"ظهر" يعيد لمصر خارطة البحث والاستكشاف

كتب: الوطن

"ظهر" يعيد لمصر خارطة البحث والاستكشاف

"ظهر" يعيد لمصر خارطة البحث والاستكشاف

يبدو أن كشف "ظهر" العملاق للغاز، التابع لشركة إيني أعاد مصر مرة أخرى لخارطة البحث والاستكشاف، ولكن الدولي التي صنفت مرة في الماضي بأنها ذات وضع سياسة خطر بدأت الآن في التحول بأن تكون الوجهة الأولى والأساسية استثماريًا لشركات البترول العالمية.

وحسنت القاهرة فرصها، فعلى الرغم من التراكيب الجيولوجية التي تملكها بالفعل قامت مصر بمغازلة الشركات الكبرى عن طريق تعديل نظامها المالي، واتخاذ خطوات مرنة في تسعير الغاز.

وقامت شركات البترول العالمية مثل شل وبي بي وإيني بمضاعفة حصصهم الحالية، كما قامت شركة إكسون موبيل بالدخول للسوق المصري لأول مرة.

وقامت شركة اكسون موبيل بمناورة شركات توتال وبي بي وايني وشل في المزايدة التي طرحتها مصر وفازت بقطاع رقم 3 شمال شرق العامرية بالتزام انفاق حوالى 100 مليون دولار لحفر بئرين. وفازت شركة شل بخمس قطاعات  شمال سيدى جابر البحرية، شمال الفنار بالمياه العميقة، و3 مناطق برية في الصحراء الغربية الغنية بالزيت الخام "غرب الفيوم، جنوب شرق حورس و جنوب ابو سنان"، فضلًا عن اشتراك شركتي بي بي وايني في قطاع غرب شربين البرى بدلتا النيل، وحصول شركة إيني الإيطالية الكبيرة على قطاع جنوب شرق سيوة بالصحراء الغربية.

وتمثل نتائج المزايدة الأخيرة التي أعلنت عنها القاهرة تحول كامل للدولة التي انخفض الاحتياطي الأجنبي لديها عقب ثورة 2011 من 36 مليار دولار إلى 16.5 مليار دولار في فبراير 2016، مما اضطرها لطلب قرض من صندوق النقد الدولي بقيمة 12 مليار دولار لتستطيع الدولة الوقوف على قدميها مرة أخرى. مازالت شركات البترول العالمية لديها مستحقات متأخرة بحوالي 1.2 مليار دولار، ولكن من المتوقع ان يتم سداد هذه الديون بنهاية هذ العام، حيث تشعر الشركات الكبرى بارتياح لعودة الامور إلى نصابها.

وقامت القاهرة بالفعل بسداد 5.1 مليار دولار خلال الـ4 سنوات الماضية، حيث يتضح أن التحول الذي شهده صناع القرار نحو الشركات الكبرى عقب ازمة الطاقة التي شهدتها البلاد خلال الفترة من 2012 حتى 2014دفعتهم لسلوك منحنى اخر. ويشيد رؤساء شركات البترول العالمية بوزير البترول المهندس طارق الملا، الذي عمل لأكثر من 20 عامًا في شركة شيفرون العالمية، لدورة المرن في تسديد المستحقات والقيام بإصلاحات طويله المدى في القطاع.

فعلى سبيل المثال، تم السماح لشركة دانه غاز الإمارتية بتصدير متكثفات الغاز، والسماح لشركة ترانس جلوب الكندية بتسويق الخام الذي استخرجه لتعويض المستحقات.

وتبقى الطبيعة الجيولوجية التي تتمتع بها مصر هي الجاذب الرئيسي للاستثمارات، ولكن توفر البنية التحتية في الدولة، قربها للأسواق الاوربية، الطلب المحلى المتزايد، وقطاع الخدمات المتميز، تسمح هذه العوامل العديدة للشركات الاجنبية بتسويق اكتشافاتها سريعاً، مما يعد عامل رئيسي حاليا في ظل قصر دورة الاستثمارات الحالية.

وعلى الرغم من ان الوقود الصخري في الولايات المتحدة الامريكية سيظل هو افضل دورة استثمارية، فإن مصر تقفز بمعدلات المشروعات عالميًا.

وفي الواقع، قامت شركة بي بي بضخ استثمارات في مصر أكثر من أي دولة اخرى خلال العامين الماضيين وذلك وفقا لتصريحات بوب دادلي رئيس الشركة. حيث إن مشروع بي بي العملاق "غرب الدلتا العميق" واحد من عدة مشروعات من المخطط ان تقوم بإنتاج حوالى 900 الف برميل زيت مكافئ يومياً خلال الفترة من 2015 حتى 2021. ان نموذج شركة ايني الاستكشافي الذي يسعى لتحويل النجاح الاستكشافي إلى أموال سريعة من خلال التخارج من المشروع والتنمية السريعة للمشروع في مصر عن طريق بيع 40% من حصتها في ظهر بصفقتين خلال عام 2016 مع شركتي بي بي وروزنفت، وبيع 10% اخرى إلى شركة مبادلة الامارتية العام الماضي.

كما قامت الشركة ايضا بالتوسع في البحث عن الغاز بمنطقة حقل غاز نورس للغاز وتشيد بالاحتمالات الغازية الكبيرة من الحقل، وقيام شركة شل بزيادة حفاراتها وابارها إلى 3 أضعاف في الصحراء الغربية  وعمل برنامج حفر استكشافي بحرى لاختبار الاحتمالات في المياه العميقة بدلتا النيل البحرية وقطاعات رشيد، بينما بدا تنمية منطقة هارماتان العميقة، التي كانت شركة بي جي اكتشفته قبل ان تقوم ببيع ممتلكاتها لشركة شل.


مواضيع متعلقة