«البرادعي الحائز على رضا السرايا».. دهن عربات الملكين «فؤاد» و«فاروق»

كتب: كيرلس مجدى

«البرادعي الحائز على رضا السرايا».. دهن عربات الملكين «فؤاد» و«فاروق»

«البرادعي الحائز على رضا السرايا».. دهن عربات الملكين «فؤاد» و«فاروق»

احتضنت بين جانبيها عربات الملكين فؤاد وفاروق لسنوات عديدة، منذ إنشائها كأول ورشة «دوكو» سيارات في مصر عام 1934، لتستمر18 عاما، مقلدة بالشعار الملكي قبل تحول مصر إلى الجمهورية.

«ورشة محمد محمود البرادعي للسروجي والدوكو .. الحائز على رضا السرايا وأصحاب السمو».. بتلك اللافتة التراثية يعرف السكندريون الورشة، حيث تجذب أعين المارة بشارع فؤاد وسط الإسكندرية إلى مبناها التراثي باحتضانها لسيارات قديمة بين أروقتها المقسمة على محلين كبار يتسع كل منهما إلى 3 سيارات، ناهيك عن ارتفاع سقفها لأكثر من 7 أمتار، ما سهل على مالكها إقامة بعض الغرف العلوية بها.

«هنا كنا بندهن العربيات الحنطور للملك فؤاد، وبعدها كنا بندهن عربيات الملك فاروق اللي كان متعود يجى للحج محمد البرادعي صاحب الورشة وكان بيقعد معاه في الأوضة اللى فوق، لأنه على حسب اللي سمعته أنه كان ملك كويس وبيحب الناس وكان بسيط مع كل الناس»، بحسب عبدالفتاح أحمد، مدير الورشة الحالي.

وكسبت الورشة شهرة واسعة من طلاء سيارات الملك، الأمر الذي جعلها مقصدا لسيارات الأجانب وصفوة مجتمع خلال تلك الفترة: «الملك ممنعناش أننا نشتغل لغيره، لكن كان فيه شرط أننا ممنوعين من دهان أى عربية باللون الاحمر واللي كان مخصص للعربيات الملكية فقط وقتها».

ويرى عبد الفتاح، أن الثورة لم تضر عملهم بل على النقيض اكسبتهم شهرة واسعة وجعلت قادة مصر يتهافتون عليهم لتجربة «بوهيجي عربيات الملك»، ناهيك عن الممثلين وأبرزهم عزت أبوعوف والوزراء مثل رشيد محمد رشيد، لافتا إلى تهافت العامة أيضا عليهم إلا أن الشهرة جعلتهم يحصدون مبالغ أكبر: «الحاجة اللى تتعمل برة بجنيه عندنا سعرها بتلاتة لشهرتنا وصنعتنا الكويسة».

ويؤكد عملهم في السيارات القديمة على وجه الخصوص، حيث إن الورشة تحتضن سيارة «موريس» ترجع لعام 1934 وصناعتها ألمانية من الصاج الخارجي والخشب الداخلي، ولها بابين وزجاج أمامي يفتح ويغلق، وكانت تخص «بول ليه» صديق الملك فاروق، ومن ثم اشتراها المستشار إسماعيل، وأتى بها للدهان منذ 5 سنوات، ولم يعد لأخذها، ما جعلها أحد أبرز معالم المكان.

وأشار إلى أن مالك الورشة توفي فى ثمانينيات القرن الماضي، قبل أن تؤول لابن أخيه، والذي سافر إلى الخارج، فيما يقوم هو بإدارتها رفقة عامل آخر.


مواضيع متعلقة