يوم فى حياة «هويدا»: الصبح تشيل أنابيب والضهر تبيع فينو.. وعايشة «عالبخاخة»
![هويدا](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/1343707011549563446.jpg)
هويدا
بثبات شديد تسير وهى تحمل أسطوانة البوتاجاز على كتفها منطلقة من شارع الترعة بالمحلة الكبرى إلى الشوارع المقاربة له، بمهارة تسندها على جانب رأسها، حتى تحافظ على توازنها فى رحلتها الصعبة وتصعد بها أدراج البنايات المرتفعة، جسد هويدا رمضان بات قوياً، رغم المهمة الشاقة التى تقوم بها يومياً، لا تتحدث عن صعوبة ما تقوم به، لأنها ترى فى الشكوى مذلة، وهى تلمس فى نفسها أن تبقى قوية، مهما اشتدت قسوة الحياة.
عندما كان عمرها 6 سنوات، كانت تساعد والدها فى بيع الأنابيب، رغم صغرها كانت لديها محاولات بالتجريب، تفشل أحياناً وتنجح فى رفعها فوق رأسها أحياناً أخرى: «والدى كان متّكل عليّا، كنت بحاول أحط الأنبوبة على دماغى، كنت أترقص بيها على دماغى لحد ما اتعلمت الثبات، وبقيت بحب الشغل طبيعى».
عمل صاحبة الـ 40 عاماً فى توصيل الأنابيب من السابعة صباحاً وحتى الظهيرة، لا يمنعها من مواصلة عملها بعدها فى بيع الخبز الفينو بأحد أركان الشارع، تظل جالسة فى انتظار الزبائن، ثم تعود وقت العصرية لتبدأ فى مهمة أخرى وهى خبيز الفينو داخل بيتها بمساعدة ابنتيها، الكبرى 18 عاماً، والصغرى 5 سنوات: «أكل العيش عايز كده، شغل من هنا لهنا، جوزى عربجى واللى جاى على قد اللى رايح، والحاجة اللى تجيب لنا جنيه، بنجرى وراها مادام قادرين ومعانا صحتنا».
لديها أيضاً ولدان، الأول 16 سنة ويعمل «خراط»، والأصغر 10 سنوات ويعمل فى مصنع: «البيت كله بيشقى ويتعب علشان لقمة العيش مش أنا بس».
العمل أمام الفرن أصعب عليها من بيع الأنابيب، يتعبها وكان السبب فى إصابتها بمرض صدرى جعلها تعتمد على البخاخة فى التنفس: «الفرن صعب عشان بيجيب التهاب رئوى، بسبب النار اللى طالعة وتاكل فى صدرنا». كل ما تتمناه «هويدا» هو رخصة تجيز لها بيع «الفينو» فى الشارع: «عايزة أبيع من غير ما حد يضايقنى، عايزة مكان رسمى أقعد فيه من غير خوف».