الركود يضرب «خردة الجلد الطبيعى»: إحنا فى زمن «الإسكاى»

كتب: محمد غالب

الركود يضرب «خردة الجلد الطبيعى»: إحنا فى زمن «الإسكاى»

الركود يضرب «خردة الجلد الطبيعى»: إحنا فى زمن «الإسكاى»

مهنة تعلموها صغاراً، بعدما شاهدوا آباءهم وأجدادهم يعملون بها، فينبشون طوال الوقت عن بواقى الجلد فى المصانع بمناطق السلام، والعاشر، والسادس من أكتوبر، يحملونها على أكتافهم ويصلون بها إلى وسط القاهرة، تحديداً إلى شارع الشيخ حماد بالقرب من منطقة العتبة، ليفترشوا بها الأرض، وينتظروا زبائنهم البسطاء من أصحاب ورش الأحذية، الذين يفرزون المعروض يميناً ويساراً، ليشتروا ما يصلح منه من الجلد.

«خردجى الجزم»، مهنة يعمل بها سيد كامل منذ أن كان طفلاً، تعلمها من والده وجده، اللذين كانا يبيعان الجلود الطبيعية البواقى فى نفس الشارع، إلى أن تغيرت ملامح السوق لعدة أسباب: «زمان كان الغنى والفقير بيلبس جزمة أو شبشب ويمسك شنطة أو محفظة جلد طبيعى، ومن ساعة ما الإسكاى طلع، والفقر زاد، راحت على الجلد الطبيعى.. أنا راجل قديم فى المهنة وعارف».

{long_qoute_1}

ينهمك «سيد»، صاحب الـ62 عاماً، فى تقطيع بواقى الجلد الطبيعى الموجود على فرشته: «بقصه بطريقة معينة لأنه ماينفعش يتباع كده، والزبون عايزه مقصوص عشان يعرف يشتغل عليه»، وذلك بعد أن اشتراه من المصانع بالكيلو: «ساعات بآخده شروة وزى ما ييجى»، ورغم صعوبة المهنة يحبها: «بزعل لما ألاقى الجلد الصناعى هو اللى شغال فى السوق».

يظل «سيد» أياماً عديدة بلا بيع ولا شراء، ويتعرض لفصال شديد من الزبائن، أصحاب ورش إصلاح الأحذية، لذلك رفض توريث المهنة لأبنائه بسبب تدنى أوضاعها: «ممكن أقعد بالشهر مفيش زبون، البيع حسب التساهيل، وإحنا غلابة بنبيع لغلابة ومنعرفش نشتغل غيرها». رشاد مدبولى، صاحب الفرشة الأكبر فى الشارع، ويعمل فى المهنة منذ عشرات السنين، لاحظ التغيرات التى طرأت عليها وأثرت عليه: «زمان كنا نروح المصانع ونشيل الجلد ببلاش، دلوقت لازم ندفع طبعاً، والشيلة بـ200 جنيه، ونبيعها فى الشارع بـ250 جنيه.. نعمة وفضل».

حمل الجلود على الكتف أضر بـ«رشاد»: «تعبت من الشيل، ومضطر أشتغل لأنى صاحب عيال فى كليات، ونفسى يبقوا أحسن منى»، من بواقى المصانع، تتحول الجلود إلى أحذية جديدة تناسب البسطاء: «بيعملوا لها نعل جديد، بعد ما يشدوها، وتتباع بسعر رخيص للغلابة». محروس حميدو، يجلس وسط الجلود المعروضة على الأرض، ويصف مهنته بجملة واحدة: «بنشترى زبالة المصانع ونبيعها»، بينما كان إسماعيل أبوالدهب، صاحب ورشة تصليح أحذية، يبحث عن جلود صالحة لورشته: «بشدها وأفصلها جزمة أو شبشب، وتتباع بـ40 أو 50 جنيه».

 

 


مواضيع متعلقة