أين يتجه «عناصر داعش» بعد سوريا والعراق؟

أين يتجه «عناصر داعش» بعد سوريا والعراق؟
على الرغم من التراجع الذي شهده تنظيم "داعش" الإرهابي في المنطقة الفترة الأخيرة، والذي قدره خبراء في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي أي إيه" بنحو 83% مقارنة بذروة نشاط التنظيم في العام 2015، من حيث النشاط الإعلامي والدعائي، يسعى التنظيم لإعادة التموضع من جديد في مناطق جديدة في العالم بعد الهزيمة التي لقوها في سوريا والعراق، والتي تجسدت في الفلبين وبعض الدول الإفريقية أيضًا.
وارتفعت وتيرة انتقال عناصر من تنظيم "داعش" الإرهابي إلى أراضي الفلبين في الأشهر القليلية الماضية، وفقًا لما رصدته أجهزة الأمن الفلبينية.
ونقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية انضمام ما بين 40 إلى 100 مقاتل من داعش إلى التنظيم فى جنوب الفلبين خلال الأشهر الـ12 الماضية، وأن معظم القادمين جاءوا من البلدان المجاورة للفلبين مثل إندونيسيا وسنغافورة، كما قدموا من بلدان شرق أوسطية.
وفي القارة السمراء، لا يزال الأمل يراود "داعش" في تعزيز وجودها في الصومال من خلال العمل المسلح واجتذاب الموالين من بين آلاف المزارعين الفقراء في الريف، فما هي طرق الانتقال للتنظيم الإرهابي؟ وإلى أين سيتجهون في إفريقيا؟.
في هذا الشأن، يقول أحمد كامل البحيري، الخبير في شؤون حركات التطرف العنيف بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن التنظيم الإرهابي له طرق عديدة في عملية الانتقال سواء لأفريقيا أو الفلبين، ولكن يظل الانتقال عبر البحر هو الوسيلة الأكثر أمانًا للتنظيمات الإرهابية.
"بوكوحرام"
وأضاف لـ"الوطن"، أن البحر كعملية انتقال من البؤرة القديمة للجديدة هي الأسهل أيضًا، إذ سيسلكون منطقة الساحل، وهذا أيضًا ينطبق على توجههم إلى منطقة القرن الأفريقي، مشيرًا إلى أن هناك إرهابيين انضموا لذلك التنظيم بعد دخولهم سوريا أو العراق بشكل رسمي، ولا يوجد قاعدة بيانات تثبت أنهم صحفيين.
وتابع: "فكرة خروج هذه العناصر وانتقالهم بشكل رسمي سهل للغاية، لأنه لا يوجد أن معلومات تورطهم في أي من الأحداث الإرهابية، فلذلك سيصلون إلى نقطة التمركز الجديدة بشكل رسمي".
من ناحيته، قالت أميرة عبدالحليم، خبيرة بالشؤون الأفريقية، إن "داعش" بعد ضربات سوريا والعراق، عناصر بدأت تزداد ظهورها، وأيضًا زادت ترابطاته مع الجماعات في أفريقيا، خصوصًا بعد ما أتاحته الأزمة الليبية من فوضى في سوق السلاح استغلته العناصر الإرهابية لزيادة قوتها.
أضافت لـ"الوطن"، أن التنظيمات الإرهابية في أفريقيا أغلبها لم ينضم لـ"داعش"، ولكن الجماعة الرئيسية التي انضمت له هي "بوكوحرام"، لافتة إلى أن تلك الجماعة انتشرت في منطقة الساحل الأفريقي وينفذون عمليات فيه، وذلك لأنها الأكثر ضعفًا في القارة الأفريقية والمؤهلة لاستقبال عناصر إجرامية وإرهابية، لاحتوئها على مساحات في ظل ضعف الدول لأنها من أفقر دول العالم والتي تعاني من مشكلات كبيرة جدًا، مشيرة إلى أن هذه المنطقة هي الأنسب لاستقبال عناصر التنظيم الإرهابي.