أسرة مهندس مفقود بحريق مصنع السويس تناشد المسؤولين: "نفسنا ندفن جثته"

كتب: سمر عبد الرحمن

أسرة مهندس مفقود بحريق مصنع السويس تناشد المسؤولين: "نفسنا ندفن جثته"

أسرة مهندس مفقود بحريق مصنع السويس تناشد المسؤولين: "نفسنا ندفن جثته"

10 أيام من العذاب ذاقها أهل مهندس عشريني، بعد فقدانه في حريق وقع بأحد مصانع الفوسفات بمنطقة العين السخنة بمحافظة السويس، ولم يعثروا على جثمانه حتى الآن، فطوال هذه الأيام لم يهدأ بال أسرة المهندس أحمد طلعت اللبيشي، مهندس مساحة، البالغ من العمر 27 عاما، ابن مدينة سيدي غازي التابعة لمحافظة كفر الشيخ.

وما بين السويس وكفر الشيخ ظل الأب يتردد لعله يسمع خبرا عن جثمان نجله، ليهدأ قلب الأسرة بعدما تحول منزلها إلى سرادق عزاء مفتوح لأهالي المدينة وقراها.

سيدة منتقبة وأب خمسيني بسيط، لم يجدا سبيلا أمامهما بعد مرور 10 أيام على فقدان نجلهما، إلا اللجوء للدكتور إسماعيل عبد الحميد طه محافظ كفر الشيخ، لعلهما يجدا ما يسرا قلبيهما، بعدما مكث الأب كل هذه الأيام في السويس بحثا عن جثمان نجله، دون فائدة ودون أن يجد ردا شافيا من المسؤولين.

وطالب اللواء عبدالمجيد صقر محافظ السويس، بسرعة البحث عن جثمان المهندس المفقود في حريق إحدى مصانع الفوسفات بمحافظة السويس والذي وقع يوم 21 مارس الماضي، مؤكدا أنه يتم التواصل مع الجهات المعنية للعثور على جثمان المهندس المفقود رحمة بأسرته، لافتا إلى أن كفرالشيخ تقف إلى جوار أبنائها ولا يمكن أن تتخلى عنهم في مثل هذه الظروف.

بدموع لم تنقطع، روى الأب لـ"الوطن"، قصة نجله، قائلا "كان كل أملي في الحياة، أعمل ليل نهار من أجل توفير عيشة كريمة لأبنائي الـ3 وتوصيلهم لأعلى المراتب العلمية، فأحمد نجلي الكبير كان مهندسا للمساحة، وانتقل إلى السويس منذ قرابة العامين ليعمل بشركة حسن علام في مصنع الفوسفات بالسويس".

وأضاف الأب: "لدي ابنة تعمل صيدلانية والثالثة لا زالت طالبة في الجامعة، ومنذ أيام علمنا بوقوع حاث أليم في نفس المصنع الذي يعمل به ابني، اتصلت به كثيرا ولم يرد وأبلغني زملاؤه بأنه ضمن ضحايا الحريق، فانتقلت مسرعا إلى السويس بحثا عن نجلي حيا أو ميتا لكني لم أعثر على جثمانه حتى الآن".

أضاف الأب قائلا، "ذهبت لسكرتير عام محافظة السويس، وعرض عليا مجموعة من الصور للضحايا، فتعرفت على ابني واصطحبوني للمشرحة التي يتواجد بها الجثامين، وجدت 8 جثث لكن نجلي لم يكن من بينهم، واحتار مسؤلي السويس فى إيجاد جثته، وقال لي أحدهم إن هناك سيناريوهين، الأول أن نجلي لا زال مفقودا، والثاني أن أسرة ما أخذت جثمانه بالخطأ، وأنا في حيرة من أمري، فوالدته وأشقاؤه لم يهدأ بالهم ولم تجف دموعهم، وأنا رجل بسيط لا أملك من الدنيا شيئا سوى أنني أعمل ليل نهار من أجل أولادي، وفقدت سندي في الدنيا، وكل ما أتمناه هو إيجاد جثمان نجلي لدفنه حتى يطمئن قلبي".

وتابع الأب، "نفسي أشوف ابني للمرة الأخيرة، أنا لفيت الدنيا كلها ومخلتش مكان ومش لاقيه، وشوفت صورته في النيابة العسكرية متوفي، وقولتلهم ده ابني، فين جثته بقى؟، وقابلت كل المسؤولين في السويس وكفر الشيخ، نفسي أحضن جثة ابني، وكتبت فاكسات للرئاسة ومجلس الوزراء، تأكدت أنه مات خلاص عاوز الجثة".

وقال إكرامي عبد الشافي، خال المهندس المفقود، لـ"الوطن"، "لقد رأيت صورة ابن أختي وذراعه مقطوعا وهو متوفي، وطالبنا بجثته، لكن كان الرد استنوا تحليل الـDNA، للجثامين، ومن الواضح أنه جرى تسليم جثمان ابننا بالخطأ لأسرة من أسر الأهالي"، متابعا "ابننا فين؟، قلوبنا اتحرقت خلاص تعبنا، عاوزين الجثمان علشان نهدأ وقلب أمه يبرد".


مواضيع متعلقة