ورشة فى مصر القديمة تدافع عن المهن التراثية: «الأركت» يعنى «غالية»

كتب: إنجى الطوخى

ورشة فى مصر القديمة تدافع عن المهن التراثية: «الأركت» يعنى «غالية»

ورشة فى مصر القديمة تدافع عن المهن التراثية: «الأركت» يعنى «غالية»

فى ورشة لا تتجاوز مساحتها 4 أمتار، وقف كريم بجانب منشار كهربائى يصنع واجهة طاولة خشبية باستخدام فن الأركت، حركات دقيقة كان يتبعها خلال تفريغ الخشب، لضمان عدم الانحراف عن الرسم الذى كان يتبعه، لم يوقفه سوى صوت والدته «غالية»، وهى تشير بيدها إلى خطأ صغير لم ينتبه إليه، ليعود من جديد إلى العمل وهو يبتسم من دقة ملاحظتها.

وجود الست «غالية» بـ«الإسدال» فى ورشة «أركت» بمنطقة مصر القديمة كان غريباً، فالمهنة تقريباً تقتصر على الرجال، ولكن إيمانها الشديد بقيمة الحرف اليدوية، ودورها فى حفظ التراث، دفعها لمساعدة ابنها «كريم»، 29 عاماً، على فتح الورشة، والوقوف بجانبه فى العمل.

«العيلة معظمها حرفيين فى خان الخليلى، ومشهورين بإيديهم اللى تتلف فى حرير، وبعد ما ابنى كبر وفكر فى مشروع، اخترنا سوا ورشة الأركت، علشان يمشى على خطى العيلة، ويحافظ على الفن ده من الاختفاء»، تقولها «غالية» بينما تشرح كم المصنوعات التى شاركت فيها برأيها مع ابنها.

تعرضت الأم وابنها لانتقادات كثيرة بسبب طبيعة عمل الورشة، ولكنهما لم يلتفتا إليها: «فى البداية الناس قالوا لنا افتحوا محل بقالة أو مطعم أو أى حاجة تكسّب، واتّريقوا علينا، وأكدوا إننا هنخسر، خصوصاً إن الورشة مش فى خان الخليلى، لكن أنا وأمى صممنا ونجحنا وحالياً بنصدر منتجاتنا لدول زى ليبيا وتركيا، رغم أن ورشتى على قدها»، بحسب «كريم».

تمتاز منتجات الورشة بالخصوصية، فلا يكتفى «كريم» بصنع الأركت الخشب، بل يطعمه بالصدف وأحياناً الجلد وغيرها من الإكسسوارات المصرية التراثية، قائلاً: «بنحاول نرجع الفن ده لأمجاده، وبنطور فى الأشكال، وفى الوقت نفسه نراعى الزبون فى السعر».


مواضيع متعلقة