"عيد" يوزع الفول النابت على زوار "السيدة": "على قدي لحبايب الطاهرة"

03:12 م | الثلاثاء 02 أبريل 2019

"بالهنا والشفا" بابتسامة عريضة، وبتلك الجملة، يناول عيد سلام الأطباق إلى الجالسين على "الحصير" من حوله، في خدمة تقع على بعد أمتار من مسجد السيدة زينب بالقاهرة، ثم يقوم بنفسه باستلام الأطباق الفارغة منهم وتعبئتها من جديد بـ"الفول النابت"، لزوار آخرين جلسوا لالتهام تلك الوجبة الخفيفة، التي تنتشر في الموالد، له على ذلك الفعل حوالي 35 عاما.

كان "عيد" في طفولته يتحرك مع جده من محافظة المنوفية وصولا للقاهرة، يساعد في الخدمات المقامة على جنبات الشوارع، إما بغسل الأطباق أو تجهيز الطعام أو حتى تنظيف المكان، وبعد سنوات طويلة توفى الجد فصار الطفل الصغير، يتجه وحيدا للخدمات، ويساعد القائمين عليها، حتى قرر بعد ذلك أن يكون له من ذلك التصرف نصيب: "بقيت أنا أجهز فول نابت بكميات كبيرة وآجي بيها الموالد، نأكل الناس حبايب ربنا حتى لو كانت حاجة بسيطة" يحكي الرجل بينما كان يجمع "قشر" الفول الذي سبق وأكله أحد الزائرين فهو سيتولى مهمة التنظيف.

يضع القشر في كيس بلاستيكي كبير، ويلقيه في صندوق قمامة قريب: "الفول النابت رخيص مش غالي أوي وعلى قدي، مش هقدر أقدم للناس لحمة وفتة أنا، يادوب باخد معاش من الأوقاف عشان كنت مؤذن".

من مركز شبين الكوم بالمنوفية، يتحرك الرجل برفقة حازم حسنين، الذي يساعده في ذلك الأمر، إما بتجهيز الفول أو إعداده أو حتى شراءه معه، وخلال تلك الفترة يشتري الرجل حوالي 50 كيلو من الفول، الذي يقدمه مع الجبن المخلوط بالطماطم، أو "الجبنة القديمة"، وأرغفة الخبز: "بنجيب صفايح الجبنة ونوزع منها على أطباق، وزي ما ربنا بيرزق بنجيب، منستخسرش حاجة في حبايب ربنا".

في اليوم الأخير من مولد السيدة زينب، اشترى الرجل في الصباح 500 رغيف خبز، لتوزيعها على الراغبين في الإفطار، بينما تولى حازم ملئ الأطباق بالفول: "بنروح الموالد كلها من الحسين للرفاعي والسيدة نفيسة والسيدة عائشة وسكينة وكل آل البيت، ونوزع فول نابت في أطباق وصواني بنجيبها معانا من البلد وبعد نهاية المولد بنروح الحاجات كلها مع بعض"، قالها وهو يجهز مجموعة جديدة من الفول في إناء أضاف له بعض التوابل: "ولما نقدم حاجة لازم نعملها بأحسن شكل".