط نظام معمر القذافي، الديكتاتور المتعطش للدماء والذي واجه ثورة شعبية حقيقية، ومن ناحية أخرى، لم يرغب الأوربيون في الالتزام باعادة إعمار ليبيا على غرار ما فعلوا في العراق"، على الرغم من خسائر ليبيا الهائلة في المال والأرواح، كما أشار الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في مقابلة أجراها عام 2016، قائلاً إن: "ما فعله الغرب في ليبيا كان ثورة رخيصة، حيث تكلفت حملتها العسكرية ما يقرب من مليار دولار ولم يكن بها سوى عدد قليل من الضحايا".

وأشارت إلى أن: "المخابرات الغربية قد فشلت في فهم مدى انقسام القبائل الليبية، واتهم أوباما فرنسا وبريطانيا بالفشل في الاستثمار في إعادة إعمار ليبيا، وصرح أوباما بأنه لا توجد طريقة يجب أن يلتزم بها الغرب من أجل إدارة منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وقد حافظ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل أساسي على نفس السياسة، حيث كانت واشنطن غير مهتمة بليبيا حتى هذه اللحظة، لكن هناك تقارير تشير إلى أنها قد تمارس ضغوطاً على الجنرال الليبي خليفة حفتر، في الفترة المقبلة".

وأوضحت الصحيفة البريطانية: "لا يوجد أي معنى للتدخل في شؤون ليبيا إذا لم يكن هناك التزام بمتابعة تطوراتها، على العكس من ذلك، فإن عدم الاستقرار في ليبيا يزيد من مشاكل أوروبا بسبب أزمة اللاجئين، وفي المستقبل، يجب أن تكون هناك خطة طويلة الأمد ويجب على السياسيين أن يكونوا صادقين بشأن ما يحتمل أن تنطوي عليه نتائج هذه الخطة، إن كون الغرب لم يدرس هذه التحديات منذ عام 2003، يُهد أمراً محبطاً، وتذكر بحاجة الغرب إلى النضج والحنكة السياسية الحقيقية في الحياة السياسية".