«الإخصاء والتعقيم والتحصين».. مقترحات "محلية النواب" لحل أزمة الكلاب

كتب: حسام ابو غزالة

«الإخصاء والتعقيم والتحصين».. مقترحات "محلية النواب" لحل أزمة الكلاب

«الإخصاء والتعقيم والتحصين».. مقترحات "محلية النواب" لحل أزمة الكلاب

شهدت جلسة الاستطلاع والمواجهة التي عقدتها لجنة الإدارة المحلية في مجلس النواب اليوم، بشأن أزمة ظاهرة انتشار الحيوانات الضالة وخاصة الكلاب، وكيفية التعامل معها، اقتراحات من نواب وممثلي جمعيات الرفق بالحيوان، بتعقيم وتحصين الكلاب الضالة وتجميعها في ملاجئ ثم "إخصائها".

وعرضت لجنة الإدارة المحلية خلال الجلسة، صورا لمواطنين مصابين بحالات عقر، إذ تسببت الكلاب الضالة في وجود عاهات مستديمة في أجسامهم، وأغلب الحالات للأطفال.

وقال الدكتور محمد فؤاد نائب دائرة العمرانية في محافظة الجيزة، إنّ ظاهرة انتشار الحيوانات والكلاب الضالة خطيرة، ولجنة الإدارة المحلية في البرلمان اهتمت بهذه القضية منذ فترة، خاصة مع انتشار العديد من الحوادث المؤسفة التي يتعرض لها مواطنون من قبل الكلاب والحيوانات الضالة.

وأوضح فؤاد، أنّ هناك وجهات نظر مختلفة بشأن كيفية التعامل مع هذه الحيوانات، متابعا: "نحن بين صراع مستمر بين مواطنين يخافون على أنفسهم، وبين من لهم كلام له وجاهة وموضوعية من جمعيات الرفق بالحيوان، بأنّ هذه الحيوانات يجب أنّ تعامل معاملة إنسانية".

وزاد نائب العمرانية: "هناك أسباب لهذه الأزمة، فطبقا لتقارير من الطب البيطري تشير إلى أنّ هناك سوء تعامل من بعض الأطفال مع هذه الحيوانات والكلاب الضالة، وهناك مليون و300 ألف حالة عقر منذ العام 2014 حتى 2017، بينها 231 حالة وفاة، وهذا الرقم كبير جدا".

وتابع فؤاد: "في اجتماع سابق للجنة الإدارة المحلية، أوصت الحكومة بوضع برنامج زمني للتعامل مع هذه الظاهرة وحل هذه الإشكالية، لكن الحكومة لم تلتزم"، موضحا أنّ هذه المشكلة بحاجة إلى حلول ويجب مواجهتها، وهناك مشكلة كبيرة أيضا وهي تعرض المواطنين للإيذاء من الكلاب التي يربيها مواطنون في منازلهم، وتكرار هذه الحوادث الفترة الأخيرة".

وأوضح "فؤاد" أنه من ضمن الحلول المقترحة، توفير ملجأ وأماكن لمثل هذه الكلاب، فضلا عما تفعله بعض الدول من إخصاء وغيره، ومن الناحية التشريعية يجب النظر للتشريعات التي تنظم هذه الأمور وتطويرها للتعامل مع مثل هذه المشكلات".

واتفق معه النائب عبدالحميد كمال عضو مجلس النواب، مؤكدا أنّ الإشكالية كبيرة، ولا بد من المواجهة الحاسمة، وإذا تعارضت مصلحة المواطن مع مصلحة الحيوان نقف إلى جانب المواطن، مع إدراكنا بأنّ الرحمة لا تجزأ إطلاقا. قائلا: "إذا تعارض مصلحة الإنسان مع الحيوان نقف دائما مع الإنسان".

من جانبه، قال الدكتور أمير خليل ممثل إحدى جمعيات الرفق بالحيوان، إنّ هذه المشكلة خطيرة، ويعيش في مصر منذ 54 عاما، ويعرف الظروف المعيشية للمواطنين، والبعض يرى أنّ الحل في قتل الكلاب، معربا عن رفضه هذا الحل.

وأضاف ممثل إحدى جمعيات الرفق بالحيوان: "أعتقد أنّ حل المشكلة علمي ويستغرق 3 سنوات، والرحمة لا تتجزأ، الرحمة مع الإنسان والحيوان، وأؤكد أنّ قتل الكلاب بمادة سامة ليس حلا، بل أن قتل الكلاب يكلف الحكومة تكلفة كبيرة".

وأكد خليل، أنّ "هناك مليون و300 ألف حالة عقر حسب ما سمعت، ويمكن تحصين وتعقيم نحو 70% من الكلاب في مصر، ونقضى على مرض السعار الموجود في مصر منذ 4 آلاف سنة، وهناك دول لديها المشكلة ذاتها، والحل تطعيم الكلاب ضد السعار لحماية المواطنين خاصة الأطفال، ثم إخصاء الكلاب، والأولوية لحماية المواطنين والأطفال".

وقال العقيد هشام بهنسي، مربي ومتخصص في الحيوانات والرفق بالحيوان: "قدمنا منذ عامين مشروعا بالتعاون مع جمعية ألمانية مع الحكومية المصرية، بتجميع وتعقيم وتحصين الكلاب والحيوانات الضالة، ونخاطب الأحياء لتوفير أماكن إيواء لهذه الحيوانات، فالموضوع أصبح خطير وبحاجة لاعتماد من الجهة الحكومية، وهذه المشكلة خطيرة منبعها الإنسان وليس الحيوان في سلوكياته مع الحيوانات الضالة، وتعاونّا مع وزارة الزراعة وسنعيد طرح الرؤية على الحكومة مرة أخرى".

وأوضح بهنسي أنّ الجمعيات المدنية تبذل جهدا كبيرا في هذه القضية، ورأى أنّ الجهات الحكومية عليها توفير عيادات ومستشفيات العيادات البيطرية في كل محافظة، وتحديد أماكن الإيواء كأرض خالية مثلا، وتخصيص مجموعات تتولى رعاية الحيوانات الضالة مع مراعاة التوازن البيئي، بوجود الكلاب والقطط لكن بنسب.

من جانبه، قال اللواء دكتور مدحت الحريشي مساعد وزير الداخلية سابقا، ومدير الإدارة العامة لتدريب كلاب الأمن والحراسة سابقا في وزارة الداخلية: "تجربة المعادي بإخصاء الكلاب فشلت فشلا ذريعا، وأدت إلى زيادة أعداد الكلاب"، مضيفا: "جنب بيتي حوالي 60 كلب، والمشكلة مش هتتحل إلا بوجود رؤية واستراتيجية وتخصيص ميزانية من قبل الحكومة لتنفيذها، وحل مشكلة القمامة، والناس اللي بتأكل الكلاب قمامة، وبعدين نتكلم عن الإخصاء والتعقيم".

وأضاف الحريشي، أنّ "حوادث الكلاب في مصر، محدش عارف ده كلب ضال ولا واحد مربيه، ممكن كلب يعض جاري وهو مش متحصن، وساعة الجد أحطله رخصة أنه كلب متحصن، لو عايزين نغير طريقة مقاومة الكلاب الضالة لازم الحكومة تخصص ميزانية وتحط استراتيجية".

 


مواضيع متعلقة