بريد الوطن| «الكيوف» لن تحسّن الظروف

بريد الوطن| «الكيوف» لن تحسّن الظروف
السيجارة لن تطفئ غضبك، مشكلاتك لن يحلها نفسين حشيش ولا سطر هيروين، ستعود للواقع لتجد مشاكلك أصبحت مصائب، لا تصدق أنك ستنسى عندما تشرب، ستشرب المخدرات صحتك ولن تنسى، لا تصدق من يوهمونك بأنك ضحية للفقر والبطالة، حتى يجعلوك تدمن بضمير مرتاح ستتحول من فقير لحرامى، ومن عاطل لمدمن أو قاتل، لا تقتدى بنجوم السينما، الذين يواجهون صدماتهم بالمخدرات والتدخين، فالواقع ملىء بنماذج أفضل من ذلك، لكن للأسف السينما أراها سبباً رئيسياً فى زرع فكرة الإدمان فى عقول شبابنا، فدائماً كانت تصدر لنا البطل يطفئ غضبه بسيجارة، وعندما يُصدم فى حبيبة أو صديق يهرول إلى البار ليطفئ لهيب الصدمة بسيجارة وكاس، وكنا فى طفولتنا نقلده بسيجارة وهمية تحولت بعدما دخلنا مرحلة المراهقة لسيجارة حقيقية، معتقدين أن مشاكلنا ستتبخر مع دخانها، ثم تطور البطل وبات يطفئ نيرانه بالحشيش والبرشام والهيروين، ومنا من استمر ومنا من أقلع، ومهما كانت نهاية البطل مأساوية فالمقلد يعتقد أنه يستطيع الافلات من مصير البطل، حتى يصدم بالموت أو الحياة كميت، أو بالسجن لأنه لا ملجأ من الهموم إلا لحضن الله، كما فعل نبينا محمد، «ومحدش يقول أصله نبى»، فالله خلقه بشر لنقتضى به تعرض للجوع والطرد من بلده والاتهام بالجنون، وهذا ما حدث له قبل تحريم الخمر نهائياً، فلم يلجأ إليها بينما لجأ لله «اللهم أشكو لك ضعف قوتى وقلة حيلتى وهوانى على الناس»، فرزقه الله الصبر والقوة، فالله المعين لا حشيش ولا هيروين.
مصطفى سيد عبدالسلام - الدلاتون – منوفية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com