«نظيرة» ربت 5 أبناء من «ورق الكرتون»: 30 سنة بالفّ فى الشوارع

«نظيرة» ربت 5 أبناء من «ورق الكرتون»: 30 سنة بالفّ فى الشوارع
- أمراض الشيخوخة
- الحياة الكريمة
- الصباح الباكر
- حى الجمرك
- محافظة أسوان
- بيع ورق الكرتون
- لقمة العيش
- أمراض الشيخوخة
- الحياة الكريمة
- الصباح الباكر
- حى الجمرك
- محافظة أسوان
- بيع ورق الكرتون
- لقمة العيش
تستيقظ فى الصباح الباكر، ترتدى ملابسها الداكنة، تترجل ببطء وتجر جسدها المنهك لمسافات طويلة، باحثة عن أوراق الكرتون المتناثرة فى أزقة وشوارع الإسكندرية، تنتقى الصالح منها وتجمعها فى جوال من الخيش حتى صلاة المغرب، ثم تبيعها للمحال التجارية الكائنة بمنطقة سوق الجمعة بحى الجمرك، لتحصل على قوت يومها: «بجمع فى اليوم ما بين 40 و50 جنيه، وكله عشان ولادى».
تحكى «نظيرة» أنها مارست تلك المهنة بعد وفاة زوجها قبل 9 سنوات، والذى كان يعمل حارساً لأحد العقارات القديمة بعد قدومهما من بلدتهما الصغيرة بمحافظة أسوان، ليلقى بعبء كبير عليها، وتصبح مسئولة عن 5 أطفال، كافحت من أجلهم على مدار 30 عاماً، حتى كبروا وتعلموا وحصلوا على مؤهلات متوسطة.
«جوّزت بناتى الـ3 من بيع ورق الكرتون، وأولادى بيشتغلوا على باب الله وقوت يومهم على قدهم»، تقولها «نظيرة» التى يواجه أولادها صعوبة فى الحصول على الرزق، وتضطر للعمل رغم تقدم عمرها ومعاناتها مع أمراض الشيخوخة والسكر، لتوفر لأسرتها المأكل والمشرب وسبل الحياة الكريمة، دون أن تطلب المساعدة من الآخرين: «السوق مالوش أمان، وأنا بشتغل عشان أوفر يومية تكفينى، خاصة إن ولادى نفسهم مش عارفين يوفروها»، فتجتهد وتدقق النظر فى الشوارع لتنتقى الأوراق الصالحة للبيع.
«لازم الورق يكون متين ومقوّى، لأن المبهدل التجار مش بيشتروه»، بحسب «نظيرة»، التى تنصحها بناتها بالتوقف عن العمل والرحلة اليومية الشاقة، لكنها لا تلتفت لكلامهن، وتعبّر عن شعورها بالملل فى بعض الأوقات وهى تمكث بمفردها فى منزلها الأرضى المتواضع، المكون من حجرتين فقط.