بـ"الكاميرا والكتاب".. "أنوري" يوثق تاريخ "هيسا" أقدم جزيرة في النوبة

بـ"الكاميرا والكتاب".. "أنوري" يوثق تاريخ "هيسا" أقدم جزيرة في النوبة
تتجلى أشعة الشمس صباح كل يوم على جزيرته النائية، يخرج متجولا في شوارعها الضيقة وعلى ضفاف النيل الأزرق باحثا عن لقطة مميزة تشبع فضول عدسة كاميرته، يخالط أهلها ويعايشهم يومهم راصدا قصصهم الإنسانية يوثقها صورًا وكتابةً ضمن مشروعه الذي يوثق به عادات وتقاليد الجزيرة.
قبل نحو عام تقريبا بدأ "رمضان صبري" الشهير بين أهالي جزيرة "هيسا" النوبية بـ"أنّوري Annory" مشروعه الخاص بتوثيق الحياة على على الجزيرة الأقدم في النوبة بأسوان، والتي لايزال أهلها يحافظون على العادات والتقاليد الخاصة بهم، لايتحدثون فيما بينهم إلا باللغة الأم "النوبية"، بدأ بتصوير المعالم الطبيعية بها والطيور النادرة التي تلتقى على أرضها، وحسب قوله، يفعل ذلك لتوثيق الفترة الحالية على الجزيرة ليعرف تاريخها الأجيال القادمة.
إلى جانب توثيق الحياة على جزيرة"هيسا" النوبية بالتصوير الذي يتخذه الشاب الثلاثيني هواية، بدأ رمضان في توثيق الجزيرة الأقدم في النوبة بكتاب يجمع في فصوله كل ما يخص الجزيرة، وفي حديثه لـ"الوطن" أوضح أن الكتاب يحتوي على فصل عن العادات والتقاليد وفصل عن الطيور والنباتات النادرة بالجزية وفصل عن الاحتفالات والطقوس الخاصة بنا، إلى جانب فصل عن أهل القرية وقصصهم الإنسانية ليصبح بمثابة مرجع عن "هيسا" عبر التاريخ.
توثيق الجزيرة ليس فقط الهدف الوحيد للمصور الشاب، بل بدأ في تدشين مشروعه الجديد "أشري كا" باللغة النوبي أو "البيت الجميل": "مكان هعلم فيه شباب وأطفال الجزيرة كل الحرف اليدوية القديمة والرسم والموسيقى والمسرح والتصوير كأول مركز ثقافي في هيسا ليعتمد أبناء الجزيرة على أنفسهم ويصبح لهم منصة تنقل صوتهم للمجتمع"، حسب تعبيره.
"هيسا بالنسبالنا هي الجنة على الأرض"، بهذه العبارة اختتم الشاب النوبي حديثه عن حلمه الذي يسعى إليه قبل سنوات عدة لينقل تاريخ جزيرة هيسا الأقدم في النوبة إلى الأجيال القادمة، بما فيها من معالم طبيعية وحيوانات نادرة الوجود وحكايات نادرة لأهلها.