«السيسى» لمنتقدى عقوبة الإعدام: انتم مش هتعلمونا إنسانيتنا

«السيسى» لمنتقدى عقوبة الإعدام: انتم مش هتعلمونا إنسانيتنا

«السيسى» لمنتقدى عقوبة الإعدام: انتم مش هتعلمونا إنسانيتنا

قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، إن «الأولوية فى أوروبا هى تحقيق الرفاهية والحفاظ عليها، أما فى بلادنا، فالأولوية للحفاظ على الوطن، ومنعه من السقوط والخراب والانهيار، كما ترون فى دول كثيرة مجاورة لنا». جاء ذلك خلال مؤتمر صحفى لكل من الرئيس عبدالفتاح السيسى، ورئيس المجلس الأوروبى دونالد توسك، وأحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية.

وواصل الرئيس السيسى حديثه، فى رده على أسئلة الصحفيين: «من فضلكم، حينما تتحدّثون عن الواقع فى بلادنا، لا تفصلوه عن المنطقة، وما يحدث فيها، وهذا لا يعنى التجاوز فى حقوق الإنسان وده مش كلام سياسى علشان أرضى الجانب الأوروبى، لكن علشان تفهموا أن شرم الشيخ التى توجدون بها قد تتحول بعمل إرهابى واحد إلى مدينة أشباح، وأنتم تقولون إنها رائعة وجميلة، وبها أماكن لاستقبال مئات آلاف البشر للاستمتاع بالطبيعة والجو والمناخ، وهذا يوفر دخلاً لمصر والمصريين العاملين بهذا القطاع، لكن لو وقع حادث إرهابى واحد لتحولت إلى مدينة أشباح لـ3 أو 4 سنوات، لذلك حجم التحدى فى مصر ومجابهته كبير».

وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن مطالبة الدول الأوروبية بإعادة النظر فى عقوبة الإعدام عدم فهم للواقع. وعلق الرئيس على عقوبة الإعدام بالمنطقة العربية، قائلاً: «أنتم تتكلمون عن عقوبة الإعدام، لكن أرجو ألا تفرضوا علينا، فهنا فى منطقتنا العربية، لما يتقتل إنسان فى عمل إرهابى، بتيجى الأسر تقول لى عاوزين حق أولادنا ودمهم، ودى ثقافة موجودة فى المنطقة، والحق ده لازم يتاخد بالقانون».

وفى رده على منتقدى عقوبة الإعدام قال: «أنتم مش هتعلمونا إنسانيتنا، نحن لدينا إنسانيتنا، ولدينا قيمنا، ولدينا أخلاقياتنا، ولديكم كذلك ونحترمها، فاحترموا أخلاقياتنا وأدبياتنا وقيمنا، كما نحترم قيمكم».

{long_qoute_1}

وأثارت كلمات الرئيس تصفيقاً حاراً من قِبَل الحضور استمر لدقائق، وسط إعجاب كثيرين من الحضور بالكلمة. وتقدّم الرئيس عبدالفتاح السيسى بالتهنئة على نجاح القمة العربية - الأوروبية، واصفاً إياها بالتاريخية، وقال إن المناقشات جرت فى مناخ بنّاء، وإحداث تقارب فى وجهات النظر بمختلف القضايا.

وأضاف الرئيس أن الزعماء والقادة العرب طرحوا وجهات نظرهم خلال القمة العربية الأوروبية بكل وضوح وصراحة بشأن أهم القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وهى قضية العرب الأولى المركزية، وسُبل مواجهة الإرهاب، والضرورة القصوى للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمات المتعدّدة التى تشهدها المنطقة، وكل ذلك بهدف تعزيز الاستقرار فى محيطنا الجغرافى المشترك. وأشار «السيسى» إلى أنه تم تأكيد أهمية تعزيز التعاون المشترك، بهدف البناء على علاقات التعاون العربى - الأوروبى فى مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وقد عكس الإعلان الصادر عن القمة الأرضية المشتركة، التى نأمل أن يتم البناء عليها خلال اللقاءات المقبلة.

وأكد الرئيس السيسى أن القمة أتاحت فرصة طيبة للقادة والزعماء لعقد العديد من اللقاءات الثنائية، وتناول القضايا ذات الاهتمام المشترك، ومن دواعى سرورنا أن نكون أسهمنا فى مصر بتعزيز التعاون على الصعيد الثنائى بين الدول العربية والأوروبية، ونتطلع للمزيد من اللقاءات بين الجانبين فى المرحلة المقبلة، وعلى جميع المستويات، للبناء على النتائج المهمة لقمة شرم الشيخ العربية الأوروبية الأولى.

وقال: لقد تم التطرّق إلى مسائل تعزيز الشراكة بين الجانبين، وسُبل التعامل المشترك مع التحديات، سواء الدولية أو الإقليمية تحت العنوان الرئيسى للقمة «فى استقرارنا نستثمر»، حيث جرت المناقشات فى مناخ بنّاء يسوده التعاون والصراحة والمودة والرغبة الصادقة فى إحداث تقدّم ملموس فى شتى الملفات ذات الاهتمام المشترك، مما أسهم فى إحداث تقارب فى وجهات النظر تجاه هذه القضايا، وأتاحت الجلسة الختامية الفرصة للتفاهم وتبادل وجهات النظر بشكل مباشر، مما كان له أطيب الأثر فى بناء علاقات جديدة بين القادة من جهة، وتعزيز أواصر العلاقات القائمة بالفعل من جهة أخرى. وأكد «السيسى» أننا بحاجة إلى حرمان العناصر الإرهابية من الوسائل المتقدّمة التى تستخدمها للتأثير على أمننا واستقرارنا، مضيفاً، فى رده على أسئلة الصحفيين، أن الطريق ليس سهلاً، لكن سينتهى فى فترة محدودة، متابعاً: «لأنه عقائدى، وهناك غطاء سياسى، لكننا متحركون فى مكافحة الإرهاب بكل السبل».

وقال إن قضية الإرهاب لها تأثيرها المدمر على أمن واستقرار المنطقة العربية والأوروبية والعالم كله، وأتصور أن القناعات بدأت تتزايد فى إيجاد آلية عمل مشترك للتعامل مع هذه القضية بشكل متكامل بين الدول العربية الراغبة فى مكافحة الإرهاب، وبين أوروبا. ودعا إلى حرمان العناصر الإرهابية من الحصول على الوسائل المتقدّمة التى تستخدمها فى تجنيد وتكليف العناصر الإرهابية، مؤكداً أن الانتهاء من استراتيجية واضحة للقضاء على ظاهرة الإرهاب لن يتم خلال فترة محدودة.

{long_qoute_2}

وأشار «السيسى» إلى حصول بعض التنظيمات الإرهابية الكبيرة على دعم من بعض الدول عن طريق التمويل وتوفير الغطاء السياسى لتلك التنظيمات، وقال إن القمة العربية - الأوروبية منصة جديدة للتعاون والتنسيق والتشاور والحوار، فى ظل الثقافتين المختلفتين، والظروف الخاصة بكل منطقة.

وفى ختام القمة العربية الأوروبية، وجّه الرئيس عبدالفتاح السيسى، الشكر إلى كل المشاركين فى القمة العربية الأوروبية المنعقدة بمدينة شرم الشيخ، خاصة لما شهدته القمة من نقاشات مثمرة وتواصل مباشر بناءً على مستوى مؤسسى رفيع، والأول من نوعه فى تاريخ العلاقات العربية - الأوروبية.

وقال الرئيس إننى على ثقة أن هذا التواصل أسهم فى توضيح الرؤى والتوجّهات بشأن العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، التى كان من الضرورى أن تتم بشأنها عملية مكاشفة صريحة على هذا المستوى الرفيع، بما يعطى دفعة قوية للعلاقات العربية - الأوروبية، ويتيح لنا بلورة رؤية استراتيجية مشتركة تجاه هذه القضايا.

وأكد على الأولوية القصوى لدول وشعوب المنطقتين العربية والأوروبية، فى ضوء تعاظم التحدّيات وتشابكها من جهة، والمزايا والإمكانيات والفرص، لتعزيز التعاون ومواجهة هذه التحديات، من جهة أخرى.

وأعلن الرئيس اعتماد مشروع البيان الختامى للقمة العربية الأوروبية، وانتهاء أعمال القمة، التى شهدت مشاركة ملوك ورؤساء أكثر من 50 دولة عربية وأوروبية.

وأعرب الرئيس عبدالفتاح السيسى، عن ثقته فى أن نجاح القمة العربية الأوروبية لا يُقاس فقط بما تم خلالها من نقاش ثرى، وإنما يقاس بمقدار ما تتحول به هذه القمة الناجحة إلى محطة جديدة لتعميق التعاون الممتد عبر التاريخ بين المنطقتين العربية والأوروبية.

وقال الرئيس السيسى: أرسينا دورية انعقاد القمة العربية الأوروبية مضيفين بذلك لبنة أخرى للصرح التعاونى المؤسسى المشترك بين دولنا ومؤكدين عزمنا على استكمال المسيرة لمواجهة التحديات التاريخية غير المسبوقة التى نعيشها فى مطلع القرن الواحد والعشرين.

ووجه حديثه إلى شعوب المنطقة قائلاً: «أيها الشعوب العظيمة المحبة للسلام، لقد اختتمنا اليوم بنجاح قمتنا فى شرم الشيخ مدينة السلام إلا أن نجاح التعاون العربى الأوروبى يظل فى النهاية رهناً لعملكم أنتم، ولن يكتب له الاكتمال إلا من خلال جهودكم، فأنتم أول المعنيين بلقائنا هذا، وأنتم من سيجنى ثمار عملنا المشترك، فأدعوكم بكل ود ومحبة لأن تتجاوزوا كل ما يفرقكم، وأن تتمسكوا بكل ما يجمعكم حتى ننطلق جميعاً إلى مستقبل أفضل للإنسانية بأسرها».

وقال دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبى، خلال المؤتمر الصحفى: إن القمة العربية الأوروبية بداية لمرحلة جديدة من التعاون، وأضاف: «بصفتنا جيراناً لا بديل إلا التعاون للدفاع، والحلول متعددة الأطراف أفضل السبل للسلام الحقيقى». ورد أحمد أبوالغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، على سؤال مراسل وكالة الأنباء الألمانية بخصوص مزاعم حول حقوق الإنسان فى مصر.

وقال: «كنت أود أن تشارك معنا فى اجتماعات القمة، فلم يتحدث أى من الحضور عن مسألة عدم الرضا، وما دار فى الاجتماعات تعبير عن اهتمامات، كما أن الجانب العربى والأوروبى اهتما بفلسفة مفاهيم حقوق الإنسان على الجانبين، لكن لم يتطرق أحد بالتحديد إلى هذه الدولة أو تلك أو ممارسات هذه الدولة أو تلك». وقطع جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية المؤتمر الصحفى المنعقد للإعلان عن البيان الختامى للقمة العربية الأوروبية للرد على زوجته خلال المؤتمر، وقال مازحاً: «كان يجب علىّ أن أرد على الهاتف لأنها لن تتوقف عن الاتصال».


مواضيع متعلقة