صور| "مرضاش يهرب".. الشرطي محمد حاول إنقاذ ضحايا "محطة مصر" فلحق بهم
صور| "مرضاش يهرب".. الشرطي محمد حاول إنقاذ ضحايا "محطة مصر" فلحق بهم
- أمين الشرطة
- أمين شرطة
- ساعات طويلة
- محافظة الشرقية
- محطة مصر
- مركز منيا القمح
- أمين الشرطة
- أمين شرطة
- ساعات طويلة
- محافظة الشرقية
- محطة مصر
- مركز منيا القمح
في تمام الثامنة صباح يوم الأربعاء، سلم أمين الشرطة محمد جودة محمد حامد، مهام الخدمة إلى زميله في مكتب بريد الجيزة، ثم توجه إلى محطة مصر قاصدا قريته بيشة عامر بمركز منيا القمح في محافظة الشرقية، ولكن كان للقدر كلمة أخرى.
ساعات طويلة قضتها أسرة أمين الشرطة محمد جودة، بحثا عنه بعد تغيبه عن أسرته حتى كانت الصدمة التي يروي تفاصيلها "محمد فتوح" ابن أخته الذي يعمل أمين شرطة أيضا: "زميله اللي في حراسات المحطة قال لنا إن خالي كلمه الساعة 9:26 صباحا، وقت وقوع الحادث، وقال له فيه حادثة جامدة هنا في محطة مصر، وبعد دقيقتين الاتصال اتقطع".
وأضاف ابن أخت الشهيد، في تصريحاته لـ"الوطن": "عرفنا بعد كده إن خالي محمد مات محترقا بالنار وهو بيحاول ينقذ الضحايا من الحريق الهائل في محطة مصر، والله العظيم خالي محمد كان بعيد عن الانفجار بس اتدخل علشان يطفي الناس كان ممكن يجري على برة المحطة، لكنه دفع بحياته لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، وزي ما فيه أبطال كانوا بيطفوا وربنا نجاهم فيه ناس دفعت حياتها زي خالي محمد".
وعن طبيعة عمل الشهيد محمد جودة، قال "فتوح": "خالي محمد كان خدم فترة في المحطة اللي اتحرقت دي، وهو ساكن في الشرقية وشغال في بريد الزقازيق ومنتدب في بريد الجيزة لمدة أسبوعين، كان يعمل لمدة 24 ساعة من 8 صباحا حتى 8 صباح اليوم التالي، ويسافر إلى الشرقية 48 ساعة".
ويتابع "فتوح" قائلا في مرارة وحزن: "خالي محمد عنده 37 سنة، ومعاه ولدين، أكبرهم يوسف 7 سنوات، وآدم 3 سنوات، والمرحوم كان وحيد على 3 بنات وأبوه خلفه وهو عنده 70 سنة، وخالي محمد اتربى يتيم الأب وهو في سن 4 سنين وربته أمه"، مضيفا بقوله: "خالي محمد كان هادئ ومؤدب وذو أخلاق ومبتسم دائما وصبور ومجتهد وودود يصل رحمه".
"عرفنا جثته عن طريق تحليل DNA، خدنا عينة من ابنه وقارناها بيه طلع هو وروحنا استلمنا الجثة من مشرحة زينهم.. الله يرحمه كان بنى بيت في قرية بيشة عامر قبل ما يموت ومالحقش يسكن فيه"، كلمات أخيرة قالها ابن أخت الشهيد متحدثا عن خاله الشرطي البطل الذي قدم حياته من أجل إنقاذ أبناء وطنه.