نجوى إبراهيم تفتح صندوق أسرارها: لم أنسَ أمى.. ومنذ رحيلها أعيش «نصف حياة»

نجوى إبراهيم تفتح صندوق أسرارها: لم أنسَ أمى.. ومنذ رحيلها أعيش «نصف حياة»
- الأمن القومى المصرى
- الإعلام المصرى
- الفرق بين
- القنوات الفضائية
- بشكل عام
- تربية الأطفال
- حب الناس
- الأمن القومى المصرى
- الإعلام المصرى
- الفرق بين
- القنوات الفضائية
- بشكل عام
- تربية الأطفال
- حب الناس
تحاول دائماً أن تخفى حزنها فى ذلك اليوم خلف ابتسامة كبيرة، حتى لا يلحظ من يحيطون بها أن ذكرى عيد الأم من أشد الذكريات الحزينة فى حياتها، لأنها تذكرها بوالدتها «زينب» الأم والصديقة ورفيقة الحياة، التى منحتها كل هذا الوهج والـتألق بفضل تربيتها ووقوفها إلى جوارها فى كل محطات حياتها.. ومع الاحتفال بـ«عيد الأم» كان من الطبيعى أن نطرق باب الإعلامية الكبيرة نجوى إبراهيم، لنسألها عن السيدة التى ربت وعلمت «ماما نجوى»، وماذا تعلمت منها وكيف يتملكها كل هذا الحزن على فراقها رغم مرور كل هذه السنوات.. وإلى نص الحوار.
أمى كانت مثالية وتعلمت منها أن أبحث دائماً عن الكمال.. وأكره «عيد الأم» لأنه ذكرى حزينة لكل من فقد أمه والفرق بين أمهات زمان والآن مثل الفرق بين السماء والأرض
كيف يكون عيد الأم عند «ماما نجوى»؟
- فى الحقيقة.. الكثيرون لا يعلمون أن دموعى لا تجف طوال هذا اليوم، لأننى منذ رحيل والدتى وأنا أشعر أننى أعيش نصف حياة، أو بالتحديد أمى أخذت معها نصفى، عندما ذهبت وتركتنى للحياة «نصف إنسانة»، فلا يستطيع أحد أن يعوض الإنسان عن أمه التى تتركه وترحل، وصدق المثل الذى يقول «اللى من غير أم حاله يغم».
نجوي إبراهيم ووالدتها
أتحملين كل هذه المشاعر الحزينة رغم مرور سنوات طويلة على الرحيل وقد صرت جدة لـ5 أحفاد؟
- أنا لم أنس أمى يوماً منذ رحيلها، وأحتفظ فى ذاكرتى بكل تفاصيل حياتنا معاً، منذ أن كنت طفلة وحتى بعد أن أصبحت مذيعة شهيرة، وأثناء زواجى وانفصالى وتربيتى لأولادى، فهى لم تتركنى خلال هذه الرحلة الطويلة، فكيف لى أن أنساها بعد رحيلها، الأم لا تعوض وأنا أشعر بحزن كبير تجاه كل من فقد أمه خلال هذا اليوم.
هل نفهم من ذلك أن نجوى إبراهيم أيقونة الأمومة فى مصر تكره عيد الأم؟
- عيد الأم فى الأساس ذكرى حزينة، جاءت فكرتها لمصطفى أمين، بعد أن أرسلت له قارئة رسالة تشكو فيها من جحود ابنها، فقرر الدعوة لتخصيص يوم للاحتفال بـ«الأم»، لكن الحقيقة من المفترض أن يكون عيد الأم طوال أيام العام، ولا يقتصر على يوم واحد، لا يتذكر الشخص أمه إلا فيه.
نعيش فوضى إعلامية.. والإعلام المصرى يحتاج لوزير قوى.. والقنوات الفضائية خطر على الأمن القومى المصرى.. ولقب «إعلامى» يوزع فى الأوتوبيس الآن
ماذا فقدت ماما نجوى برحيل والدتها؟
- فقدت كل شىء، الأمان والحنان والحضن الدافئ، الذى كان يستوعبنى فى جميع لحظات حياتى، فوالدتى كانت سيدة مصرية بسيطة لكنها حملت بداخلها أرقى وأعظم مبادئ وأسس التعليم، وهو ما تركته بداخلنا أنا وأشقائى. وربما لهذا السبب نشعر بالحزن على رحيلها رغم كل هذه السنوات.
"بلا أم.. حاله يغم"
هل بالفعل كانت تصحبك لمبنى التليفزيون يومياً فى بداية عملك؟
- كنت وقتها فى السادسة عشرة من عمرى، وكانت ترفض أن أركب المواصلات بمفردى، وتأتى معى كل يوم وتتركنى أمام مبنى ماسبيرو، وتعود للمنزل، وبعد انتهاء العمل أركب سيارة التليفزيون لتعيدنى إلى البيت.
ما أكثر الجمل التى تتذكرينها لها؟
- جملة واحدة لا تذهب من ذاكرتى، فهى كانت دائمة الدعاء لى، وكانت تقول «ربنا يحبب فيكى خلقه، وما تقوميش مخضوضة على اللى بتحبيه»، وأعتقد أن ربنا استجاب دعاءها لأننى أعيش حتى الآن بحب الناس وارتباطهم بى، سواء كنت موجودة على الشاشة، أو بعيدة عنها.
هل كانت تنصحك بشأن عملك؟
- كانت تتابع كل ما أقدم وكانت سعيدة بتجاربى التمثيلية، وفى إحدى المرات كنت أشكو لها من ضعف المقابل المادى للعمل، فعلمتنى أهم درس فى الحياة وهو أننى مليونيرة بحب الناس، وهذا هو الثروة التى لا تقدر بثمن، وفى الحقيقة أنا تعلمت هذا الدرس جيداً وأحاول أن أترك ذكرى طيبة مع كل شخص أقابله فى الحياة، حتى لو كان مجرد شخص يبتسم لى فى الشارع ويشير بيده لتحيتى.
هل كافحت فى تربيتك أنت وأشقائك؟
- بالطبع كافحت وتعبت كى تصل بنا نحن الثلاثة إلى بر الأمان، فأمى كانت بالنسبة لأختى الكبرى ناهد، وشقيقى الأصغر نزيه، وأنا كل العالم، ونتيجة لظروف أسرية خاصة، كانت هى كل شىء فى حياتنا، ما جعلها تمتنع عن الزواج مرة أخرى وتهب لنا أجمل سنين عمرها عن طيب خاطر.
ما أهم درس تعلمته منها؟
- كنت دائماً ما أذهب إليها باكية من بعض المشاكل والأشخاص، الذين يغضبوننى فى العمل، فكانت تقول لى عندما تجدين نفسك أمام مشكلة أو شخص يغضبك، ارتفعى لتشاهديه فى حجم أصغر منك بكثير، وقتها فقط ستشعرين بالراحة، وبالفعل هذا ما أتبعه حتى الآن.
هل ضربتك يوماً؟
- إطلاقاً.. فهى كانت تعلمنا كل شىء بالمحاكاة، العطف على الضعيف، إكرام الضيوف، الصدق، الإخلاص، كلها مشاهد مطبوعة فى ذاكرتى لأننى شاهدتها وهى تؤديها لنتعلم منها، وكانت ترفض أسلوب العنف فى التربية، لدرجة أنه عندما ضربنى والدى وأنا صغيرة لشربى القهوة وكذبى عليه، دخلت معه فى معركة كبيرة حتى لا يكرر الأمر، رغم أننى كنت مخطئة.
معنى كلامك أن هناك فارقاً كبيراً بين أمهات زمان وأمهات الآن؟
- مثل الفارق بين السماء والأرض، أمهات زمان لم يكن يعرفن شيئاً اسمه حضانة أو مربية، فهن يمثلن كل شىء بالنسبة لأطفالهن حتى دخول المدرسة، أما الآن فالأمهات تنجب وترمى فى الحضانات أو المربيات، وهو ما انعكس بصورة كبيرة على تربية الأطفال وسلوكهم.
وهل اتبعت هذه الطريقة فى تربية أبنائك «ناصر» و«حكم»؟
- كل ما تعلمته من والدتى طبقته فى تربية ابنىّ، فحتى الآن عندما يزورنى أحدهما يجب أن أودعه مرتين مرة من أمام باب الشقة ومرة من البلكونة، كما عودتنى أمى، وطوال تربيتى لهما لا أتذكر أننى ضربت أياً منهما أو حتى وبّخت أحدهما، وهو ما انعكس على شخصيتهما، كما أننى كنت ألبّى كل احتياجاتهما ومتطلباتهما بنفسى ودون مساعدة من أى شخص وهو ما تعلمته فى منزل والدتى..
هذا يعنى أنك كنت «زينب جديدة» فى حياة ابنيك؟
- طبعاً كنت نسخة طبق الأصل منها، وهى لما كانت ترى ذلك تقول لى «مش بقولك الحياة سيناريو واحد والأبطال بتتغير»، وفعلاً هذه هى حقيقة الحياة.
وهل كانت والدتك جميلة مثلك؟
- كانت أجمل بكثير، وهى من علمتنى الاهتمام بنفسى وبملابسى وبمظهرى الخارجى والداخلى، كانت تقول لى الزوجة والأم يجب أن تكون امرأة كاملة من كل شىء لأنها قدوة لأسرتها وأبنائها، وفى الحقيقة أنا كنت أراها أماً مثالية وزوجة كاملة رغم أن الكمال لله وحده.
وما أحب أعمالك إليها؟
- كانت تعشق دور «فاطمة» فى فيلم «الأرض»، وفيلم «خائفة من شىء ما»، وبرنامج «فكر ثوانى واكسب دقائق».
لماذا لم تظهر ماما نجوى جديدة فى الإعلام حتى الآن؟
- بالعكس هناك مذيعات جديدات يحاولن تقديم محتوى للأطفال جيد والحكم دائماً للجمهور.
أهذه هى البرامج التى لا ترضين عنها فقط؟
- لا طبعاً هناك الكثير من البرامج التى تستعرض النماذج السلبية فى المجتمع من جريمة وعنف، وهذه تعتبر خطراً على الأمن القومى المصرى، هل وجدت من قبل دولة عربية أو أوروبية تفضح نفسها بهذه الطريقة فى قنواتها الفضائية؟ بالعكس نحن لا نشاهد على قنواتهم سوى أن بلادهم جنة، لماذا إذاً تشويه سمعة وصورة مصر؟ ولمصلحة مَن؟ لا أعرف.
وما أكثر شىء يستفزك حالياً؟
- أمران؛ الأول لقب إعلامى، الذى أصبح يوزع فى الأوتوبيس، والتكريمات، فكل شخص يريد منك شيئاً يقول لك سوف أكرمك، ما أفقد التكريم معناه، والأمران يحتاجان إعادة ضبط لأننا نعيش بسببهما فى فوضى كبيرة.
فى مشوارك الإعلامى الطويل.. ما أهم محطة بالنسبة لك؟
- أعتقد أنها كانت تقديمى لحفل تكريم موسيقار الأجيال الأستاذ محمد عبدالوهاب بقاعة ألبرت هول فى لندن، بحضور فيروز، وقتها شعرت أننى لن أقدم أعظم من هذا الحدث فى مشوارى.
أحلم بتسجيل لقاء مع المواطن عبدالفتاح السيسى كرئيس وزوج وأب.. وأقول للناس «حافظوا على وقتكم»
فى مقعد المذيع.. تتمنين محاورة مَن؟
- فى الحقيقة أريد أن أسجل يوماً مع المواطن عبدالفتاح السيسى كرئيس وزوج وأب.. أريد أن يحمل مشوارى هذا اللقاء المهم بالنسبة لى.
هل تودين توجيه رسالة لشخص ما؟
- أريد أن أقول للناس بشكل عام حافظوا على وقتكم وعلى سنين عمركم، ما تخلوش الوقت يسرقكم، راقبوا عقارب الساعة كويس، وعلّموا أنفسكم وأولادكم الرضا وقتها أشياء كثيرة جداً ستتغير.