منها الفخار والحلي.. شاب يوثّق الحرف التراثية بمصر: "يلا ع الورشة"

كتب: حسين عوض الله

منها الفخار والحلي.. شاب يوثّق الحرف التراثية بمصر: "يلا ع الورشة"

منها الفخار والحلي.. شاب يوثّق الحرف التراثية بمصر: "يلا ع الورشة"

نشأ بين الصنايعية والحرفيين بحي الدرب الأحمر وسط كنوز مصر الثمينة من آثار ومشايخ الحرف التراثية أصحاب الأيدي الماهرة فعشقهم، دراسته دبلومة الآثار بجامعة عين شمس زادت عشقه لتلك الفنون، ومع مرور الوقت اختفى بعض منها دون أسباب، من هنا جاءت فكرته للتوثيق تلك الحرف خوفا من أن تندثر جميعها وحفظا للهوية والحضارة المصرية.

لم تمنع ظروف الحياة وضغوطها اليومية الشاب الثلاثيني مصطفى كامل "الطواف" من البحث عن الحرف التراثية وخصوصا النادرة كالقباقيب، التي لا يوجد منها في مصر غير ورشتين، وتوثيقها والدعاية والتسويق لها وجذب الشباب والسياح للاطلاع على ذلك الإرث الثقافي العظيم.

ونتيجة لجهوده المستمرة على مدار أربع سنوات تمكن من توثيق أكثر 200 حرفة داخل القاهرة بالصور ومقاطع الفيديو، النابعة من قلب الورش وحكاوى الحرفيين أنفسهم، بكاميرا هاتفه المحمول البسيط، صاحبة أقل تفاصيل الإبداع.

يقول "الطواف"، "بدأت تسجيل الحرف عام 2015، عندما وجدت الشباب تبتعد عنها، وبينجروا وراء التكاتك وأي حاجة فيها مكسب سريع".

وأكمل: "دشنت قناة على اليوتيوب، وجروب إلكتروني على (فيس بوك) خاص للحرفيين في مصر والمنطقة العربية، يضم 1600 حرفي، بالإضافة إلى أساتذة الآثار، ومديري المتاحف والمهتمين بالتراث المصري، يبث تلك الحرف من جديد في نفوسهم".

وفي بداية 2018، أطلقت مبادرة "يلا ع الورشة" بالاتفاق مع أصحاب المهن التراثية لتدريب عدد من الشباب داخل ورشهم، ما يسهم في إيجاد مصدر رزق لهم، ومنع هذه الحرف من الاندثار، وتحويل الورش إلى مدارس حرفية تضخ دماء جديدة.

وتابع: "كل شهر بعمل زيارة لورشة دون مقابل بدأت من فن الخيامية للسيدات، ثم تطعيم الصدف، ومعرض مكبر لكل أشغال النحاس ببيت السناري بالسيدة زينب، وخلال زيارة طلاب جامعة المنصورة عرفتهم بـ 8 ورش منها تكفيت النحاس والقباقيب والنجارة العربية، الاويمة، صناعة الحلى، الفخار، تشكيل المعادن وفن النحت على الجبس، وأخر الورش كانت تجليد الكتب التراثية بأحد الورش خلف جامع الأزهر بداية الشهر الجاري وسط حضور كثيف من الشباب".

ولأن هؤلاء الحرفين لا يوجد لهم أرشيف غير بعض التوقيعات القليلة على أعمالهم القديمة بأحد المتاحف، كتب "الطواف" بعن مشاهير الحرفيين المعاصرين، لإلقاء الضوء على أبرز النماذج منهم وأمهر الحرفيين التي تمتلئ شوارع وحارات القاهرة التاريخية بهم، ويعانون العديد من الصعوبات التي تعيق إبداعهم دون الاهتمام الكافي.

وعما يتطلع إليه "الطواف" قال: "أتمنى أن تساند الدولة مشروعي، وترعاه أحد شركات التسويق لتوثيق أكبر قدر ممكن من ذلك التراث الحضاري بشكل احترافي يليق بها، وكذلك وتتعاقد معه أحد الشركات السياحية لجذب السياح لزيارة تلك الورش التاريخية التي لا تقل قيمة عن الآثار، وأن يلتفت رجال الأعمال إلى كنوز مصر ويعملون على تطويرها".

بحسب "الطواف"، فأن تلك الحرف لن تندثر، فقد يبتعد بعضها لفترة لقلة متعلميها، "أجمع الشباب شهريا لتذوق تلك الفنون".

يسعى الشاب الثلاثيني إلى تسجيل الحرف القبطية مثل الايقونات والفسيفساء ونجارتهم، وكل أشكال هذا الفن الذي لا يقل أهمية عن الفن الإسلامي.

ومن أهم المحافظات، التي يسعى "الطواف" إلى توثيق حرفها، مدينة دمياط قلعة الأثاث المصري، والشرقية التي تزدهر فيها صناعة البردي ولا أحد يعلم عنها الكثير.


مواضيع متعلقة