"بفنوتيوس".. مطران الإصلاح في الكنيسة

"بفنوتيوس".. مطران الإصلاح في الكنيسة
- البابا تواضروس الثاني
- البابا شنودة
- الرجل الحديدي
- الكتب الممنوعة
- سكرتير المجمع المقدس
- الأنبا بفنوتيوس
- مطران سمالوط
- البابا تواضروس الثاني
- البابا شنودة
- الرجل الحديدي
- الكتب الممنوعة
- سكرتير المجمع المقدس
- الأنبا بفنوتيوس
- مطران سمالوط
لا يحب الأضواء، فهو نادر الظهور في الفضائيات والصحف، وهو من لديه من العلم والكلام الكثير ليقوله، إن الأنبا بفنوتيوس، مطران سمالوط وتوابعها للأقباط الأرثوذكس بمحافظة المنيا، الذي يقرن اسمه دواما داخل أروقة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برجل الإصلاح، لمواقفه الإصلاحية الكبيرة ووقوفه بالحجة والدليل في وجه تيارات التشدد والغلو.
فالطبيب والجراح المولود بالقاهرة في 12 نوفمبر 1948، باسم ناجي شكري مرقص باخوم، عرف طريقه لدروب البراري، ناسكا، متعبدا، بعيدا عن الدنيا وزخرف العالم الفاني، باحثا عن الخلاص في دير العذراء السريان بوادي النطرون الذي التحق به راهبا في مارس من عام 1972، قبل أن يسيمه البابا الراحل شنودة الثالث، في يونيو 1976 أسقفا على إيبارشية سمالوط في المنيا باسم "الأنبا بفنوتيوس".
الأسقف الذي لم يهمل يوما في رعاية أقباط إيبارشيته، ولم يتذمر منه أحد في سمالوط، صاحب عقلا منفتح، كان نتاجه عشرات الكتب والمؤلفات التي تدعو للإصلاح في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في زمن أصبحت فيه كلمة "الإصلاح" "منبوذة"، وجاءت أهم مؤلفاته التي أثارت ضجة في الأوساط الكنسية والقبطية: "حتمية النهوض بالعمل الكنسي"، "مقومات الأسقف وركائزه"، "هل الأسقف رئيس أعمال الكهنوت أم رئيس سر الكهنوت"، "حرية"، "التزام كنسي"، و"المرأة في المسيحية".
خاض "بفنوتيوس" المعارك تلو الأخرى، خلال رحلته كان أبرزها معركته مع الأنبا بيشوي مطران كفر الشيخ الراحل وسكرتير المجمع المقدس الأسبق للكنيسة والذي كان ملقبًا بـ"الرجل الحديدي" في الكنيسة، كما خضع للتحقيق الكنسي في عام 1997 بسبب كتابه "حتمية النهوض بالعمل الكنسي"، والذي انتقد فيه لائحة 1957 المنظمة لطريقة اختيار البابا في الكنيسة و"القرعة الهيكلية"، والتي وصفها بأنها فكرة مختلقة ولا أساس لها لاهوتيا، حتى أن البابا شنودة وقتها طالب بعدم تداول الكتاب أو اقتنائه.
وبعد وفاة البابا شنودة، ترشح "بفنوتيوس" ضمن آخرين إلى الكرسي البابوي، إلا أن لجنة الترشيحات البابوية استبعدته هو وغريمه "بيشوي" من المنافسة على خلافة "مارمرقس".
وكانت أخر معاركه كتابه "المرأة في المسيحية" الذي طالب فيه بالسماح للمرأة، أن تتناول أثناء الحيض بالخلاف للرأي الكنسي الشائع في هذا الأمر، ما دفع المجمع المقدس للكنيسة ليتدخل على خط الأزمة بعد اتهام أساقفة لـ"بفنوتيوس" بالبدعة، وقرر المجمع مخالفة المطران في رأيه، بعد أشهر من ترقية البابا تواضروس الثاني، لـ"بفنوتيوس" من رتبة أسقف إلى مطران، في 2016.
ولم يتوقف "المطران" عند ذلك بل فتح أبواب إيبارشيته للعلم والثقافة، فأقام معارض الكتاب فيها، وفتحها لكل الاتجاهات، بدون مصادرة أو شروط، فوجدت الكتب الممنوعة كنسيا مكانا لها داخل أسوار مطرانية سمالوط، إيمانًا من "بفنوتيوس" بقوة الكلمة وأنها غذاء الروح.