قُلة ودراجة يونانية و"سلك مواعين".. حكاية "بقال الخواجات"

قُلة ودراجة يونانية و"سلك مواعين".. حكاية "بقال الخواجات"
- التأمينات الاجتماعية
- الحمد لله
- الغرفة التجارية
- الفقراء والمحتاجين
- المواد التموينية
- حكم محكمة
- سلع التموين
- فترة شباب
- مرة أخرى
- مكتب العمل
- التأمينات الاجتماعية
- الحمد لله
- الغرفة التجارية
- الفقراء والمحتاجين
- المواد التموينية
- حكم محكمة
- سلع التموين
- فترة شباب
- مرة أخرى
- مكتب العمل
أمام محل فارغ من البضاعة عدا "سلك المواعين" يجلس سعيد سليمان، ابن الـ80 عامًا، بجوار "قُلتين" ودراجة ورثها عن اليونانيين يستخدمها في مشاويره، يتحسر على بقالته التي كانت الأشهر في حارة المناصرة، المهابيل سابقًا "كنت بقال فرانجي للخوجات زمان، أيام القرش صاغ والتعريفة".
يحكي "عم سعيد"، أنه حوَّل محله بعد هجرة الأجانب إلى منفذ للسلع التموينية باسم والدته بدوية عطوة، واستمر لمدة 50 عامًا حتى توفت في عام 2003، وسُحبت الرخصة منه وتفاجأ بتراكم ضرائب عليه بقيمة 16 ألف جنيه "معايا حكم محكمة مدام المحل بيشتغل تموين يبقى مرفوع عنه الضرايب".
انطوت أوراق القضية لسنوات وعادت مرة أخرى طرق بابه منذ 4 أعوام، لم يملك مليمًا في جيبه حتى ينفقه ليتخلص من "الصداع المذمن" حسب وصفه: "إزاي عايزين يدفعوني فلوس بعد السنين دي كلها، هفضل وراهم لحد ما أثبت إني معليش حاجة".
يتذكر "سعيد" فترة شبابه حين كان يمتلك محلًا كبيرًا تزينه البضاعة التي كانت تخطف أنظار الأجانب، يتطلع إلى الأرفف وهي خاوية يتعجب من تقلب الزمان "الحمد لله إني علمت ولادي وجوزتهم بالحلال، خايف بس يحبسوني وأنا في السن ده"، مؤكدًا أنه كان ملتزما بدفع التأمينات الاجتماعية لمكتب العمل والغرفة التجارية طوال سنوات عمله.
زمن تبدل وظروف تغيرت من حوله، يُشير بيده نحو الشارع الذي كان يُطلق عليه "تُرب المناصرة": "العمارة دي، قبل ما تتباع كانت بيت قديم، لاقينا تحته عضم مدفون على بعد 4 متر".
يتونس "عم سعيد" بالشباب بعد أن رحل رفاقه وزوجته التي تسانده في سنوات كهوله، يروي أنه لم يجمع مليمًا من وراء بيع المواد التموينية كما يفعل البعض وعلى مدار 50 عامًا لم تُوجه له شكوى واحدة، كان يساعد الفقراء والمحتاجين من أهل منطقته "اللي كانت بتجيلي تطلب إزازة زيت أو كيس سكر كنت بديلها".