فى أول أيام المعرض.. «مدينة نصر» تودع جمهور الكتاب بعد 36 عاماً.. وتستقبل «الحرف التراثية».. والمواطنون: ماحدش قال لنا

كتب: نهال سليمان

فى أول أيام المعرض.. «مدينة نصر» تودع جمهور الكتاب بعد 36 عاماً.. وتستقبل «الحرف التراثية».. والمواطنون: ماحدش قال لنا

فى أول أيام المعرض.. «مدينة نصر» تودع جمهور الكتاب بعد 36 عاماً.. وتستقبل «الحرف التراثية».. والمواطنون: ماحدش قال لنا

على مدار 36 عاماً لم تشهد أرض المعارض الدولية فى «مدينة نصر» مثل هذا الهدوء، وخصوصاً فى الثلث الأخير من شهر يناير كل عام، حيث أُقيم أول معرض للكتاب بها منذ عام 1984 بعد أن أمضى 14 عاماً فى مقره الأول بأرض معارض الجزيرة، مقر دار الأوبرا حالياً، حيث شهد المعرض حضور ثلاثة من رؤساء مصر هم «عبدالناصر والسادات ومبارك» افتتاح المعرض، باستثناء الدورة التى تم إلغاؤها على خلفية أحداث ثورة 25 يناير 2011، تأكيداً لدور الثقافة فى تشكيل قوة مصر الناعمة فى محيطها العربى والدولى.

فى ذلك الوقت من كل عام كانت أرض مدينة نصر نبراساً ينير مصر والمنطقة العربية، باعتبارها مقراً لثانى أقدم وأكبر معرض للكتاب فى العالم بعد «معرض فرانكفورت» الألمانى، بما كان يقدمه «معرض القاهرة» ليس فقط بسوق لبيع الكتب وإنما نظم العديد من الفعاليات الثقافية والورش الفنية والندوات، فكانت مدينة نصر فى تلك الآونة مقراً لمهرجان وعيد الثقافة فى كل عام.

«الوطن» تجولت فى أرض معارض مدينة نصر بعد نقل المعرض إلى مقر جديد بالتجمع الخامس، حيث أرض المعارض الجديدة الأكثر تنظيماً، بما يليق بتقديم وجه مصر الثقافى بشكل حضارى.

وربما يتخيل البعض أن أرض «مدينة نصر» قد ودعت الفعاليات الثقافية باستضافتها آخر معرض للكتاب فى العام الماضى، ولكن من يتطلع لزيارة أرض ذكرياته وحكايات الكتب فى حياته، سيجدها تكشف الآن عن وجه جديد للثقافة المصرية، حيث تستضيف معرض الحرف اليدوية والتراثية فى دورته الستين والذى بدأ 21 فبراير لينتهى فى نفس توقيت معرض القاهرة الدولى للكتاب.

{long_qoute_1}

هبة خليفة، ذات الـ34 عاماً، جاءت من الجيزة هى وطفلتاها «سارة» 11 عاماً، و«سلمى» 7 أعوام، للبحث عن وسائل مواصلات من أرض معارض مدينة نصر إلى أرض التجمع الخامس، حيث تعودت الأسرة كل عام على حضور العروض المسرحية واقتناء القصص والروايات.

وأعربت «خليفة» لـ«الوطن» عن خيبة أملها لأن المعرض لم يفتح أبوابه أمس، بعد أن جاءت العائلة بناء على تنويهات البرامج التليفزيونية بأنهم يستطيعون استقلال المواصلات المخصصة للمعرض أمس، وقالت كل من «سلمى وسارة» بصوت حزين: «إحساس وحش إن المعرض مش شغال النهارده» بينما عبرت الأم عن استيائها من بُعد المسافة حيث كانت تستخدم المترو فقط للوصول إلى مدينة نصر.

فيما قال اثنان من موظفى أرض مدينة نصر، رفضا ذكر اسميهما، إنهما قابلا الكثير من رواد المعرض منذ الساعة الثامنة صباحاً، منهم من جاء يبحث عن مواصلات وهو يعرف أن المعرض نُقِل من مكانه، ومنهم من فوجئ عندما وصل إلى مدينة نصر بأن المعرض نُقل إلى مكان آخر، وقال أحدهما «أنا بقالى سنين هنا وحضرت المعرض كتير وعادى إن الناس تكون مش عارفة إنه اتنقل، لأن فيه ناس مش بتتابع الإعلانات والدعاية، وفيه واحد كفيف جه سأل عن المعرض».

أما دنيا أشرف الفتاة العشرينية التى جاءت من منطقة «فيصل» بالجيزة، فقد بدت عليها الدهشة عند إخبارها بأن المعرض سيقام هذا العام فى «التجمع الخامس»، خاصة أنها جاءت يوم 22 يناير كما تعودت القدوم للمعرض فى بعض دوراته، وقالت «مش عارفة بقى هاعرف أروح التجمع ولا لأ، بس هدور على المواصلات وأفكر».

من جانبه قال طارق أبومحمد، 57 عاماً، الذى يعمل فى نفق المشاة أمام البوابة 5 بأرض معارض مدينة نصر منذ 11 عاماً، إنه «يتلقى العديد من الاستفسارات يومياً، ومع ذلك فإنه لا يكل من الإجابة عن تساؤلات المارة من خلال المعلومات التى تابعها من الصحف والقنوات عن معرض الكتاب، ويطلب منهم الانتظار حتى وصول الأوتوبيسات المخصصة لنقل الزوار إلى المعرض الجديد».

وأضاف «أبومحمد» لـ«الوطن» أن «نقل المعرض للتجمع أفضل، حيث كانت تتعرض الكتب أحياناً للبلل بفعل الأمطار، ولا أنسى تلك العاصفة الترابية التى هبت على الخيام وعصفت بها منذ 4 سنوات».

 


مواضيع متعلقة