متحدث «الرئاسة»: «السيسى» وضع مبادئ لحل أزمات المنطقة.. ومصر لديها خبرة بـ«العائدين من الإرهاب»

متحدث «الرئاسة»: «السيسى» وضع مبادئ لحل أزمات المنطقة.. ومصر لديها خبرة بـ«العائدين من الإرهاب»

متحدث «الرئاسة»: «السيسى» وضع مبادئ لحل أزمات المنطقة.. ومصر لديها خبرة بـ«العائدين من الإرهاب»

قال السفير بسام راضى، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن مصر حقّقت العديد من المكاسب من استضافتها قمة شرم الشيخ العربية - الأوروبية الأولى من نوعها، معتبراً أن استضافة مصر هذا الحدث التاريخى تمثل اعترافاً بما حققته مصر من نجاحات على المستويين الداخلى والخارجى.

وإلى نص الحوار:

كيف ترى إقامة القمة العربية - الأوروبية الأولى على أرض مصر فى هذا التوقيت؟

- هذه القمة تجمع بين منطقتين من أهم المناطق فى العالم، المنطقة العربية وأوروبا، وفيهما نسبة كبيرة من سكان العالم، وهذه القمة هى الأولى من نوعها، ومهمة جداً، وبمثابة بداية مهمة جداً للحوار بين العرب والاتحاد الأوروبى، بسبب وجود مساحة كبيرة من القضايا والمشكلات والتحديات المشتركة، فمثلاً مشكلة الهجرة غير الشرعية تعانى منها أوروبا نتيجة الأزمات الموجودة بشكل كبير فى المنطقة العربية، وإقامة هذه القمة على الأراضى المصرية فى هذا التوقيت تعنى أن مصر فى قلب العالم وقضاياه.

{long_qoute_1}

ما أبرز مبادئ التعاون بين الجانبين العربى والأوروبى، التى تم التوافق عليها؟

- المبادئ واضحة، وظهرت فى كلمات رؤساء الوفود خلال اليوم الأول من القمة، والرئيس عبدالفتاح السيسى كثيراً ما أكدها مراراً، وأولها أهمية اللجوء للحل السياسى لمواجهة الأزمات الموجودة فى المنطقة العربية، المبدأ الثانى الذى يؤكده الرئيس فى أكثر من مناسبة هو ضرورة دعم الحكومات المركزية والدول الوطنية، والمبدأ الثالث هو عدم التعامل بأى شكل من الأشكال مع أى ميليشيات مسلحة أو جماعات مسلحة بخلاف الجيوش النظامية للدول، سواء جيوش أو قوات شرطة مدنية، هذا مبدأ مهم يجب ألا نحيد عنه أبداً، وكذلك دعم الحكومات الشرعية بكل أنواعها والوقوف إلى جانب المؤسسات الوطنية، لأن انهيار المؤسسات الوطنية فى بعض البلدان أدى إلى انهيار وضياع دول.

هل ترى أن البعد عن هذه المبادئ فى التعامل مع بعض الأزمات فى المنطقة أدى إلى تفاقمها؟

- بالتأكيد، لذلك نحن نتحدث عن الحل والمسار السياسى وليس العسكرى، ودعم الدول الوطنية والحكومات المركزية والمؤسسات وعدم التعامل مع أى منظمات أو ميليشيات مسلحة، وأثبتت التجربة بما لا يدع مجالاً للشك أن تلك التنظيمات ليس هناك أى طائل من ورائها إلا الخراب والدمار والموت، ولا تسهم أبداً فى تطور الدول وحل مشكلاتها، بل بالعكس، تزيد المشكلات تعقيداً.

الرئيس حذّر فى كلمته من الحكومات التى تدعم الجماعات الإرهابية، والبعض يشير بوضوح إلى الدور التركى والقطرى والإيرانى فى ذلك.. إلى أى مدى يسهم هذا الدور فى عدم استقرار المنطقة؟

- لا نريد أن نذكر أسماء دول، لكن الأطراف التى تدعم الإرهاب وتساند الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة هى أطراف معروفة، ونحن نرفض أى تدخلات إقليمية، ومن بين المبادئ التى نؤكدها اليوم فى القمة العربية - الأوروبية، احترام سيادة الدول على أراضيها، وعدم التدخل فى شئونها، والحفاظ على وحدة أراضى الدول، لأن هناك بعض التدخّلات التى تستهدف تمزيق هذه الوحدة وتقسيم البلدان وتمس وحدة أراضيها وأمنها القومى، وهذا أمر خطير جداً ويُرسى سوابق خطيرة فى المنطقة نرفضها ونحذّر منها، ونؤكد فى المقابل احترام مبدأ سيادة الدول ووحدتها.

{long_qoute_2}

ما المشكلات الأخرى المطروحة على أجندة التعاون العربى الأوروبى؟

- قضية مكافحة الإرهاب بدون شك، فنحن نرى اليوم الميليشيات الإرهابية الموجودة فى المنطقة العربية تجنّد بين صفوفها مقاتلين أجانب من دول أوروبية وغير أوروبية، وبعض المقاتلين الأجانب يقطعون آلاف الأميال للذهاب إلى تلك الجماعات والانضمام إليها وممارسة أدوار تخريبية وإرهابية فى بلدان مثل سوريا وليبيا والعراق، والجماعات الإرهابية تستخدم الإنترنت كوسيلة أساسية لتجنيد هؤلاء الأجانب، وبالتالى يجب وجود تنسيق وتعاون أكبر عربى وأوروبى فى هذا الملف، ونحتاج إلى السيطرة بصورة أوسع على شبكة المعلومات العالمية التى باتت وسيلة رئيسية للجماعات الإرهابية للتواصل والتجنيد.

ما الرؤية المصرية للتعامل مع ظاهرة المقاتلين الأجانب، وعودتهم إلى أوطانهم؟

- المقاتلون الأجانب يتم تجنيدهم بالأساس من خلال شبكة الإنترنت، ويمكن جداً التعاون فيها بين الأطراف الدولية، بأن تسيطر عليها الشركات القائمة على هذه الخدمات وتغلق مواقع الإرهابيين التى تُستخدم لتجنيد المقاتلين، ومصر لديها خبرة كبيرة فى مسألة «العائدين من أفغانستان» فى تسعينات القرن الماضى، وإعادة إدماج هذه العناصر التى تم تجنيدها، فى المجتمع، تمثل مشكلة كبيرة، ومصر كان لها خبرات فى هذا الشأن، وعلى الدول الأوروبية أن تعى خطورة ذلك، لأن مسألة مكافحة الإرهاب لا تعنى القضاء على إرهاب موجود فى بؤرة معينة، لأنه بعدها سيكون لدينا مقاتلون موجودون على الأرض، وأمامهم إما العودة إلى مواطنهم الأصلية، بأفكارهم المتطرفة، أو الذهاب لمنطقة توتر أخرى، لذا لا بد من التعامل مع هذه الظاهرة بأسلوب علمى، والتعامل مع تداعياتها الخطيرة بما يجنّب الدول خطر هؤلاء العائدين.. واليوم تنظيم داعش الإرهابى يتعرّض للانحسار تماماً فى سوريا بعد هزيمته فى العراق، لكن أين يذهب الإرهابيون؟، هذه نقطة مهمة جداً، من الممكن أن يذهبوا إلى أماكن أخرى، وهناك حديث وتعاون مع أوروبا بألا يتم منحهم ممرات آمنة، وكل هذه أمور محل نقاش فى القمة العربية - الأوروبية الحالية.

ما أبرز مكاسب استضافة القمة؟

- حضور القمة بهذا المستوى والمشاركة الواسعة من جانب عشرات من قادة دول وحكومات عربية وأوروبية يعكس الثقل الدولى والعالمى والإقليمى لمصر، ويؤكد أن مصر بذلت جهوداً كبيرة، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال السنوات الماضية، وتحولت من دولة تعانى من اضطرابات شديدة جداً، وعلى وشك الانهيار فى 2011 و2012 و2013 وحتى خلال فترة من 2014، إلى دولة آمنة ومستقرة وبها إصلاح اقتصادى أوشك أن ينتهى بنجاح فى شهر يونيو المقبل، وتنطلق بمشروعات تنموية ضخمة، منها ما له سجل عالمى، سواء فى الحجم أو الإنتاج أو سرعة التنفيذ، وهذا تغيّر فى المشهد فى سنوات قليلة جداً إذا تم قياسها بعمر الدول والمقاييس العالمية فى التحول التنموى، إننا نتحول فى 4 أو 5 سنوات من الدولة التى وصفتها لك لاختلاف المشهد إلى المشهد الذى تراه حالياً، هذا تطور كبير جداً يعكسه انعقاد مثل هذه القمة اليوم على أرض مصر، وسأذكركم، وإن كنت لا أريد تذكر هذه المشاهد، مشاهد «محمد محمود» أو حرق المجمع العلمى، وحصار المحكمة الدستورية، ومدينة الإنتاج الإعلامى، كلها مشاهد لم تحدث بالماضى السحيق، لكن كانت بالماضى القريب جداً، وكلنا كنا نعانى منها، بما فى ذلك الانفلات الأمنى، وحتى الجرائم الجنائية، وليس فقط الإرهابية من سرقات وسطو مسلح وما إلى ذلك، كل هذا تحول تقريباً 180 درجة، أصبحت لدينا دولة مستقرة وآمنة وتتطور، والتنمية انطلقت فى جميع أنحاء الجمهورية.


مواضيع متعلقة