"صباح" تعد الأيام في انتظار عيد الأم للفوز بـ"عباية جديدة"

كتب: منة العشماوي

"صباح" تعد الأيام في انتظار عيد الأم للفوز بـ"عباية جديدة"

"صباح" تعد الأيام في انتظار عيد الأم للفوز بـ"عباية جديدة"

تجلس على الأرض، وأمامها عدد من أكياس المناديل لبيعها، بيديها تحمل سبحة ووجهها مغطى بالنقاب، لديها يقين كبير جعلها لا تبالي بما تمر به من ظروف صعبة، تسأل المارة "النهاردة كام"، ثم تعمل بالعد على يديها، وكأنها تنتظر يوم معين بفارغ الصبر.

عندما تقترب من صباح السيد التي تجلس في إحدى شوارع وسط البلد بجوار دار القضاء العالي، تعلم أنها تنتظر يوم عيد الأم، لذك تقوم بسؤال الناس يوميا عن تاريخ اليوم من أجل رؤية ابنتها التي ستجلب لها عباءة جديدة ما يجذب انتباهك لمعرفة السبب، فقالت: "بعد على صوابعي الأيام نفسي يوم 21 مارس يجي بسرعة بقى".

منذ نحو 10 أعوام، توفى زوج "صباح" التي تبلغ من العمر 53 عامًا، لتصبح بين ليلة وضحاها أرملة ولكنها استطاعت استكمال حياتها وتزويج ابنتها والاطمئنان عليها في منزل زوجها متابعة: "الدنيا من غير سند صعبة بس بتمشي، ربنا كريم أوي".

وكون "صباح" لم تتعلم القراءة والكتابة جعلها فريسة لصاحب المنزل التي كانت تسكن فيه ببولاق، حيث استغل ذلك وفقا لوصفها للإمضاء على عقد تنازل عن الشقة: "خرجني بره الشقة طبعا اللي كنت عايشة فيها في أمان".

لم تذهب السيدة الخمسينية إلى ابنتها للعيش معها حتى لا ينزعج منها زوجها أو يشعر بضيق من وجودها وتسبب لها أزمة: "بنتي عندها 5 أولاد، كل واحد اللي فيه مكفيه، انا اللي بمزاجي مش عايزة أروح كفاية أنها بتسأل عني وبتجيلي وتجبلي هدايا".

تستقر "صباح" في الشارع فعندما يأتي عليها الليل تذهب للنوم على الرصيف تحت الكوبري الموجود بشارع الجلاء الشهير بوسط البلد، مختتمة حديثها: "الحمد لله على كل حال".

 


مواضيع متعلقة