سر تغريدة السلاح الأخيرة.. هل تسبب "مسجد نيوزيلندا" في حادث أوتريخت؟

كتب: عبدالرحمن قناوي

سر تغريدة السلاح الأخيرة.. هل تسبب "مسجد نيوزيلندا" في حادث أوتريخت؟

سر تغريدة السلاح الأخيرة.. هل تسبب "مسجد نيوزيلندا" في حادث أوتريخت؟

أيامٌ قليلةٌ مرت على الحادث الإرهابي الذي شهدته نيوزيلندا، والذي خلّف 52 قتيلًا وأكثر من 40 مصابًا، حين فتح أحد المتطرفين النار بشكل عشوائي داخل مسجدين بمدينة كريست تشيرش النيوزيلندية، بسلاحٍ كتب عليه أسماء معارك قديمة وبعض منفذي العمليات الإرهابية، حتى شهدت مدينة أوترخت الهولندية حادث إطلاق نار جديد.

ووقع، صباح الإثنين، حادث إطلاق نار في محطة ترام وأماكن أخرى في مدينة أوتريخت الهولندية، نتج عنه مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة تسعة آخرين، لتطلق الشرطة الهولندية حملة مطاردة واسعة بحثا عن منفذ الحادث، الذي "لا يمكن استبعاد"، وفقًا لما قاله رئيس الوزراء الهولندي، مؤكدًا أن هولندا "لن تتسامح إطلاقا مع الكراهية".

"الشرطة تطلب منك أن تتوخى الحذر من شخص يبلغ من العمر 37 عاما يدعى جوكمان تانيس، مولود في تركيا، على صلة بالحادث الذي وقع هذا الصباح في أوتريخت"، رسالة وجهتها الشرطة الهولندية للمواطنين بعد ساعات قليلة من وقوع الحادث، وتم رفع مستوى التهديد الارهابي في اوتريخت إلى الدرجة الرابعة القصوى.

ونشرت الشرطة الهولندية مع التعميم الأمني صورة الرجل المتورط في حادث إطلاق النار الذي وقع في محطة ترام وأماكن أخرى في أوتريخت، مع توضيحها مرة أخرى أن "دافعا إرهابيا" ربما يكون وراء الحادث، وذلك قبل أن تعلن القبض على الشاب التركي بعدها بعدة ساعات قليلة.

وربما يكون لجوكمان تانيس تاريخ من العنف، حيث أشارت أنباء عديدة ووسائل إعلام هولندية إلى أن الشاب التركي عرض على المحكمة في الرابع من مارس الجاري بتهمة الاغتصاب، حيث اعتدى على سيدة جنسيا عدة مرات وهددها بحرق منزلها.

"أسباب عائلية" احتمالٌ  آخر ظهر على السطح كدافع للشاب التركي، وذلك وفقًا لما ذكرته وسائل إعلام وصحف تركية، كما قال أقارب لمنفذ الهجوم إن تانيس استهدف أحد أقاربه "لأسباب عائلية"، ثم أطلق النار على آخرين تدخلوا للمساعدة، فيما لم تعلن الشرطة الهولندية معلومات في هذا الشأن.

حسابٌ على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" منسوب للمتورط في حادث إطلاق النار في أوتريخت، أعاد احتمال الدافع الإرهابي للظهور بقوة، حيث كانت آخر التدوينات التي كُتبت عليه يوم 15 مارس الجاري، في نفس يوم حادث إطلاق النار على مسجدي نيوزيلندا، والذي خلّف 52 قتيلًا وأكثر من 40 مصابًا.

التدوينة الأخيرة لمنفذ حادث إطلاق النار في أوتريخت كانت موجهة إلى منفذ حادث إطلاق النار الإرهابي على مسجدي نيوزيلندا، حيث وجه له سباب "يا ابن .."، مصحوبًا بصورة السلاح الذي استخدمه منفذ حادث نيوزيلندا الإرهابي.

 

حتى الآن لا يمكن الجزم بشكل نهائي إذا ما كان حادث إطلاق النار في أوتريخت إرهابي أم بدافع الانتقام، حسب أحمد كامل بحيري، الباحث المتخصص في شئون الحركات الإرهابية، لافتًا إلى وجود مؤشرات تعزز من كونه حادث إرهابي.

بحيري أضاف لـ"الوطن" أن أول تلك المؤشرات وأقواها تلك الرسالة التي أشارت لها تقارير بلجيكية، حيث أرسل مجهول تحذيرًا للسلطات البلجيكية يفيد بعملية إرهابية محتملة في هولندا، كما أن الحادث يشبه الكثير من الحوادث الإرهابية التي وقعت في أوروبا خلال السنوات الماضية.

الحادث يأتي بعد أيام قليلة كذلك من حادث إطلاق النار الإرهابي الذي وقع في نيوزيلندا، مما يعزز من احتمالية قيام الشاب التركي بعمل انتقامي مماثل ومشابه لحادث مسجد النور، وفقًا لرؤية خبير الحركات الإرهابية، لافتًا إلى أن تلك التغريدة التي يسب فيها منفذ هجوم مسجد نيوزيلندا ربما تكون مؤشرًا مهمًا.

بحيري يرى أن احتمالية أن يكون الحادث خلفه "أسباب عائلية" كما ذكرت عائلته، قائمًا كذلك، حيث أن أوروبا دومًا ما تشهد تلك الحوادث الإجرامية، كما أن هولندا كانت بعيدة طوال السنوات الماضية عن الحوادث الإرهابية التي تشهدها دول أوروبية عديدة.

ربما يكون حادث مسجد نيوزيلندا بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة للشاب التركي منفذ حادث أوتريخت في هولندا، وفقًا للدكتور جمال فرويز الاستشاري النفسي، خاصة مع تلك التغريدة التي استخدم فيها سلاح منفذ العملية في نفس اليوم.

فرويز أوضح لـ"الوطن" أن احتمالية أن يكون الحادث ليس إرهابيًا قائمة، خاصة مع تاريخ العنف الذي تحدثت عنه بعض التقارير، لافتًا إلى أنه في كلتا الحالتين ربما يكون حادث مسجد نيوزيلندا نقطة الإثارة التي فجرت الشاب التركي للقيام بفعلته، أو سببًا غير مباشر لاستخدامه نفس الطريقة.

فيما قال العميد خالد عكاشة، عضو المجلس القومي لمكافحة التطرف والإرهاب، إن كل الدول الأوروبية أصبحت معرضة لهجمات عنف وإرهاب، خاصة بعد معاناة دولتين لم تكونا ضمن المستهدفين من الهجمات الإرهابية، وهما هولندا ونيوزيلندا، موضحًا أن ما حدث فيها يضع العالم أمام مسؤولياته تجاه مكافحة الإرهاب.

 وأضاف "عكاشة"، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "رأي عام"، مع الإعلامي عمرو عبد الحميد، على قناة "تن"، أن العالم من الممكن أن يعاني من الهجمات والهجمات المرتدة، والأجهزة الأمنية كلها فيه على أقصى استعداد خوفًا من جرائم الثأر وردود الأفعال العنيفة من الجاليات لديها، موضحًا أن الإرهاب وصل إلى مرحلة تمثل تحديًا أمنيا عالميا.


مواضيع متعلقة