بريد الوطن| مفاهيم مغلوطة بين الإرشاد وسوء الأدب

كتب: بريد الوطن

بريد الوطن| مفاهيم مغلوطة بين الإرشاد وسوء الأدب

بريد الوطن| مفاهيم مغلوطة بين الإرشاد وسوء الأدب

لقد خلق الله بداخلنا جميعاً فطرة طبيعية تميل إلى الإحسان للآخر، وهذا الأمر يتم بطريقتين؛ الأولى تُسمى المساعدات الفعلية، أما الثانية فتُسمى بالدعم النفسى، ودعم الآخرين يحتاج إلى فن وتأهيل أولاً ويجب أن نُدركه جيداً قبل أن نمارسه، فلسان الإنسان يميل بطريقة لا شعورية إلى عرض جميع المعلومات المخزنة فى الذاكرة لكى ينتهى من الحديث، إلا إذا تم ترويضه بزيادة الوعى والاستبصار ليُقدم حينها للآخر ما هو فى احتياج إليه بالفعل فقط.

إذا كنت شخصاً يُحب مساعدة الآخرين بتقديم الموعظة والنصيحة، وقد قمت بقراءة وجمع الكثير من المعلومات والأبحاث والإحصائيات من مصادر موثوقة، فهذا جيد فى حد ذاته، ولكن لا يعنى ذلك فقط أنك مرشد مؤهل لتقديم النصيحة.

هناك مفهوم مغلوط يخلط بين الوعظ وسوء الخُلُق، فامتلاك المعلومة هو أمر قد يتمتع به الواعظ والشخص غير المؤهل أيضاً، ولكن الفرق بينهما هو أن الشخص غير المؤهل أشبه بالمهرج فى الفلكلور الشعبى الذى يسعى لتقديم المزيد من النصائح والمعلومات هنا وهناك دون إنصات جيد للآخرين، فهو غير مبالٍ بمشاعرهم، فتقديم المواعظ دون الإحساس بالآخر يعد من سوء الأدب حتى وإن كانت المعلومة صحيحة، فقد لا يحتاج الآخر لنصائحك العبقرية ولكن احتياجه الفعلى لآذان تُصغى لشكواه وأنات نفسه.

                                                           د. ريمون ميشيل

                      استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية

يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي

bareed.elwatan@elwatannews.com


مواضيع متعلقة