بالصور| جوزفين "كفيفة" لم تتهيب صخور الجبال: "الحياة من حقنا"

كتب: سمر صالح

بالصور| جوزفين "كفيفة" لم تتهيب صخور الجبال: "الحياة من حقنا"

بالصور| جوزفين "كفيفة" لم تتهيب صخور الجبال: "الحياة من حقنا"

حب السفر وحقها في الاستمتاع بالحياة كغيرها من الشباب، كان دافعا لها، لخوض تجربة ربما يهاب كثير من المبصرين خوضها، كان يومها مملا، اعتادت الذهاب للعمل صباحا والعودة منه في مواعيد ثابتة لا تتغير، فوجدت في السفر فرصة لتفريغ طاقتها وخلقت لنفسها تفاصيل جديدة تملأ بها يومها لتعطي بها رسالة مفادها التحدي والعزيمة للمكفوفين مثلها.

اعتادت جوزفين سعيد، 28 سنة، التي ولدت كفيفة في أسرة كل أفرادها من المُبصرين، وتخرجت في قسم المكتبات بآداب الإسكندرية، أن تذهب كل يوم إلى عملها في إحدى شركات الاتصالات، مهمتها تتمثل في الرد على العملاء وحل مشكلاتهم، تتكرر أحداث يومها الذي وصفته بـ"الممل" حتى أصيبت باكتئاب دفعها إلى البحث على السفر لترى الحياة إلا أنها وجدت صعوبة في هذا الحل أيضا تمثلت في رفض أصحاب الشركات قبول شخص من المكفوفين دون مرافق،"كان صعب إني أجيب مرافق ليا"، حسب قولها.

لم تيأس الفتاة الكفيفة من المحاولة حتى وجدت أخيرا الشركة التي سمحت لها بالسفر دون مرافق، وكانت البداية من "وادي الوشواش" في يوليو 2017، الشهير بالجبال والطبيعة الرملية ذات الصخور، وحسب حديث جوزفين لـ"الوطن" اكتشفت من هذه الرحلة حبها للمغامرة وقدرتها على المشي في الرمال والصخور.

بعيدا عن أجواء التخييم والمشي في رمال الصحراء، خاضت الشابة العشرينية، في نوفمبر العام الماضي، تجربة صعود الجبل لأول مرة في رحلتها إلى سانت كاترين، وحسب وصفها،" بمساعدة البدو وفريق الرحلة تسلقت جبل موسى وكانت تشعر في كل خطوة بشغف لاستكمال الطريق رغم رهبتها في البداية".

"طلوع الجبال مع البدو بيكون متعة، لأنهم أكتر خبرة بطبيعة المكان وبيوجهوني صح وبيشرحوا معالم المكان وتاريخه مع كل خطوة"، هكذا ترى جوزفين تجربة صعود الجبال مع البدو في المناطق الصحراوية، التي تعرفت على معالمها بأذنيها وملمس يديها للأشياء، ووقعت في حب التجربة منذ المرة الأولى.

تعرضت المغامرة العشرينية إلى إصابات خفيفة أثناء تجاربها مع صعود الجبال،"أوقات رجلي بتتخبط في صخر وأوقات بقع بس التجربة ممتعة وتستحق المغامرة"، حسب تعبيرها.

إلى جانب صعود الجبال وتسلق الصخور، خاصت الفتاة الكفيفة تجربة الغطس تحت الماء على عمق 5 أمتار، في إحدى رحلاتها إلى محمية رأس محمد في سيناء، وصفتها في حديثها بـ"إحساس ممتع بوجود الأسماك والكائنات البحرية حولها تتحسسهم بيدها حتى لو لم تتمكن من رؤيتهم".

تحلم جوزفين بصعود أعلى قمة جبلية في العالم، "إيفرست"، وأن تصبح من المشهورين في هذه الرياضة حتى تستطيع تغيير نظرة المجتمع لأصحاب الإعاقة البصرية، واختتمت قائلة، "من حق المكفوفين السفر دون شرط وجود مرافق معاهم".


مواضيع متعلقة