كفيفة تحصد بطولة الجمهورية فى رفع الأثقال: النور فى القلب

08:29 م | الاثنين 04 مارس 2019

لم تكن إعاقتها سبباً فى بؤسها وابتعادها عن الناس والشك فى قدراتها يوماً، بل كانت حافزاً للوصول إلى مراتب أفضل، وحجز مكان لنفسها فى المقدمة.. أفكار مرت بمخيلة اللاعبة منى راشد محمد بعيت (34 عاماً)، وهى تتسلم الميدالية الذهبية ببطولة الجمهورية فى رفع الأثقال للمكفوفين، معربة عن سعادتها وذويها بالحصول على ثانى ميدالية، بعد حصادها «البرونزية» فى بطولة العالم لرفع الأثقال.

«وُلدتُ كفيفة، واكتشف أهلى ذلك وأنا فى عمر الـ4 أشهر، وحين جاء وقت دخول المدرسة، تم رفض التحاقى بمدرسة عادية، حتى فتحت مدرسة النور والأمل للمكفوفين، فكان ذلك بادرة أمل لى، وهناك تلقيت تعليمى من الابتدائى وحتى الثانوى، بعدها التحقت بكلية آداب قسم لغة عربية، وحصلت على دبلوم عام تربوى من كلية تربية، ليتم تعيينى فى مدرسة النور للمكفوفين كمعلمة لغة عربية، وحصلت على بعثة تخصصية من المركز النموذجى بالقاهرة»، بحسب «منى».

صعوبات كثيرة واجهتها: «كنت بحاجة لمن يقرأ لى كتب الجامعة، لأن الكتب كانت مخصصة للمبصرين فقط، فساعدنى أقاربى وأشقائى وجيرانى بتسجيل المناهج، وبعد الانتهاء من الدبلومة عجزت عن استكمال الدراسات العليا، بسبب عدم تهيئة الكتب لفئة المكفوفين».

{long_qoute_1}

لم تمتلك «منى» مواهب رياضية من قبل، ولكنها كانت تكتب الشعر وتغنى، وشاركت أثناء الدراسة فى مسابقات: «أتمنى تحقيق المركز الأول على مستوى العالم، واستقبال المحافظ لنا بكل ترحاب كان دعماً لنا لمواصلة المشوار وتحقيق مستوى أفضل».

لدى «منى» 7 أشقاء، ورغم أن والدها صياد بسيط، فإنه ساندها بكل ما يملك: «أسرتى كلها دعمتنى ووالدى تعب معى منذ صغرى وعرضنى على أطباء كثيرين حتى بلغت ست سنوات، ونظراً للظروف المعيشية الصعبة سافر والدى للسعودية للعمل هناك، وأشقائى كانوا مسئولين عن ذهابى وعودتى طوال مرحلة الدراسة بمدرسة النور».

وأضافت: «يتواصل معنا الكابتن عماد عبدالعزيز، وأخبرنا بتشكيل منتخب جديد لرفع الأثقال للمكفوفين، وبالتالى إمكانية الانضمام، وبداخلنا عزيمة وإرادة، وخضنا الاختبارات والتدريبات كلها حتى حققنا إنجازاً فى 3 أشهر لم يحققه أحد فى 13 عاماً، ولعبنا أمام فرق قوية، ومدربنا الدكتور عبادة عاملنا كالأسوياء، واستعددنا لبطولات مقبلة، إحداها فى أمريكا».