بريد الوطن| رسالة إلى امرأة كانت تواسينى

كتب: الوطن

بريد الوطن| رسالة إلى امرأة كانت تواسينى

بريد الوطن| رسالة إلى امرأة كانت تواسينى

يا عشق الفؤاد، أخبرينى كيف أنت وكيف أنا التى تسكنك؟ أنا التى رحلت حينما غادرت، وسافرت معك حين نويت الرحيل، اكتب لك بما تبقى منها من فتات، وما زال الباقى فى انتظار لقائك، أو حتى رسالتك إلى أن تقوم ساعتنا، حاجتى إليك فاقت خطوط الوعى وشوقى إليك تعدى حدود العقل والمنطق، فما بقى مكان فىّ إلا وقد تكالبت عليه ذئاب غيابك، وملأنى بالجروح، فلم يبق منى مقدار ما ذهب، تجرعت من الصبر كؤوساً تملأ البحار عسّى أن يرتوى الشوق ولكن ما زال الظمأ عالقاً بحلقى، قد أكون اعتدت على عدم وجودك لكن دون اقتناع، ففى مثل حالاتى يختلف الأشخاص فهناك من يريد النسيان ولا يستطيع، والآخر يستطيع النسيان لكن لا يريد أأخبرك؟ أنا لا أستطيع نسيانك ولا أريد حتى التفكير فيه، فقلبى وعقلى يرفضان فكرة انتهائك الأبدى من حياتى شكلاً وموضوعاً، فأنت خلقت للذكر ولست أبداً للنسيان، ففيك تلخصت كل الأحاسيس وتجمعت كل المشاعر، وعنك كل الأوصاف تحدثت، أأخبرك ثانية؟ أنت لست هنا جسداً ولكن روحك أشعرها، تواسينى تمازحنى تحاكينى ليلاً كعهدنا السابق، تحيط بى فى كل وقت ومكان.. ترحل معى حينما رحلت، وأوهم نفسى بأنك من أرسلها معى، حتى لا يفكر الجفاء فى التسلل إلى حبك داخل قلبى طال غيابك وسئمت حديثى مع طيفك فهلا همساً فقد اشتقت إليك بين أركانى.

                                                      معاذ كمال

يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي

bareed.elwatan@elwatannews.com


مواضيع متعلقة